في "إسرائيل" يعترفون: لا يعلمون ما سيقدّم أوباما لإيران
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ أطيلا شومبلبي"
" قالت جهات سياسية الليلة (يوم الخميس) في إسرائيل إنه "ما من تفاؤل حيال البدء بمحادثات بين الغرب وإيران"، واعترفت أنهم لا يعلمون إلى الآن بوضوح ما هو "الموقف النهائي" للولايات المتحدة في كل ما يرتبط بالاتصالات العلنية التي من المفترض أن تبدأ نهاية الأسبوع.
إلى حد الآن تحافظ إسرائيل على الهدوء في كل ما يرتبط بالمحادثات وتنتظر التطورات. البيت الأبيض شدّد مواقفه في الأيام الأخيرة، ولكن في إسرائيل يرفضون التطرق إلى الأنباء. وقالت جهات على صلة بالموضوع الإيراني إننا "بصمت كبير. ننتظر رؤية ما سيحدث، ونسمح للضباب بأن يزول". لم تعرب عن تفاؤل حيال النتائج، وأضافت أننا "نعلم جدا ما ستكون عليه، ولكن نعطي فرصة لهذه المحادثات".
من المفترض أن تبدأ الدورة الأولى من المحادثات بعد غد في اسطنبول، ووفق تقارير من المفترض أن تجري دورة أخرى في بغداد. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، إيهود باراك، عرضا قبل أيام معدودة موقف إسرائيل فيما يخصّ المحادثات التي يجب إرساءها حيال إيران، والتي تشمل وقف تخصيب اليورانيوم وإخراج اليورانيوم المخصّب من إيران.
الولايات المتحدة في الواقع زادت من حدّة كلامها الذي قالته إلى حد الآن، قبيل الاتصالات العلنية، ولكن في إسرائيل أوضحوا أنه "من الواضح تماما بأن الأطراف تفرض القيود قبل البدء بالمحادثات". وفق أقوال مصدر سياسي رفيع، "كل جهة تفرض حدودا. الإيرانيون يعلمون أن أوباما لا يعير اهتماما لمواجهة عسكرية قبل الانتخابات في الولايات المتحدة، ولذلك يسمحون لأنفسهم بشدّ الحبل".
في وقت مبكر من هذا المساء، عادت وأوضحت الإدارة الأمريكية أن نتيجة المفاوضات مع إيران يجب أن تكون وقف شامل لتخصيب اليورانيوم من قِبلها. المتحدّث باسم البيت الأبيض جاي كرني وضع ما يشبه الشروط لمواصلة الاتصالات، وقال إنّه "من المهم أن تجري المحادثات، ولكننا نركّز على النتائج، وليس على التصريحات. إن حصل تقدّم بالمحادثات، فسيكون هناك دورة أخرى".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقطة لا عودة دبلوماسية بين إيران والدول الغربية ازاء البرنامج النووي
المصدر: "معاريف ـ الدكتور إميلي لنداو"
" توشك الأعضاء الخمس الدائمة في مجلس الأمن وألمانيا على بدء جولة أخرى في المفاوضات مع إيران يوم الجمعة المُقبل في إسطنبول. بعد مرور عام وأربعة أشهر على فشل الحوار السابق بين الدول العظمى وإيران، يتضح للجميع أن المسألة هذه المرة تتعلق بـ "فرصة أخيرة للدبلوماسيّة". وتدعيماً لذلك، يمكن إيجاد في بيان البيت الأبيض مطلع الأسبوع، أنه خصص في نطاقه وقتاً معيناً لمسألة المفاوضات. "نافذة الفرص توشك على الإغلاق"، هذا ما حذّرت به واشنطن، ويبدو أنها هذه المرة تعتزم ذلك أيضاً.
إنّ موقف الطرفين حيال بدء [المفاوضات] واضح. الولايات المتحدة تتحدث عن وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% ونقل اليوارنيوم المخصّب بهذه الدرجة، الموجود بحوزة إيران، خارج حدود الدولة. كما إنها تطالب بتفكيك منشأة التخصيب في فوردو.
