أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جوزيف أبو فاضل: 1 نيسان مؤتمر اسطنبول وعيد الكذب.. مجرّد صدفة؟!

السبت 24 آذار , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,088 زائر

جوزيف أبو فاضل: 1 نيسان مؤتمر اسطنبول وعيد الكذب.. مجرّد صدفة؟!

أعلن الكاتب والمحلّل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا لا يعدو كونه بياناً إعلامياً وهو بمثابة كلام في الهواء وحبر على ورق لا أكثر، مشيراً إلى أن لا قيمة عملية لهذا البيان باعتبار أنه تحت الفصل السادس، موضحاً أنه أقصى ما استطاع المجتمع الدولي تحقيقه بعد سنة من المفاوضات.

وفي حديث إلى برنامج "الساعة الحرة" عبر قناة "الدنيا" أداره الإعلامي محمد عبد الحميد، استبعد أبو فاضل إمكانية اللجوء لقرار تحت الفصل السابع في حال لم تلتزم دمشق بخطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان إلى سوريا، مشدّداً على أنّ الموقف الروسي والصيني لم يتغيّر من الأزمة السورية، مشيراً إلى أنّ روسيا هي الضمانة.

وفيما لاحظ تغييراً في اللهجة الدولية تجاه سوريا والتي تراجعت من المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد إلى التمنيات، لم يعط أهمية للموقف التركي المتصاعد، مؤكداً أنّ تركيا لا تستطيع أن تتدخل، منبّهاً إلى أنّ الأكراد ينتظرون فرصة للانقضاض على النظام في تركيا وأنّ النسيج الموجود في العراق وسوريا اليوم موجود أيضاً في تركيا.

وإذ أعرب عن ثقته بأنّ أهل حلب لن ينجرّوا إلى ما يخطّط لهم، لاحظ أنّ جميع رجال الدين، باستثناء الشيخ يوسف القرضاوي، لا يريدون الأذية لسوريا.

 

كذبة كبيرة..

أبو فاضل علّق على البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا والذي دعا لوقف العنف وتطبيق خطة كوفي أنان العربية الأممية المشتركة والانخراط في حوار فوري بين السلطة ومختلف أطراف المعارضة، فلفت إلى أنّ هذا البيان لا يتعدّى كونه بياناً إعلامياً باعتبار أنّ مجلس الأمن لم يستطع أن يتّخذ قراراً ولذلك صدر بيان رئاسي هو عملياً مجرّد دعوة للحوار والهدوء. ولاحظ أبو فاضل أنّ هذا البيان الرئاسي لم يأت على ذكر الممرّات الإنسانية التي كانت كذبة كبيرة أو شمّاعة يدخل عبرها المسلّحون ومدرّبو ما يسمى بالجيش السوري الحر وكلّ المجموعات الإرهابية التي كانت تقتل في سوريا وتراجعت الآن بفضل السوار الحديدي الذي يقيمه الجيش السوري حول الحدود في سوريا، مشيراً إلى أنّ بناء هذا السوار لا يزال حاصلاً على قدم وساق.

ورأى أبو فاضل أنّ البيان الرئاسي هو بالتالي بمثابة تمن، لكنه أشار إلى أنّ آلية التنفيذ لم تظهر بعد. وأعرب عن اعتقاده بأنّ سوريا لن تتّخذ أيّ موقف قبل صدور آلية التنفيذ وما الذي سيفعله أنان عملياً في سوريا، بغضّ النظر عن البنود الستة التي تضمّنها البيان. وأشار إلى أنّ المبعوث العربي الدولي كوفي أنان تبنى تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب سابقاً في سوريا الفريق محمد الدابي وطوّره بعض الشيء حيث حصلت عملية ربح وخسارة في البيان الرئاسي. وفيما لاحظ أنّ أنان لم يدخل في التفاصيل، أكّد أنّ القيادة السورية ترفض دخول مراقبين بالآلاف دون أن تعرف من هم خصوصاً أنّ الأراضي اللبنانية مفتوحة إلى حدّ ما، وإن شدّد على أنّ قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ووزير الداخلية العميد مروان شربل يتابعون الأزمة وقد قال وزير الخارجية عدنان منصور من موسكو أنّ الأجهزة الأمنية استطاعت أن تضبط الحدود إلى حدّ ما.


أنان أنصف السوريين!

