سمعناك توصين أولادك المهاجرين بأن ينتبهوا إلى أنفسهم. لم تشكي من غيابهم الذي يطول كلّ مرة أكثر من التي تسبقها. تعزّيك عبارات الحب والشوق التي يمطرونك بها عبر الهاتف. وهنا تتذكرين أن تطلبي انتهاء الاتصال كي لا يتكلفوا أكثر على المكالمة الدولية. كلّ عيد وأنتِ بخير. هذا كافٍ. تقولين. وتريدين من أولادك تصديق هذه الحقيقة. لكن لا. لا تصدّقوها. لا تطيعوها. ولا تصدّقوا ما قاله محمود درويش في قصيدته الرائعة، تعاليم حورية: «لا تحترق لتضيء أمّك، تلك مهنتها الجميلة». أجلسوها في ماء قلبكم كما قال أيضاً. احملوا لها الهدايا. اتصلوا بها من الخارج. ومن يستطع فلتكن هديته أجرة التذكرة التي تحمله إلى لبنان.