وإيران من جهتها، تكرّر مطالبتها بالاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم وفق الاتفاقية التي تقضي بعدم نشر سلاح نووي. إنها غير مستعدة لإخراج اليورانيوم المخصّب من الدولة أو حتى إلى إغلاق المنشأة في فوردو. مع ذلك، يمكن إيجاد إشارة أولية بأن إيران مستعدة لتليين موقفها والتقرّب من الغرب برسالة من طهران مفادها أنها مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% بعد أن تتوفر لديها الكمية المطلوبة لتشغيل مفاعل البحوث الصغير بالقرب من طهران. كما وأعلنت إيران أنها ستعرض مواقف جديدة في المفاوضات، لكنها لم تقدم أية تفاصيل.
من وجهة نظر إسرائيل، تصرف الولايات المتحدة الراهن قبل المفاوضات هو بمثابة بشرى سارة - سواءً في قضايا جوهرية أو في نواحٍ إجرائية. إضافة إلى عرض ظروف المرحلة الحالية من المفاوضات، نقلت واشنطن رسائل حازمة. إنها لن ترضخ لمحاولة إيران بنقل الحوار، في اللحظة الأخيرة، من إسطنبول إلى مكان أكثر راحة بالنسبة إليها، جراء التوتر القائم بين طهران وأنقرة حيال القضية السورية، كما وأنها تترأس البعثة الأميركية دبلوماسياً بمستوى متدنٍ نسبياً. بموازاة ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن اعتزامها نقل حاملة طائرات إضافية إلى الخليج الفارسي. الرسالة واضحة لإيران.
يجدر الانتباه ليس فقط لما قالته الولايات المتحدة، إنما أيضاً لما لم تقله. ما لم نسمعه في الأسابيع الأخيرة هو استعداد أميركي لتخفيف العقوبات. ببساطة هذه المسألة غير مطروحة على الطاولة. الروس، على سبيل المثال، عرضوا خطة عمل تقضي بأنه مقابل إظهار أية جهوزية للتعاون من الجانب الإيراني، ستحظى إيران بتخفيف العقوبات.
نأى الأميركيون بأنفسهم عن هذا الموقف. إنهم يعرفون الدور الرئيسي للعقوبات والتهديدات في العمل العسكري من جهة، وجلب إيران إلى طاولة المفاوضات من جهة ثانية، ولن يوافقوا على التوقف قبل أن يحرزوا انجازات كبيرة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفاؤل صغير حول التصميم العالم على منع إيران من الوصول الى قدرة انتاج سلاح نووي
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ تشيلو روزنبرغ"
" يبدو انه بالتأكيد يوجد مكان لتفاؤل صغير بالنسبة لتصميم العالم على منع إيران من الوصول الى قدرة انتاج سلاح نووي في منشآتها. الأفضل التكلّم قليلا والعمل كثيراً.
حدث تطوران مهمان في الفترة الأخيرة: الأول، التزام الولايات المتحدة، بصوت الرئيس اوباما، الأمر الذي سيُفشل اي محاولة لإحراز قدرة نووية ـ عسكرية من قبل إيران. الثاني، العقوبات الناجعة جداً التي تسبب أضراراً اقتصادية خطيرة جداً على إيران، بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. من كان يثير هذه الاحتمالات قبل سنة بمثابة احتمالات جدّية، بالتأكيد كان يعتبر مهلوساً. وهنا، مع ذلك الاتجاه هو صحيح.
التقارير الأخيرة إزاء المطالب الإضافية من جانب الولايات المتحدة وأوروبا في الأمم المتحدة مع إيران، أي تفكيك المنشأة تحت الأرض المسماة "فوردو"، إيقاف تخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي، مشجعة كثيراً. صحيح أن التشاؤم حيال الردّ الإيراني مرتفع بما فيه الكفاية، لكن ليس لدى إيران أي خيار آخر. جموح قادتها وبشكل خاص الرئيس احمدي نجاد، والاستفزاز المقصود من اجل اثبات إلى أي مدى الشعب الإيراني شامخ، اسقط إيران داخل الفخ. يجب الإشارة إلى انه لدى قادة إسرائيل مساهمة كبيرة في تأسيس هذا الوضع الجديد.
