أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جنبلاط: الوقوف مع الشعب السوري لا يعني تغيير التحالفات الداخلية

الإثنين 09 نيسان , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,261 زائر

جنبلاط: الوقوف مع الشعب السوري لا يعني تغيير التحالفات الداخلية

أكد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "الحل الامني في سوريا لا يعطي الا المزيد من القتل والخراب"، مدينا "الاغتيال السياسي التي أدخلها السوريون الى البلد مع المسلسل الاجرامي".

وأشار جنبلاط في كلمة له أمام مسؤولي وكوادر منطقة المتن الاعلى في الحزب التقدمي الاشتراكي إلى أننا "اخترنا الوقوف مع الشعب السوري وهذ لا يعني تغيير التحالفات الداخلية"، مضيفا "نحن متفقون مع حزب الله على تنظيم الخلاف لاننا نريد العيش معا ولا نريد فتنة".

وأكد جنبلاط أن فريقه "مع سلاح حزب الله ضد اسرائيل وضد هذا السلاح في الداخل في اي صراع طائفي أو مذهبي".


وقال: "لنعود قليلا، قبل العام 2009 بعد 7 ايار، حيث قمنا بتسوية منعا للفتنة، انا وسعد الحريري "عملنا" تسوية منعا للفتنة لان السياسة تتقدم، تذهب وتعود ولكن اهم شيء ان لا نختلف على الارض، ونعرف كم كلفنا صراع الامم، كم كلفنا دمارا وخرابا في لبنان عندما حصلت الحروب السابقة العبثية والتي لم ينتصر احد فيها، وفي النهاية عدنا وتصالحنا، الله يطول بعمر البطريرك نصرالله صفير الذي ختم الجرح الكبير في الجبل، في المختارة، ولا نزال مستمرين بهذه التسوية، لا زلنا في التسوية التي حصلت في 7 ايار ولاحقا اللقاء مع السيد حسن نصر الله، نحن مستمرون".

وأردف: "عندما صعدت الى سوريا بخطوات التسوية انذاك والتقينا مع نظام السوري ومع الشعب السوري تتذكرون كلمتي، كنت واضحا تجاه النظام وتجاه الشعب، هذا كان في 31 اذار 2010، آنذاك لم يكن هناك - لن اسميها ربيع عربي - لانه لم تكن ثورة الشعوب العربية قد بدأت في تونس أواخر 2010 وانطلقت من تونس، مصر وليبيا، ثم 15 اذار بدأت في سوريا، اطفال درعا ونقول لو، لولا التاريخ، لو عولج الامر آنذاك بالشكل الحكيم وجرى الاقتصاص من الذين اقتعلوا اظافر اطفال درعا لما وصلت سوريا الى ما وصلت اليه، اقول لو، تأخر، ثم ذهبت الامور من اذار الى ايار وفي 9 حزيران كان اخر لقاء بيني وبين بشار الاسد، في الحياة على احدنا ان يختار ويجب ان يكون منطقيا مع نفسه ومع حديثه السياسي، مع ادبياته السياسية، الذي يناصر الشعوب ضد الطغاة يجب ان يناصر كل الشعوب بدون تمييز، وفي اخر لقاء في 9 حزيران كان الفراق وانتهينا وحسمنا موقفنا كحزب اشتراكي مع الشعب السوري، لا اتحدث من منطلق درزي اتحدث مع الشعب السوري بأكمله.

واقول ايضا لو، في اواخر تموز كنت في روسيا وزرت انذاك وزير الخارجية لافروف، وقلت له ان سوريا ذاهبة الى الخراب، "طلعلي" بنظرية لا ادعي انني افهم منه، هو افهم مني هو روسيا العظيمة، لكنني قلت له ان سوريا ذاهبة الى الخراب قال لي لا هذه مؤامرة، كانت نظرية المؤامرة متداولة آنذاك والتي لا تزال موجودة حتى اليوم، قلنا له ليست مؤامرة انتم تستطيعون تخليص سوريا من خلال حل سياسي، ولكن لا يوجد حل سياسي ولا اي شيء، لان النظام السوري انذاك، واليوم مستمر في موضوع الحل الامني الذي لم يعط نتيجة الا المزيد من القتلى والتهجير والخراب وسوريا الى المجهول".

