مرة جديدة تتعرض دار الفتوى بشخص مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لحملة شعواء من قبل حزب " المستقبل" ، وهذه المرة سارت الحملة على ثلاثة محاور ،
الاول : حمل عنوان استنكار استقبال المفتي للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي زاره قبل أيام في منزله في تلة الخياط ، و"بطلا" هذه الحملة كانا نائبي كتلة "المستقبل" في طربلس وعكار محمد كبارة ومعين المرعبي ، الاول تحول من الوعظ السياسي إلى الافتاء الديني حيث "أفتى" بعدم جواز الصلاة خلف المفتي قباني بعد استقباله السفير السوري ، والثاني نزع الشرعية عن مفتي الجمهورية و"عين" مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار مكانه مفتياً للجمهورية .
المسارالثاني للحملة : تمثل بقيام خمسة مشايخ في منطقة عكار مقربين من حزب "المستقبل" يتقدمهم أسامة الرفاعي برفع دعوى قضائية ضد نجل المفتي قباني ، راغب ، أمام القضاء بتهمة الاحتيال المالي. ولاحظت الاوساط المتابعة سرعة مدعي عام التمييز سعيد ميرزا في تحريك هذه الدعوى والعمل لاستدعاء نجل المفتي للتحقيق الاسبوع المقبل .
المسارالثالث لحملة المستقبل على المفتي قباني سلك بعداً ميدانياً من خلال فرض ما يشبه "الحصار" على مقر دار الفتوى في عائشة بكار ومنزل المفتي في تلة الخياط ، وافتعال تجمعات مناوئة للمفتي أمامهما ، كالذي حصل خلال زيارة السفير السوري للمفتي مؤخراً ، وهو الامر الذي استدعى من دوائر دار الفتوى الطلب من قيادة الجيش تأمين الحماية لمقر دار الفتوى ومنزل المفتي .
مصادر دار الفتوى : هناك أمر ما يحضر ضد المفتي
هذه الحملة غير المسبوقة من حزب "المستقبل" على المفتي قباني جعلت أوساط دار الفتوى تستريب من خلفياتها. وأبدت مصادر معنية في دار الفتوى في حديث لموقع "الانتقاد" تخوفها من "أمر ما" ، يحضره "المستقبل " ضد المفتي قباني ، وتضيف "إن التوجه خلال الساعات الاخيرة التي تلت الحملة التي تعرض لها المفتي هي عدم الرد والتصريح بانتظار بضعة أيام لكشف المستور" ، واذ تشير الى "اجتماعات تعقد بعيداً عن الاضواء في دار الفتوى لتدارس الحملة وسبل الرد عليها" ، تؤكد المصادر أن "هناك رداً قوياً سيصدر قريباً عن دار الفتوى على الحملة التي تعرض لها المفتي قباني " .
ورداً على تصريحي النائبين معين المرعبي ومحمد كبارة تقول المصادر "إذا كان المرعبي يعتقد أنه وأمثاله يستطيعون نزع الشرعية عن المفتي قباني والاتيان بآخر فهذا يدل على جهله وجهل من يقف وراءه ، وإذا كان النائب محمد كبارة يعتقد نفسه أنه بات باستطاعته الافتاء فهذا يدل الى أين وصلنا ". وتضيف المصادر: نحن نجتمع وندرس الموقف وهذه المواقف والتصريحات هي صورة لخلفية معينة ويبدو أن هناك شيئاً ما يُحضّر ". دون أن تفصح عن ماهية ما يجري تحضيره ، ويبدو من خلال سياق الحديث ان عملية انقلابية ضد المفتي يجري الاعداد لها ، ولا تستبعد مصادر دار الفتوى ان يكون ما يجري عملية ضغط على المفتي لتقديم تنازلات. وعن تأثير هذه الحملة على عمل اللجنة التي شكلها المفتي قباني لايجاد إصلاحات في نظام دار الفتوى توضح المصادر أن "اللجنة تواصل عملها وقد إجتمعت مرتين حتى الآن وهي ستعقد اجتماعاً ثالثاً خلال الايام المقبلة " .
مصادر أخرى معنية في دار الفتوى تتمنى انتهاء الخلاف الحاصل ، وتقول رداً على سؤال ل "الانتقاد": "نحن دورنا وضع حد لما يحصل وقضيتنا واحدة" ، وتأمل "عودة الامور الى مجاريها الطبيعية" وتعتبر أن "الدور المطلوب من الجميع هو توحيد الموقف لأن الساحة لا تتحمل مزيداً من الانقسام ".