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ المشكلة الرئيسية التي تواجه المبعوث العربي الدولي إلى سوريا كوفي أنان مرتبطة بابنه الذي اتّهم بالفساد ما يعرّضه لضغوط كبيرة على هذا الصعيد للوصول إلى أهداف في سوريا. وقال: "أنان تبنى تقرير الفريق الدابي وطوّره بعض الشيء وسار به. لكن عندما اجتمع مع رجال الدين، مع مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون ومع النائب العام البطريركي المطران لوقا الخوري ومع كل الشخصيات والمفتين والمطارنة، أدرك أنّ سوريا ملتزمة ببعضها البعض كطوائف وكأديان ورأى بأم العين الوجود الروسي والصيني بهذه الكثافة وتعاظم الجمهورية الإسلامية في إيران وقوة النظام السوري، وهو لا يمكنه إلا أن يكون معتدلاً". واعتبر أنّ أنان أنصف السوريين وأنصف القيادة في سوريا وأنصف الشعب السوري وأنصف الجيش السوري عندما اعترف في تقريره بأن هناك جماعات مسلحة في سوريا تقتل واعتبر أنّ الجيش السوري يقتل، علماً أن الجيش مضطر ليقتل وينظف الجماعات الإرهابية في بلاده.

واستغرب أبو فاضل المنطق الذي تعتمده بعض الفضائيات التي تتحدث عن اقتحام الجيش السوري مثلاً لمنطقة بابا عمرو، متسائلاً عما إذا كانت هذه المنطقة في الصين وليست في سوريا. وفيما تحدّث عن أمور باتت مكشوفة في هذا الإطار، تساءل من يحق له باقتحام بابا عمرو غير الجيش السوري. وانطلاقاً من ذلك، لفت إلى أنّ البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي أعطى الحق للسوريين كقيادة وشعب وجيش باعترافه بوجود جماعات مسلّحة، مشيراً إلى أنّ هذا البيان صادر عن الفرنسي والإنجليزي والأميركي.

 

لو كانت هيلاري كلينتون أنجلينا جولي..

وذكّر أبو فاضل بأنّ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت تطلب في البداية تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد وتدعو لمهاجمته أما اليوم فقد باتت تتمنى. وقال: "أصبحوا يتمنون بعد أن كانوا يحيكون ليل نهار من أجل الوصول لتدخل عسكري في سوريا تحت مئة ستار".

وإذ لفت أبو فاضل إلى الدور الروسي على الصعيد، ملاحظاً أنّ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس المنتخب رئيس الحكومة فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف كانوا يطلقون تصريحات يومية للتحذير من مغبة التدخل في سوريا من خارج مجلس الأمن. واستهجن كيف أنّ وزيرة الخارجية الأميركية تركض وراء لافروف، قائلاً: "لو كانت صبية أكثر، لكانت خربت لنا بيتنا، وبطبيعة الحال لو كانت أنجلينا جولي لكانت مشكلة وقعت".

وفيما أكد أنّ روسيا دولة عظمى، رأى أنّ الضرب يتركز على شخص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، متحدثا عن تمنيات غربية بعدم مجيء لافروف كوزير خارجية في الحكومة الجديدة باعتباره الرجل العنيد وفق قاعدة "استفاق الدبّ الروسي والتنين الصيني".


روسيا لم تتغيّر

أبو فاضل رأى أن روسيا لم تتغير، مشيراً إلى أنّ روسيا هي الضمانة، لافتاً إلى أنها ذات طابع أرثوذكسي وتعتبر أنها قريبة من هذا الشرق على صعيد إسلامي، خصوصاً بعدما تخلى عنها كل العرب والغرب وأميركا كرمى لعيون إسرائيل ولتفتيت المنطقة. وأشار إلى أنّ الروس وقفوا في وجه هذا المخطط، مذكّراً في هذا السياق بأنّ البطريرك الروسي زار سوريا ولبنان. وقال: "هناك بعض رجال الدين في لبنان بلا أخلاق لم يستقبلوه كما يجب، لكن في سوريا كان له موطئ قدم فسوريا مهد الأديان ومنها كانت انطلاقة الأديان المسيحية".

ولاحظ أبو فاضل أنّ كلّ رجال الدين في العالم، باستثناء القرضاوي الذي يوزّع فتاوى غب الطلب، كلهم يجمعون على عدم الأذية لسوريا. ولفت في هذا السياق إلى مواقف رجال الدين في لبنان جميعاً، وفي طليعتهم غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وسماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والشيخ نصرالدين الغريب والشيخ نعيم حسن وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي تقوم القيامة كلما استقبل السفير السوري وكذلك البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، وكذلك كل المعارضة السابقة في لبنان.