الشرعية الدولية والاختبار العملي
الولايات المتحدة تحتاج إلى الشرعية الدولية حتى تتمكن من العمل، في حالة الضرورة. مشكلتها هي انه لا يوجد، حتى الآن، أي دليل عملي انه يوجد لدى إيران القدرة على إنتاج قنبلة نووية. رسالة اوباما، وفقها ستكون الولايات المتحدة مستعدة لقبول وضع تطوّر فيه إيران قدرة نووية للضرورات المدنية، هذا في الواقع أيضا فخ، ويجب الاعتراف انه يوجد فيه خطر جسيم. وعلى الرغم من ذلك، هذه خطوة ضرورية لبناء الثقة نفسها بين الشركاء في العالم تمهيداً لضربة عسكرية.
السبب هو بسيط: تقول إيران طوال الوقت ان كل ما تريده هو قدرة نووية للضرورات المدنية فقط. لا يوجد أي احتمال لهذه الحقيقة إنما إذا وضعناها في الاختبار الأكثر عملياً: تقديم مساعدة فعلية لبناء قدرة نووية، وفي مقابل ذلك، هدم كل البنى التحتية المستخدمة، ظاهرياً أو لا، لإنتاج سلاح نووي في المستقبل. إذا وافقت إيران على ذلك، سيكون هذا الانتصار الأكبر لصالح الغرب ولصالح إسرائيل، لكن الآن لا يكفي ان نقول "الحمد لله اننا تخلصنا من عقوبة ذلك". تعهدت الولايات المتحدة وكل الجهات الأخرى برقابة جيدة على نشاط إيران في المستقبل.
من الأفضل التكلم قليلا والعمل كثيرا
المفاوضات لن تكون سهلة، بتعبير يخفف وطأة تأثير الكلام. إيران لن تكون مستعدة للتنازل عن سيطرتها في المنطقة التي أسستها نتيجة موارد عديدة أطلقتها، لكن ليس اقل من ذلك ـ بسبب بلاغتها الحربية. من الممكن اعتبار، بسهولة، ان التنازل من جهتها سيعتبر ضعفا كبيرا، تلقائياً سيطرتها قد تنحلّ. بخلاف رأي آخرين، يبدو انه يوجد مبالغة كبيرة إزاء قدرة إيران على إخضاع حلفاءها للعمل ضد إسرائيل، في حال قررت إسرائيل الهجوم قبل ان تستنفذ كل الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية.
سوريا موجودة على المهداف ونظامها على وشك العمل أكثر مما هو مقدّر. حزب الله لن يعرض مستقبله للخطر اذا اتضح أن نتائج المواجهة مع إسرائيل ستؤدي إلى تدمير كل بناه التحتية. الحقيقة هي ان المنظمة تجلس بهدوء. كذلك الخطر من غزة غير موجود بالنسبة لإسرائيل. إطلاق القذائف من غزة يربك الحياة في إسرائيل، لكن يكفي الإشارة إلى أن واقعين قد يساعدان إسرائيل: واضح انه لا يوجد لدى حماس أي مصلحة للعمل الآن ضد إسرائيل. رأينا ذلك في الجولة الأخيرة عندما كان أفراد حماس هم الذين بذلوا الجهود لإيقاف الإطلاق. ثانياً، في حال اندلاع حرب وتضررت إسرائيل، كل القيود التي وضعتها إسرائيل على نفسها ستُزال. غزة، كما لبنان أو سوريا، لن يحظوا كثيرا بأي مناعة ولن يستفيدوا من عطف العالم. الرواية ستكون مختلفة قطعاً. هم يعلمون ذلك جيداً.