وتابع جنبلاط: "في اخر لقاء ايضا مع الوزير الروسي في كانون الثاني هذا العام، قلنا له جربوا من اجل الشعب السوري ومن اجل مصالحكم مع سوريا، اعملوا حلا على الطريقة اليمنية، ما هي الطريقة اليمنية؟ قالوا له (للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح) في الخليج "تفضل حل عنا، طلاع بره ولتكن فترة انتقالية". وليس هذا معناه الحل المثالي في اليمن، ولكن على الاقل اذا اردنا ان نقارن بين خسائر الشعب اليمني من "قاعدة" إلى غيرها، وبين ما يجري في سوريا والذي لا يمكن تصوره، يعني تسعة آلاف، عشرة آلاف قتيل غير الذين اختفوا والمعتقلين والذين في السجون، سيأتي يوم تنكشف فيه الحقيقة، وقتها تسوية مع بشار، خرجت آنذاك مبادرة الجامعة العربية وكانت ممتازة نظريا وتقوم على تعدد الاحزاب، انتخابات حرة، اطلاق سراح المعتقلين والاقتصاص من الذين اجرموا بحق الشعب السوري، خرج النظام ببدعة تشكيل احزاب يعني بدلا ان يكون حزب بعث واحد عمل عدة احزاب، استنسخ وأجرى استفتاء والدم يسيل، وكان يريد ان يجري الانتخابات ولكن تمنوا عليه ان يؤخر الانتخابات ورضخ الى ارادة الشعب وارادة الذين عينهم هو، لا اريد ان اتكلم بالشخصي، اتكلم سوريا، فسوريا تهمنا جميعا تهم كل المنطقة".

وأردف بالقول: "في العام 2010، نعود في ما يتعلق بالوضع اللبناني، حصل ما يسمى بالمبادرة العربية وأسماها صديقي وحليفي الاستاذ نبيه بري ال"سين - سين" وقتها جاء الملك عبد الله مع بشار الأسد على أساس ان تحل قصة المحكمة لبنانيا، يعملون لها اخراجا لبنانيا من اجل ان نوفر الفتنة، وكان هدفنا كلنا ومع سعد الحريري توفير الفتنة وانذاك كانت هناك "اصوات تطلع وتنزل في حال صدر القرار الظني بيحترق البلد"، مشينا بالمسار وهذا المسار اكملته، ولكن الآن كل له ظروفه، لم آت لاهاجم احدا، فالشيخ سعد الحريري لديه ظروفه ويمكن ان يكون تراجع عن موضوع ال"سين - سين"، اقول يمكن لا املك اية معلومات اضافية، الملك عبد الله مرض واصبحنا نسمع بال"سين - سين" عبر وسطاء، كان الملك عبد الله في اميركا والسوري هنا طبعا موجود، النظام السوري، وكان الوسيط ابن الملك عبد الله، الأمير عبد العزيز بن عبد الله، وأخيرا عرفنا تفاصيل ال"سين - سين" من السيد حسن نصر الله ومن وسام الحسن، وقلنا للشيخ سعد: هل هذا الامر صحيح؟ قال نعم، ولكن نحن كنا سرنا بموضوع التسوية واعتبرونا انذاك اننا "خنا" ولكن لن نقف عند كلمة بالناقص او بالزائد، ومشينا بتغيير التحالفات من اجل وأد الفتنة، استغرقنا خمسة اشهر لتشكيل الوزارة ولكن عملنا هذا اللقاء نحن و"التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والباقون في هذه الوزارة، وعندما تشكلت الحكومة في حزيران، صدر القرار الظني في اليوم الثاني والحمد الله البلد لم يخرب".

وقال: "كما قلت في تصريحات عدة اعود واقولها مجددا، نتفهم الحيثيات، حيثيات حزب الله من موضوع اغتيال الحريري اتفهمها، ولكن ليس نحن من يحكم، وافضل طريقة اذا ارادوا يستطيعيون الذهاب الى المحكمة الدولية مع القرائن التي لديهم، اذا كانت صحيحة يدافعون عن حالهم، هم لا يزالون في اطار الشبهة وليس الاتهام، هناك قرار ظني، لكن هذا لا يعني اننا لا ندين طريقة الاغتيال السياسي او اسلوب الاغتيال السياسي الذي أدخله السوري على البلد، الاغتيال السياسي الوحيد الذي حصل قبل السوري انذاك قام به سوري كان في المخابرات اسمه عبد المجيد السراج على ايام الرئيس جمال عبد الناصر عندما كانت الوحدة، وانذاك قتل مناضل كبير اسمه فرج الله الحلو قتله انذاك ضابط وبشكل شنيع اسمه سامي جمعة، السراج لاحقا، ومع كل عظمة عبد الناصر، لكن عالم المخابرات هذه البنى السفلية، يصنفون الشخص أن هذا عدو، فقتلوا انذاك صحافيا كبيرا ووجها مرموقا من الصحافة اللبنانية اسمه كامل مروة، لكن المسلسل الاجرامي الاكبر جاء عندما دخلوا وعندما خرجوا".