 

معارضة لبنان تتناغم مع معارضة سوريا

واعتبر أنّ المعارضة في لبنان تتناغم مع المعارضة في سوريا في هذا المضمار، لكنه شدّد على أنّ الموقف الروسي لا يتأثر بهذه المواضيع، لافتاً إلى أنه موقف داعم للقضايا المحقة ولن يتغيّر. وأعطى مثالاً على ذلك البيان الرئاسي الذي تمّ التوصل إليه في مجلس الأمن بعد سنة من المفاوضات والذي لا يزال حبراً على ورق ولا يعدو كونه كلاماً في الهواء. وقال: "بابا عمرو أصبحت ماما عمرو والمسألة انتهت في إدلب وغيرها. هناك فلول يجب ملاحقتهم، لكن الأزمة طويلة ولم تنته وهي أصبحت أمنية أكثر منها عسكرية وقد تصبح أزمة استخباراتية لأنّ سوريا هي الأساس ولطالما كانت المحور".

وتحدّث أبو فاضل في هذا الإطار عن "حرب باردة" تحصل هذه الأيام في سوريا، منبّهاً إلى أنّ الحرب عندما تحصل في سوريا تحصل في لبنان. وتوقع أن تطول الأزمة في سوريا، مشيراً إلى أنّ الكفة باتت تميل بشدة نحو النظام في سوريا والقيادة والجيش والشعب الذي يوالي بأغلبيته النظام لأنّ هذا النظام يؤمّن له الاستقرار. ورأى أن البيان الرئاسي الصادر لا قيمة له، ملاحظاً موقف المعارضة السورية ومجلس اسطنبول الذي قرأ في البيان رخصة قتل جديدة للنظام، وقال: "الغرب بات اليوم يعترف بالمجموعات المسلّحة، والأمور تتغيّر وهناك إيجابية جيدة جداً".

وأكد أنّ السوريين عرفوا كيف يمسكون الوضع الاقتصادي، مستغرباً الهجوم الذي يشنّه البعض في هذا الإطار على حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة، لافتاً إلى أنه تمثل بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مؤكداً أنّ الأخير متمرّس واستطاع أن يحقق استقراراً.


الأسد أمّن الغطاء قبل البدء في الحسم

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ القيادة السورية بتنسيقها وعلاقاتها وهي العلاقات التي أرساها الرئيس الراحل حافظ الأسد مع روسيا وكذلك الرئيس الحالي الدكتور بشار الأسد تجد أصداء إيجابية جداً في الشارع الروسي. وقال: "اليوم إذا كان الجيش السوري لا يتمتع بغطاء دولي لا يستطيع أن يحسم". وأشار إلى أنّ الرئيس السوري أمّن الغطاء قبل البدء في الحسم. واعتبر أنّ البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن لا قيمة له.

وعن وجود وجه إيجابي في هذا البيان، اعتبر أنّ المعارضين يضربون آخر ضرباتهم في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنّ التركيز على الشام وحلب وغيرها يعود لكونها "آخر خرطوشة". وأشار إلى أن الجيش مضطر لانهاء الأزمة بعد 11 شهراً من المناشدة كان فيها الجيش ينتظر الغطاء، علماً أنّ الرئيس الأسد لا يتحرّك دون غطاء دولي وهذا ما حصل. وقال: "بات الوضع يميل بنسبة 70 % عسكرياً إلى جانب الشعب والجيش وسوريا كدولة".

ولفت إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد انتظر، بعد انتهاء الأمور في بابا عمرو، ليرى التداعيات، حيث لاحظ أنّ الضوء الأخضر لا يزال سارياً، وأشار إلى أنّ الرئيس الأسد ليس إنساناً مقطوعاً مثل الرئيس حسني مبارك الذي لم يصمد سوى 18 يوماً. ولفت إلى أنّ الوضع يختلف تماماً مع الرئيس الأسد حيث هناك جيش ودولة وعقيدة دون أن ننسى إسرائيل على الحدود، وبالتالي فإنّ الأمور تختلف. وأضاف: "لذلك، انتظر الرئيس الأسد بعد بابا عمرو نحو سبعة أو ثمانية أيام ليتأكد من أن الأمور ما زالت معه وتابع العملية علماً أنه لا يمكن الاستمرار بعمليات عسكرية من هذا النوع إذا لم يكن هناك غطاء دولي".