نخلص ونقول، من الأفضل أن نتكلم قليلا ونعمل كثيرا. يوجد بالتأكيد مكان لتفاؤل صغير بالنسبة لتصميم العالم على منع إيران من الوصول إلى قدرة إنتاج سلاح نووي في منشآتها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا نؤمن بالعقوبات
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ شلوم تسزنا"
" قبل سبع سنوات أعدّ البروفيسور "افرايم عنبار" وثيقة كان عنوانها الرئيس لزوم قيام إسرائيل بمهاجمة إيران لمنعها من بلوغ القنبلة النووية. البروفيسور "عنبار" من قسم العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، مدير في مركز "بيغن- السادات" للأبحاث الاستراتيجية، يبدو هذا الأسبوع متحمّسا قليلا لأنّ المزيد والمزيد من الأشخاص في إسرائيل يتوصّلون إلى نفس النتيجة التي استخلصها سابقاً.
وربّما تعزيزاً لذلك، بحسب استطلاع أجراه المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، برئاسة د. "دوري غولد"، نُشر هذا الأسبوع، فإنّ غالبية 60% من الإسرائيليين تعتقد بأنّ السبيل الوحيد لوقف إيران هو مهاجمتها عسكريّاً. وقد لبّى البروفيسور "عنبار" طلب "يسرائيل هيوم" ودعا أربعة من زملائه الباحثين لتأمّل مختلف في الموضوع الإيراني، وحرص على التأكيد "نحن واقعيون، ولسنا محافظين اعتباطيّين" مذكّراً بالتقديرات الدقيقة لرجاله فيما يتعلّق بالربيع العربي، مراقبة السلاح، عملية السلام والتحوّل التركيّ.
الدرس الأوّل الذي قدّمه البروفيسور "عنبار" لتلاميذه في موضوع الاستراتيجيا والحرب بدأ على هذا النحو- هناك معادلتان مهمّتان في أي تقدير: الأولى، من يستطيع التسبّبب بألم أكبر للآخر؟ من يستطيع تحمّل الألم أكثر؟ هذه المعادلة يجب أن تسري أيضاً في المعركة مع إيران ويضيف:" علينا أن نسأل أنفسنا عن خيار الأهداف الإيرانية وعن أيّ ألم هم مستعدّون لتحمّله. فقط على هذا النحو يمكننا أن نفهم ماذا يريدون فعله يوم الغد".
ويوضح البروفيسور "عنبار" أن "الطريق الوحيد لوقف إيران هو تنفيذ هجوم عسكري. لا أعتقد أنّ العقوبات ستفيد. في طهران يعتبرون القنبلة بوليصة تأمين لديمومة النظام. وقد عزّز رأيهم هذا، تصرّف الغرب مع النظام الليبي. فالزعيم الليبي السابق، معمّر القذافي، تنازل عن السلاح النووي وفي النهاية خسر نظام حكمه. ولو كان طوّر السلاح النووي، لأمكن الافتراض أنّ الغرب لم يكن ليتعاطى بشؤونه.
"إذا ما حصل نظام آيات الله على السّلاح النووي، فسيكون من الصعب، يوماً ما، خلق وضع رادع ناجع إزاءهم. وأنا لا أتوافق مع التقديرات بشأن فعالية قوّة الضربة الثانية بما يكفي، فهذه عملية ديناميكية تحتاج إلى التطوير على الدوام بما يتناسب مع ترتيبات الخصم. التسلّح الإيراني سيفتح سباق تسلّح نووي. وفي مجالات مكتظة، أجهزة الإنذار والمسافات القصيرة ذات أهمّية مصيرية".
لا يختبأ البروفيسور "عنبار" خلف أي قناع ويحدّد بلا مواربة أنّه لا يمكن الاتكال على الولايات المتحدة الأميركية: لم يعد هناك ردع أميركي في المنطقة. في المدى القصير الأميركيون منشغلون بالانتخابات، في المدى الطويل ليس مضمونا بقاء نافذة الفرص مشرّعة، وحتى لو بقيت، فالأميركيون يعتقدون أن المفاوضات يمكنها حلّ المشكلة برمّتها. التعهّدات التي يقدّمونها الآن لن يلتزموا بها بعد شهر. تاريخ العلاقات بين الدول يؤشّر إلى أنّ هناك الكثير من التعهّدات التي لم تتحقّق، مثل كتاب بوش الخاص بالكتل الاستيطانية والذي لم يحترمه أوباما.
