و رحب رئيس بلدية بنت جبيل بالقائد باولو سيرا والوفد المرافق معه في مدينة بنت جبيل وبالحضور الكريم، وجاء في كلام رئيس بلدية بنت جبيل" بنت جبيل أصبحت غنية عن التعريف ، لأن إسمها كان ولا يزال على كل لسان وذلك لما شهدته خلال تاريخها من أحداثٍ كانت لها آثار على الوضع السياسي والإقتصادي العام ، وقدرنا كما تدركون أن نكون على بعد أقل من 5 كلم عن الارض العربية المحتلة فلسطين والتي أغتصبت من قبل الصهاينة الذين أسسوا كيانهم على أرض طًرد شعبها وتشتت في جميع أنحاء العالم ، ومنذ ذلك الحين ونحن نعاني في هذه المنطقة ظروفاً لا أصعب ولا أقصى ، وكان سوقها الأسبوعي العامر من أهم الاسواق في بلاد الشام ولبنان ، أما رواد هذا السوق فقد كانوا يأتون من غزة والعريش ومن كل انحاء بلاد الشام ، ولكن بعد إحتلال فلسطين قُدر لهذه المنطقة ان تتلقى الظرف الإقتصادي الأصعب ،حتى أن بعثة أرفد الفرنسية في أواخر الخمسينيات لاحظت أن منطقة بنت جبيل منطقة نائمة لا تستيقظ إلا يوم الخميس أي عندما ينعقد السوق فيها".
إضافة إلى ذلك شدد بزي في حديثه على أن إسرائيل تقوم بخرق قرار 1701 يومياً في الجو والبر والبحر والأمم المتحدة واليونفيل شاهد على ذلك ، دون أن يكون هناك حسم في إتخاذ القرارات ضد عدوانها ، وأكد اننا لم نكن يوماً معتدين فنحن فقط ندافع عن أرضنا وعن شعبنا ضد المحتل الغاصب ، وإستطعنا أن ننتصر ونهزم العدو بفضل إنمائنا ، بفضل مقاومتنا ، وبفضل ايماننا و شهدائنا اللذين لولاهم لما كنا نجتمع اليوم في هذا المكان الذي كان مستهدفاً من العدو الإسرائيلي ، فقوتنا في مقاومتنا وجيشنا اللبناني الباسل الذين بفضلهم وبتعاونهم وبقوتهم نقوى لأنهم الدرع الحصين و الحامي للوطن بدفاعهم عن الارض والشعب والمقدسات ،فتحية إجلال وإكبار لجيشنا ولمقاومتنا ولشهدائنا الأبرار .
أما مختار بنت جبيل محمد عسيلي فكانت له مداخلة على كلام الجنرال سيرا ، اكد فيها أن "في كل يوم هناك إعتداء من العدو الإسرائيلي على لبنان وأطفاله وحقوقه والخروقات الجوية خير شاهد على ذلك التي تطال جنوبنا وقرانا في كل يوم ، فصحيح أنه لا يوجد حرب فعلية ولكن في كل يوم العدو الإسرائيلي يخترق القوانين وكل القرارات".
وكانت كلمة لرئيس إتحاد بلديات بنت جبيل المهندس عطالله سعيتو تمحورت حول حرب ال 2006 و تدمير اكثر من 107000 وحدة سكنية في لبنان ، أي ما يقارب 20% من الشعب اللبناني بات بلا مسكن ، وفي نفس اليوم الذي أوقف فيه إطلاق النار عاد إلى المنطقة من 70 إلى 80 % بالرغم من أن منازلهم كانت أغلبيتها مدمرة ، وفي مدينة بنت جبيل فاق العدد ما يقارب 1600 وحدة سكنية مدمرة تدميراً كلياً اي 70 % من وحداتها ، وبعد أربعة أشهر تقريباً لم تعد المظاهر الخاريجية للحرب موجودة وهذا نابع من حب اللبناني إلى أرضه ، واكد في النهاية على أننا شعب ليس إرهابياً وشعب لبناني و المقاومة تمثل مجموعة كبيرة من الشعب ، وانها فعل وليست ردة فعل .
وفي نهاية اللقاء كانت كلمة للجنرال باولو عبر فيها على أن هذه الفرصة مهمة جداً بلقائكم وأن من المهم لديه أن يفهم البيئة الثقافية التي يتواجد بها الان ويفهم طبيعة الشعب الذي يتفاعل معه. . و اعتبر ان اليونفيل موجودة منذ 1978 ، ولكن من سنة 2006 حتى الان وبالأخص أخر سنوات كانت المنظقة هادئة ولا يوجد حروب في جنوب لبنان ، وهذا الشيء نتيجة التعاون بين اليونفيل والاهالي واليونفيل والسلطات المحلية ، فهذا هو إلتزامنا ومهمتنا أن نحافظ على الامن والإستقرار في المنطقة ، أو إذا كان من الممكن أن نتواصل إلى سلام دائم لأن الجميع يفضل أن نصل إلى الحل الأفضل .
وشدد باولو على أن التواصل الدائم مع السلطات المحلية والرسمية وقيادة الجيش اللبناني سببه أن اليونفيل لا يمكن بمفردها أن تُقدم نتائج إلا بتعاونكم ومعكم ، وان عملهم مع الجيش اللبناني وثيق جداً ومع تفهم الاهالي والشعب ودعمه نستطيع أن نحقق السلام والإستقرار في المنطقة.. وأكد ان مهمة اليونفيل معقدة جداً وبالإمكان أن نحقق تقدم بتنفيذ هذه الولاية إن كان هناك تفاهم وتبادل مشترك ، وأن اليونفيل لديها 12000 جندي على الارض و195 دولة داعمة لها لتحسين الوضع للأفضل إن أمكن ، وأن عملنا إستثنائي في لبنان ولكن نسعى ونعمل كل ما بوسعنا ليصبح الوضع طبيعي ،كما افاد أنه يلتقي دورياً مع الجانب الإسرائيلي لعرض وجهات النظر .
وفي نهاية اللقاء قدم بزي كتاب تذكاري لـ باولو لسيرا كتاب يحكي عن تاريخ مدينة بنت جبيل تحت عنوان " بنت جبيل ذكريات مصورة" موثق بالصور ، و بالمقابل قدم الجنرال درع تذكاري لبزي وشعيتو، ومن ثم قام رئيس البلدية بعرض صور موثقة عن حرب 2006 وعن همجية العدو الإسرائيلي وكيف أصبحت مدينة بنت جبيل بعد ال 2006 وإلتقت الصور التذكارية مع الجنرال والفعاليات .