 

معارضة الداخل لم تصل للمرجو منها

وجدّد أبو فاضل القول أنّ البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن يعترف بالمعارضة السورية المسلحة، مشيراً إلى أنه في الوقت نفسه يعترف أنّ هناك معارضة لأنّ معارضة الداخل للأسف لم تستطع أن تصل للمرجو منها للتفاوض مع السلطة ولم يتبيّن أنّ لديها شعبية". وأشار إلى أنّ السلفيين والاخوان ليس لديهم شعبية، ولكنّ العملية هي دفع أموال من الخارج. واعتبر أنّ المطلوب اليوم من قبل المجتمع الدولي حصول لقاءات في موسكو بين النظام والمعارضة الممثلة بمجلس اسطنبول.

وعن وجود شرط جزائي في البيان الرئاسي إذا لم تلتزم دمشق بخطة أنان لحل الأزمة السورية، أشار أبو فاضل إلى أن لا قيمة لهذا الشرط، موضحاً أنّ أيّ قرار من هذا النوع يتطلب العودة لمجلس الأمن. واستبعد إمكانية اللجوء لقرار تحت الفصل السابع إذا لم يتم التوافق على الخطة الأممية، موضحاً أنّ الروس والصينيين يجب أن يوافقوا وهذا ما لن يحصل. وأعرب عن اعتقاده بأنّ السلاح الثقيل سيُسحب من الشوارع بعد انتهاء الحسم في المناطق الحسّاسة. وأكد أن القصة ليست قصة غرام بين روسيا والصين من جهة وسوريا من جهة أخرى. وأشار إلى أن القصة طويلة في سوريا لأنّ الحدود لا يمكن ضبطها، لافتاً إلى أنّ هذه الحدود مشتعلة إجمالاً سواء من لبنان أو تركيا أو الأردن. وتوقع الوصول إلى حل لقضية العراق قبل القمة العربية.


غليون فقد عقله

وتعليقاً على التصريحات الصادرة عن مجلس اسطنبول عن أن البيان الرئاسي يعطي فرصة إضافية للنظام لقمع الاحتجاجات، لم يستغرب أبو فاضل ذلك، لافتاً إلى أنّ رئيس المجلس برهان غليون فقد عقله، مشدّداً على أنّ رجلاً أكاديمياً لا يمكنه أن يساهم بإنجاح ثورة بالمطلق. وفيما رجّح أن يكون غليون قد استفاد مادياً، لفت إلى أنّ مجلس مؤلف من مجموعات متناحرة، ملاحظاً أنه بميل والاخوان المسلمون بميل آخر تماماً. وأشار إلى أنّ أي شخص يريد الدخول إلى هذا المجلس عليه أن يدفع المال.

ورداً على سؤال عن كلام عضو المكتب التنفيذي لما يسمى بالمجلس الوطني السوري سمير نشار عن أن المطلوب من مجلس الأمن قرارات رادعة وحاسم لوقف عمليات القتل وأنّ على الرئيس السوري أن يتنحى لفتح الباب أمام حلول سياسية وأن سياسة القتل التي يتبعها النظام تؤدي لتسليح الشعب للدفاع عن نفسه وهو ما سوف يؤدي لعسكرة الثورة وربما أسلمتها، أشار أبو فاضل إلى أن السيد نشار يتكلم وكأنه يعيش في سويسرا وهو لا يرى المسلحين في الشوارع ولا يرى ما يسمى بالجيش السوري الحر أو ما يسمى بالثورة. وسأل: "هل يعقل أن تكون ثورة ضد مطالبها؟ هل يعقل أن يكون هناك شعب ضد مطلبه، خصوصاً أن الرئيس السوري قدّم لهم ما طلبوه من إصلاحات". واعتبر أنّ ما يحصل في المنطقة يتعدى سوريا وهو مخطط خطير لتفتيت المنطقة وجعلها كيانات متناحرة بين بعضها. ولفت إلى أن هذا المطلب هو مطلب أميركي، مستغرباً الموقف الفرنسي على هذا الصعيد، قائلاً أنّ الإسرائيلي لا يفعل ما يفعله الفرنسي، مؤكداً أن الخراب هو ما يتمناه الإسرائيلي، وإن لم يقل ذلك في العلن.

 

مشعل سيندم كثيراً!