"الدول تعمل بحسب مصالحها، وتلك المصالح مرنة. ينبغي أن تكون واقعيا في نهاية الأمر. العالم يريد الهدوء. في العالم يريدو النفط بأسعار معقولة. وإذا ما خرقت إسرائيل الهدوء والاستقرار الاقتصادي، فسيفعلون أي شيء لمنعنا من القيام بعملية عسكرية. أمر آخر: يعتقدون أنّ الإيرانيين عقلانيين. وماذا إذا كان من يخمّن ذلك، قد أخطأ بنسبة 10% فقط؟ ما من سبب للاعتماد على الإيرانيين".
ورغم حسمه وقطعيته، يدرك البروفيسور "عنبار" أيضاً أنّه لا يمكن توقّع طبيعة ردّ العدوّ على هجوم إسرائيلي أو أميركي:" من المنطقي الافتراض أنّهم سيردّون بصواريخ، بعمل إرهاب. لقد عشنا هذا السيناريو. دائما ينبغي أن نتذكّر ما هو الثمن الذي قد ندفعه إذا لم نهاجم ونحصل على السلاح النووي. هناك أيضاً احتمال عدم قيامهم بأي شيء وعدم ردّهم".
لكنّه يضيف بخشية:" من جهة، أعتقد أنّ النظام في إيران، إذا ما أدرك أنّه لم يعد في السلطة، فلديه القدرة التدميرية والنووية للاختفاء من الصورة لقاء تذكّر على أنّه الجهة التي آذت إسرائيل. لذا ممنوع السماح لهم ببلوغ هذه النقطة".
في غضون ذلك، البروفيسور "ايتان غلبوّع" الخبير في الشؤون الأميركية والتواصل الدولي، يقدّر أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا يمكنها أن تسمح بإيران نووية ويقول:" إذا ما أصبحت إيران ذات قدرة نووية، فمعنى ذلك خروج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وخسارة زعامتها العالمية. الأميركيون يدركون هذه الإمكانية ولذا يعلنون صباح مساء أنّه لن يسمحوا بذلك.. إيران نووية تعني أنّها منذ الآن الدولة ذات التأثير على أنظمة مختلفة في الشرق الأوسط، وليس الولايات المتحدة. من الواضح أن النتيجة هي تعزيز وتقوية كلّ المتطرّفين في الشرق الأوسط، ما يعني ضربة للإقتصاد العالمي ومرفق الطاقة والتأثير على نظام الرقابة على السلاح النووي وعلى التوازنات القائمة". يتحدّث البروفيسور "غلبوّع" أيضاً عن المبادئ الأميركية:" تشدّد الإدارة الأميركية أنّها لن تسمح بسيرورة إيران نووية. المسألة هنا تتعلّق بمصداقية النظام الأميركي. هم يقولون إنّهم سيعملون بكافة الوسائل المتاحة لديهم. ويبدو ذلك لي شعاراً. كثيرون في الإدارة وخارجها يقولون إنّه يستحيل منع سيرورة إيران نووية. فثمن إيران غير نووية، بحسب رأيهم، سيفوق بكثير ثمن إيران نووية".
ويوضح بروفيسور "غلبوّع":" في حال أصبحت إيران نووية، هناك خياران، إمّا الكبح والردع أو الاحتواء والردع. في الجانب الأول، يقول الأميركيون إنّ الاحتواء ليس خياراً. لكن سرعان ما يجاهرون بأنّهم لن يسمحوا بتنفيذ هجوم إسرائيلي وأنّهم لا يؤيّدونه. في واشنطن لا يرغبون بالوصول إلى مفترق طرق، إمّا إيران نووية وإمّا عملية عسكرية.
" في هذه المرحلة يريد الأميركيون تطبيق خيار إدارة مفاوضات مع الإيرانيين، كما أنّ الإيرانيين لا يمانعون التفاوض. والسؤال هنا، على أي أساس يديرون مفاوضات؟ الإيرانيون يريدون التفاوض بهدف الحصول على رخصة لمواصلة برنامجهم النووي. في حين يريد الأميركيون التفاوض لوقف البرنامج الإيراني. ثمّ يأتي من يقول في إسرائيل والعالم أعطوا المفاوضات فرصة. لكن لماذا؟ المانيا وفرنسا أدارتا مع إيران، لمدّة خمس سنوات، مفاوضات لم تنجح، وكان استنتاجهما العلني أنّ الإيرانيين يعتمدون سياسة المكر بغية التقدّم في برنامجهم. وعليه فإنّ أي مفاوضات هي تدبير من جانب الغرب لصالح إيران".
