لفت مصدر فلسطيني لـ "الحياة" إن "واضعي العبوة في عين الحلوة أرادوا توجيه رسالة سياسية مباشرة إلى اللينو مستفيدين من حال عدم الاستقرار في ما بين بعض قيادات حركة "فتح" بسبب صدور دفعة جديدة من التعيينات العسكرية والأمنية أبرزها مبادرة قائد الأمن الوطني صبحي أبو عرب إلى تشكيل كتيبة أمنية انتقى عناصرها من الكفاح المسلح وأوكل قيادتها إلى محمد السعدي".
وأكد المصدر نفسه أن "العلاقة بين منير المقدح أحد قادة "فتح" في المخيم والمسؤول عن كتائب شهداء الأقصى وبين "اللينو" ليست على ما يرام والجهود التي تبذل، لم تبدد الاحتقان.
لكن المصدر ركز على "الاشتباكات التي كانت تحصل من حين إلى آخر بين "اللينو" ومجموعات متشددة تنتمي إلى "جند الشام" و"فتح الإسلام" و"عصبة الأنصار" بقيادة أبو طارق السعدي، وأدت إلى سقوط ضحايا وعشرات الجرحى"، مؤكداً أن "الجهود التي بذلت في السابق لتشكيل كتيبة أمنية لضبط الوضع الأمني في المخيم وصلت إلى طريق مسدود ما أدى إلى استمرار حال الفلتان بعدما تحولت أحياء المخيم إلى جزر أمنية تخضع لسيطرة هذا الفريق أو ذاك".
وكشف المصدر الفلسطيني أن "المطلوب للقضاء اللبناني أبو محمد طه كان يقيم في المنطقة نفسها التي يقيم فيها "اللينو" لكنه توارى عن الأنظار فور ورود اسمه في التحقيقات مع الموقوفين المتهمين بتنفيذ عمليات تخريبية ضد المؤسسة العسكرية".
وشدد المصدر على أن "طه لجأ أخيراً إلى حي الطوارئ الذي تسيطر على معظمه المجموعات المتشددة، وقال إنها تتولى حمايته وترفض تسليمه لقيادة الجيش اللبناني على رغم أن مسؤولي الفصائل ولجنة المتابعة واللجان الشعبية كانوا أبدوا استعدادهم في لقاءاتهم مع مسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور للتعاون من أجل توقيفه وتسليمه للسلطات اللبنانية ومن خلالها للقضاء العسكري".
واتهم المصدر مجموعات متشددة بأنها "تقف وراء التحريض على الجيش اللبناني، وقال إن عناصر منها اقتحمت بعض المدارس في المخيم وأوقفت الدراسة فيها ودعت الطلاب إلى التوجه في مسيرة احتجاجاً على الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني لمنع تهريب السلاح من المخيم إلى الخارج ولقطع الطريق على محاولة تهريب أبو محمد طه. وإن تدخل الكفاح المسلح أدى إلى تفريق المتظاهرين".
وإذ شدد المصدر على "التعاون مع الجيش اللبناني لمنع استمرار حملات التشويش التي تستهدفه"، مضيفة أن "الجيش لم يخفف من إجراءاته بمقدار ما أنه اتخذ مجموعة من التدابير للتخفيف من الازدحام أمام المداخل التي تربط المخيم بصيدا وللحد من تأثيرها على تنقلات الفلسطينيين، وهو أحضر أمس مجموعة من الجنديات كلفن بالتدقيق مع النساء أثناء دخولهن المخيم أو خروجهن منه".