أبو فاضل أشار إلى أنّ التعويل العربي والتهويل كله اليوم على سوريا لأنه لم يبق هناك رئيس عربي إلا الرئيس بشار الأسد. وحذر من أن الدول العربية تتجه إلى كنتونات ومناطق طائفية ودويلات متناحرة فيما بينها، مشددا على أن كل العروبيين سوف يكونون في سوريا وسوف ينطلقون من سوريا. وقال: "مع احترامي للسيد خالد مشعل إلا أنه سيندم كثيراً بينه وبين نفسه لأنه خرج من سوريا إذ إنّ أحداً لم يحمه كما حمته سوريا ولم يقف أحد إلى جانبه كما فعلت سوريا، وعندما وقعت سوريا في أزمة تركها وغادر". وأضاف: "إخواننا في حركة حماس أخطأوا كثيراً وبالتالي نحن نتجه اليوم في سوريا إلى العروبة لا إلى الطائفية التي هي مرض مزمن".

وأشار إلى أن السوريين شعب ذكي وقد رأوا ما الذي حلّ بالمناطق الأخرى، مشدداً على أن العروبة هي التي تحمينا. وتساءل من الذي يضمن أنّ التسوية لن تأتي على حساب أمير قطر ورئيس حكومة قطر ووزير الخارجية السعودي وغيرهم. ولفت إلى أنّ إيران دولة عظمى تتعاظم، مستغرباً كيف أن السعودية تعلن عن استعدادها لتغطية حاجات العالم النفطية. وأكد أن سوريا باتت الملجأ الوحيد للعروبيين، معتبراً أنّ هذا الأمر سوف ينعكس على الأردن والعراق ولبنان إيجابياً وليس سلبياً.

ورأى أنّ الأمر بات اليوم مشخصناً وأنّ المستهدف بات شخص الرئيس بشار الأسد، محذراً من أنّ حصول أي مكروه للرئيس الأسد سيكون كارثة بكلّ ما للكلمة من معنى، مشدداً على أنّ حماية الرئيس الأسد هي بحدّ ذاتها واجب وطني وقومي وعربي. وقال: "وجب على الرئيس أن يقرر حماية نفسه ولا يخرج بهذه الظروف". وأضاف: "حماية الرئيس واجب وطني وعربي أولاً وآخراً".


ابن حلب لا يشترى ولا يباع

ورداً على سؤال عما إذا كانت حلب هي بيضة القبان التي من شأنها قلب كل الموازين والمعادلات، أشار أبو فاضل إلى أن بيضة القبان ستبقى بيضة القبان وأنّ أهالي حلب نفسهم كبيرة وأن أحداً لا يمكنه شراؤهم. وفيما جزم أنّ أهل حلب لن ينجرّوا إلى هذه الأمور، أعرب عن اعتقاده بأنّ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو يركّز دائماً على ضرورة تضييق الخناق على تجار حلب ودمشق بوصفهم الطبقة المخملية. وأشار إلى أنه لم يعد لديهم إلا حلب بعد صدور البيان الرئاسي، لكنه لفت إلى أن حلب هي حلب الشهباء والخضراء، مستغرباً التضليل الإعلامي. وشدّد على أنّ المستهدف هو حلب لأنها الأمر الرئيس في هذا البلد، وشدّد على أن حلب ستبقى مستهدفة لكنهم لن يستطيعوا فعل شيء على هذا الصعيد. وقال: "لا يمكن أن يؤثر على ابن حلب لا بالمال ولا بالترهيب والترغيب".

وفيما لفت إلى أن الأزمة باتت في خواتيمها عسكرياً، طمأن إلى أن حلب ومحيط حلب ستبقى بأمان، معتبراً أنه لم يبق أمام حكام الخليج إلا التعويل على بعض المناطق بعدما فقدوا الأمل. وأكد أن أبناء حلب سيبقون أوفياء لسوريا ولا يمكن أن يكونوا تابعين لا لتركيا ولا لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ولا لأي شخصية من خارج هذا البلد. وأكد أن أبناء حلب سيكونون أوعى من المؤامرة التي تشن على سوريا.