ويؤكّد أيضاً أنّ:" العقوبات والتفاوض تكون مفيدة عندما يحوم سيف العملية العسكرية فوق رأس الإيرانيين. وعندما لا يفعل الأميركيون ذلك، يدرك الإيرانيون من ناحيتهم، أنّهم سيعانون شيئاً ما بسبب العقوبات، لكنّ الأمر لن يتخطى ذلك. ويمكنهم الاستمرار في برنامجهم النووي".
بروفيسور "يهوشع تايتلبويم" خبير في شؤون الخليج الفارسي والشؤون السعودية، يبدو أقلّ تفاؤلاً، فبرأيه، الأميركيون والإسرائيليون بعيدون جدّا من فهم الوقائع في الشرق الأوسط ويقول:" منذ العام 2003 حيث الاحتلال الأميركي للعراق، فقدت السعودية ثقتها بحليفتها الأهمّ- الولايات المتحدة الأميركية، لأنّ نتائج السياسات الأميركية في الخليج الفارسي كانت مدمّرة بالنسبة للسعودية. والوضع تفاقم الآن، بعد الربيع العربي، الذي أضعف جدّا المملكة السعودية التي سألت نفسها اعتباطاً، هل هكذا يكون الدعم للحلفاء في المنطقة. هكذا يدعمون حسني مبارك؟ هكذا يساندون بن علي"؟
ويواصل بروفيسور تايتلبويم:" السعوديون قلقون من الموضوع النووي الإيراني، لكنّهم يدركون أنّ الولايات المتحدة الحالية مقيّدة جدّا من حيث القدرات. وكان من بين نتائج السياسات الأميركية الفاشلة في المنطقة، الانتفاضة الشيعية في البحرين على أقلية تشكل 12% تقيم في مناطق استخراج النفط. في المملكة السعودية يعتبرون البحرين دولة تابعة، ولذا فإنّ الوجود الإيراني الكثيف هناك هو بمثابة نصب صواريخ سوفياتية في كوبا... وقد قاد الأداء الأميركي هناك إلى استنتاج بأنّ عليهم أن يكون أكثر استقلالية".
البروفيسور "زئيف ماغن"، الخبير في شؤون إيران الحديثة والشؤون الإسلامية، العضو في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، يعتبر أنّ الغرب يعاني جهلاً مطبقاً بخصوص ما يحصل في إيران وعلاقاته بالغرب وإسرائيل. ويعلّق بحدّة على الخطاب الذي ألقاه بيريز في واشنطن قبل عدّة أسابيع، الذي دعا فيه الإيرانيين للعودة إلى جذورهم المجيدة وترك الأسلمة". وبحسب كلامه، "الجهل مطبق أيضاً في التقديرات الاستخبارية الغربية وفي التراكض بحثاً عن القنبلة"، ومن ناحيته، كشخص يتابع الإيرانيين، من الواضح للجميع أنّهم يبنون قنبلة.
يضيف"لديهم كلّ الأسباب في العالم لبناء قنبلة نووية. ولو كنت رئيسا لإيران، لحرصت أيضا على بناء قنبلة نووية. إيران محاطة بأعداء تقليديين دينيين، مثل روسيا والسعودية السنية. الإيرانيون يستخدمون إسرائيل في محاولة توحيد العالم الإسلامي تحت قيادتهم". ويوضح بروفيسور "ماغن":" بما أنّ مكة لم تعد قادرة على أن تكون المركز الإسلامي الجامع، لأنّها تنتمي للوهّابية المناوئة للسنيّة، فهناك مكان واحد يمكنه توحيد كافة تطلّعات الفصائل السنية- القدس، ومن هنا الرغبة باحتلالها. نحن نتحدّث بلغات مختلفة تماما ونظرياتنا وعقائدنا مغايرة بالمطلق. في مصطلحاتنا يصعب علينا أن نفهم ماهيّة الثيوقراطية(حكم الدين). الغرب لا يفهم واقع وجود دولة جمهورها الكبير جدّا يعتبر أنّ القرآن والكتب المقدّسة التي ترافقه هي الكلمة الفصل.