أضاف: "والآن اخترنا الشعب وهذا لا يعني التغيير في لقاء التحالفات، اتفقنا مع حزب الله على تنظيم الخلاف. هم لديهم وجهة نظر في ما يتعلق بالنظام السوري ونحن لدينا وجهة نظر مع الشعب السوري. وانا رأيي انه على المدى التاريخي سوف يدركون انهم على خطأ. ولكن في النهاية هناك صراع دول، من ايران وغيرها، لا انتم ولا نحن نستطيع تغييره، والروس سوف يستدركون انهم أخطأوا في تأييد هذا النظام، واتمنى على الروس والايرانيين ان يخلصوا سوريا، نحن يهمنا سوريا ووحدتها وعدم دخول سوريا في الصراع المذهبي او الطائفي من اجل سلامة المنطقة، ان شاء الله هذا الكلام يصل. لكن على الأرض نريد ان نعيش جميعنا، وليس كلما اختلف احدهم مع الاخر نحولها الى قضية طائفية او مذهبية. يعني مع الاسف الذي حصل امس مزعج، وهناك بعض النواب والخطباء يشتمون قدر ما يريدون، ولكنني لا أرد على أحد، هذه ادبياتهم ، لكن انا جئت اليوم لنؤكد على تلك الثوابت ونتكلم بموضوع اخر الذي أخطأ غيرنا في مقاربته، موضوع سلاح الحزب.

وأشار جنبلاط الى انه "في الماضي احدى اسباب الحرب الاهلية السابقة كان موضوع السلاح الفلسطيني، انقسم البلد على السلاح الفلسطيني، نحن كنا معه وغيرنا كان ضده، تطورت وتطورت ودخلت ايضا لعبة الامم، المهم ان هذا السلاح الفلسطيني خرج من لبنان ولكن ماذا كلف؟ كلف شهداء فلسطينيين ولبنانيين والله يرحم كل الشهداء دون تمييز، اليوم هناك سلاح مع طائفة كريمة اسمها الطائفة الشيعية، المقاربة لا تكون بأن: او تعطونا سلاحكم او "ما بحكي"، "ما بتمشي هيك". ولا ننسى ايضا كم تعرض لبنان لاعتداءات اسرائيلية، لا نتكلم عن اسرائيل وكأن اسرائيل زالت عن الوجود، بالنسبة للمواطن الجنوبي هذا السلاح يعتبره كرامته وعزة نفسه وخط الدفاع الاول، في يوم ما ايضا - وهذا رأيي - هم سيطالبون ان يكون هذا السلاح جزءا من الجيش اللبناني، وهذا لا يأتي بطرح: "او تعطيني سلاحك او لا اتكلم معك"، يجب ان تتحاور معه في الوقت المناسب وبالقرار الدولي لا تنسوا ان المنظومة تبدأ هنا وتنتهي في ايران. في الوقت المناسب هذا السلاح سيصبح جزءا من الدولة لان هذا السلاح يصبح لاحقا اذا كثرت اعداده، كما كان لدينا نحن سلاح على حجمنا، كم عانينا نحن كحزب اشتراكي وغيرنا عندما كنا في بيروت وغير مناطق كم عانينا من فلتان السلاح وكم ذهب من شهيد وضحايا بريئة بسبب فلتان السلاح، لكن اعود واقول لا يحكى مع الطائفة الشيعية الكريمة الا بالحوار، والذين ينادون بنزع السلاح او بمعنى نريد السلاح باي شكل، مخطئون".

واكد على ثوابت هذه الحكومة نحن فيها، نحن مع السلاح في الدفاع عن لبنان في مواجهة اسرائيل، لا لاستخدام السلاح في الداخل، طريق الشام للجميع وليس كلما اعتدى أحد على آخر بالضرب في الكولا - بيروت ب"تخلف" في بعلشميه او في بحمدون، لنشكل واياهم نقابة السائقين وتتوزع الارزاق. هذا الذي اردت ان اقوله اليوم بدون ضجيج لان هذا اليوم ذكرني بظروف مختلفة، كيف كان الجو انذاك، اتذكر ذاك الجو الاسود وقت الحادثة الفردية للطفي زين الدين واليوم الجو افضل بكثير، غدا تأتي الانتخابات، الذي يريد ان يربح ليربح، ولا مشكلة في الربح والخسارة، المهم ان لا ندخل في أي توتر لا مذهبي ولا طائفي".


Script executed in 0.18905806541443