 

الأسد لم يعط أوغلو أية وعود

وتعليقاً على قول وزير الخارجية التركي أن سوريا تسعى لكسب الوقت، اعتبر أنّ هذا الرجل يفتش عن دور. وعن قوله أن الحكومة السورية فقدت شرعيتها وأن الرئيس الأسد نكث بكلامه أكثر من مرة، أكد أبو فاضل أن الرئيس بشار الأسد لم يعط أوغلو أية وعود. وقال: "عندما أتى أوغلو ليطلب من الأسد إرسال وفد للتفاوض مع الاخوان المسلمين، رفض الرئيس الأسد ذلك العرض، وقال له أنه لا يفاوض مجرمين وأنه يرحب بهم عندما يرمون السلاح من يدهم". واعتبر أن التراجع التركي يعود لكون من دعموهم يتعرضون للضربات، متحدثاً عن شيء غير منطقي يحصل في سوريا. وشدد على أن تركيبة تركيا لا تسمح بتدخل أحادي أو من خارج مجلس الأمن لأن سوريا في حال تعرضها لأي شيء لا سمح الله، سواء تفتيت أو تقسيم أو حرب، سوف ينعكس هذا الأمر عليهم في تركيا. وقال: "الأكراد ينتظرون فرصة للانقضاض على النظام في تركيا، وهذا أمر معروف وواضح وصريح ولا يحتاج لذكاء، وبالتالي نفس النسيج الموجود في العراق وسوريا موجود في تركيا ولذلك لا يستطيع الرئيس أردوغان أن يكابر أكثر من ذلك". واعتبر أن تركيا تهوّل فقط وهي لا تستطيع أن تقدم على فعل أي شيء، مشيراً إلى أن مؤتمر "أصدقاء سوريا" في اسطنبول في 1 نيسان له رمزية لكونه يصادف في يوم "عيد الكذب". واعتبر أن ثلاثة أرباع العالم يأتي إلى سوريا في حال دعا الرئيس الأسد إلى اجتماع لأصدقاء سوريا في سوريا، مشدداً على أنّ الحق للأقوى والأفضل كما يقول كل الفلاسفة والرئيس بشار الأسد هو الأفضل والأقوى على الساحة الداخلية والخارجية ومجلس اسطنبول لا يستطيع ان يتحرّك وهو قد خصّص 1 نيسان لاجتماعه وهو عيد الكذب "ونتمنى أن يكونوا يكذبون على أنفسهم".


تركيا نموذج عن سوريا

ولفت إلى أن تركيا نموذج آخر عن سوريا وهي لا تستطيع أن تتدخل وقد أُفهِمت أنها لا تستطيع أن تتدخل من خلال فتح قضية المجازر الأرمنية. وأشار إلى أن تركيا ليست مضطرة لفعل ما تفعله إلا كرمى لعيون أميركا وإسرائيل، معتبراً أنّ الأزمة في تركيا بدأت كما أن الوضع الاقتصادي في تركيا تأزّم أيضاً مع وجود مقاطعة حقيقية للبضاعة التركية. ولاحظ أن التركيز على حلب لأنها المركز الرئيسي للصناعة والتجارة في سوريا كما حال دمشق وحمص. وقال: "هم ينظرون إلى سوريا بعين الحسد والغيرة". ولفت إلى أن أصدقاء الرئيس السوري هم الذين غدروا به، مذكّراً كيف كان أمير قطر معززا مكرما في سوريا وكذلك الرئيس أردوغان، علماً أن الأسد عندما خطا نحو تركيا وقطر لم يكن لديه خيار آخر. وشدد على أن تركيا لا تستطيع أن تفتح أو تقفل حدوداً وأن من أقفل الحدود هي سوريا. وأسف لكون تركيا تنازلت عن القضية الأم وهي فلسطين، وقال: "إذا كان الشيخ يوسف القرضاوي نسي المسجد الأقصى، فليسمح لنا نحن لم ننسه ونريد الذهاب إليه والصلاة فيه". ولفت هنا إلى كلام رئيس حركة فلسطين حرة الصديق ياسر قشلق والأسئلة التي طرحها عن الربيع الفلسطيني.

وجدّد ابو فاضل طرح الأسئلة عن ما يسمى بالربيع العربي، مشيراً إلى أن العالم العربي يعيش الأزمات وقد سقط فيه مئات آلاف القتلى. ولفت إلى أن ليبيا باتت مقسّمة، وأن النواب السلفيين في مجلس الشعب المصري نائمون، وأن القرضاوي يوزع الفتاوى غب الطلب. وشدّد على أن كل ما يحصل على هذا الصعيد هو مجد لن يستمر، وقال: "لن يستطيعوا أن يتدخلوا في سوريا طالما أنه لا يوجد قرار أممي بذلك". وأكد عدم إمكانية دخول الجواسيس إلى سوريا من الباب الإنساني، مشيراً إلى أنّ السوريين باتوا يقظين لمنع ذلك.


Script executed in 0.19450092315674