"عندنا دائما يبحثون ما بين الكلمات. يسألون، حسنا، لكن ما الذي يحصل واقعاً؟ هل هي مسألة اقتصادية؟ سياسية؟ وهي ليست كذلك حتماً. ونحن نقع في هذا مراراً وتكرارا. وهذا ما يحصل أيضاً تجاه فهم ما يجري في مصر. عندنا فسّروا الأمر كمغبونين يريدون حقوقهم. ومن المؤكّد أن الجمهور هناك يريد حقوقه، لكن ما يريده فعلاً هو المعنى العميق للحياة النابع من الإسلام. دلالتهم تلك واضحة وهنا لا ينجحون بفهمها".
بروفيسور "هيلال فريش" من قسم العلوم السياسية في بار إيلان، مختص بالسياسة الشرق أوسطية وعضو في مركز "بيغن- السادات"، أصدر مؤخّراً، كتابا عن المنظور الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين، تجلّت فكرته التحليلية الأساسية في أنّ العشرين سنة الأخيرة حوّلت الصراع العربي- الفلسطيني إلى حرب باردة عربية.
هناك صراع تكتلات، بين الإيرانيين، حزب الله، حماس وسوريا وبين الدول العربية المعتدلة، يوضح ذلك "هناك بُعدٌ يستفحل باستمرار، السنّة قبالة غير السنّة"، وبحسب مفهومه هذه، الأميركيّون تبنّوا النظرية القائلة إنّ الامبراطوريات تنحلّ حين تمتلك القوّة، وهكذا يكون الانهيار من الداخل. الشمس لم تخفت في الامبراطورية البريطانية، لكن بريطانيا خبت من الداخل.
الأميركيون، بحسب البروفيسور "فريش"، عاكفون على محاربة امبراطورية أخرى- الصين- لكن علينا أن لا ننسى:" هناك مشكلة إيران التي تهدّد بتغيير الوقائع في الحرب الباردة بين السنّة والشيعة. الأميركيون يدركون وجود فجوة كبيرة بين القوّة الاقتصادية الهائلة لدى السعودية وحلفائها وبين قوّتها العسكرية. لذا سيستمرون في الإبقاء على التفوّق القائم اليوم".
وخلافاً لزملائه، يوضح "فريش":" الأميركيون لديهم التزامات، فالناس يخشون من إمكانية كون الولايات المتحدة تخلّفت من ناحية الجهوزية للعمل، لكنّ القدرة ما زالت موجودة.... الولايات المتحدة في اليوم الذي سيلي حرب العراق وأفغانستان هي دولة ذات قدرات هائلة، وأنا أعتقد أن أميركا ستهتم بالتهديد الإيراني كما ينبغي. أضف إلى أنّ الأميركيين لا يعتبرون ذلك معركة صعبة، برأيي، يفهم الإيرانيون تماما موازين القوى وللأسف الشديد، لديهم الكفاءة ليقودوا الأميركيين لمهاجمتهم".
على الهامش: كلّ الباحثين الذين نقلنا عنهم هم أعضاء في مركز "بيغن- السادات"، المركز الذي اختاره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليلقي خطاب البدء بمنصبه، وليوافق على دولة فلسطينية إلى جانب دولة يهودية ذات حدود آمنة، نشر المعهد نحو 300 منشور وبحث، نظّم مئات المؤتمرات واللقاءات وهو يقيم صلات تعاون مع أفضل معاهد الأبحاث في العالم. يضم المركز العقيد (احتياط) "آفي هار إيفن(كان سابقا مدير عام وكالة الفضاء الاسرائيلية). اللواء(احتياط) د. عمنوئيل سيكل(قائد سابق للأذرع الميدانية)، المقدّم(احتياط) د. مردخاي كيدار(سابقا مسؤول الملفّ السوري في أمان) وغيرهم كثر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس الكنيست ريفلين: سنذهب إلى الانتخابات بعد خمسة أشهر
المصدر: "معاريف ـ شالوم يروشلمي"
" قدّر رئيس الكنيست رؤوبن ريفلين أنه لن يستطيع أن يمرّر إلى الكنيست "قانون أساس: التشريع"، الذي أثار عاصفة في الأيام الأخيرة. ويعتقد ريفلين أنه لا يوجد أغلبية للقانون، خصوصا إذا قرر رئيس الحكومة نتنياهو عدم دعمه.
"إذا لم يدعمني نتنياهو فلا أغلبية لي، وليس أكيدا أنه سيدعم القانون"، هذا ما قاله في مقابلة لملحق العيد التابع في معاريف الذي سينشر يوم الخميٍس. "في الليكود خلاف بين أولئك الذين لا يريدون عموما القانون وأولئك الذين يريدون بغالبية 70 من أعضاء الكنيست من أجل تجاوز محكمة العدل العليا وتشريع قانون يمثّله".
ابتكر ريفلين قانون أساس التشريع وأحضره أمام وزير العدل يعقوب نئمان. خُصص مشروع القانون لتغيير موازين القوى بين المحكمة العليا والكنيست بشكل دراماتيكي. وبحسب القانون المقترح، ستحصل محكمة العدل العليا مسبقا على صلاحية واضحة لإلغاء القوانين، لكن غالبية من 65 عضو كنيست سيكتفون من أجل تغيير القرار.
في هذه الأثناء، يعارض مشروع القانون المقترح الوزراء ايهود باراك، بني بيغن، دان مريدور وميكي ايتان، عضو الكنيست يريف لفين من الليكود وجهات قضائية رفيعة المستوى. "الجمهور يستهتر بنا".
قال ريفلين "قررنا في النهاية تنظيم العلاقات الإنسانية بين محكمة العدل العليا وبين الكنيست. إذا كنت تريد، هذا قانون يتجاوز محكمة العدل العليا، خلق سياسيين يريدون أن تقوم المحكمة بوظيفتها".
إلى ذلك، ادعى أعضاء الكنيست من اليمين أنهم يحددون قوانين وفق اعتبارات سياسية، والمحكمة تأتي وتفسر نواياهم بشكل معاكس. لماذا الأمر شبيه؟ بأغنية بياليككن للعصافير. أستطيع القول أن العصفور هو نسر، في حين يقول آخر أن العصفور هو ببغاء، ويقول الثالث أنه هدهد. فتأتي المحكمة وتثبت أن العصفور هو فيل. لا يمكن أن يكون كذلك".
في المقابلة انتقد ريفلين أعضاء الكنيست وعملهم بشدة. ويقول: "أعضاء الكنيست لا يعرفون عملهم. ولا يعرفونه ماذا يشرعون". ويضيف "منذ وقت قريب ُطرح قانون الترشّح للنقاش. كل من يساعد من يترشح للبلد يحاكم 15 سنة سجن. وماذا إذا كانت المسألة تتعلق بطبيب يعالج مرشحاً مصاباً؟ يذهب إلى السجن لمدة 15 سنة حبس؟ تعال إليّ رئيس الحكومة. هو لا يفهم ذلك. أوضحت له. أدخلنا تحفظات".
"في هذا الكنيست يجلس رئيس اللجنة ويمرّر قوانين مع نفسه، لماذا يحدث ذلك؟ يوجد في الكنيست 13 كتلة وبعض من كتل، وأعضاء كنيست الذين يجب أن يكونوا في لجان لا يأتون إليها لأنهم لا يستطيعون التفرق إلى هذا الحد"، يقول ريفلين، ويتابع، "الطريقة السياسية غير ممكنة، والجمهور يرى ماذا يجري ويستخف بنا. في المحكمة يتعمقون أكثر بالقانون، بالتأكيد، لكن إذا مزجت نظرية عالمك مع جوهر القانون حينها يوجد في ذلك تحريف".
ويقول ريبليبن إن إرييه درعي يجب أن يبقى خارج المعركة الجماهيرية، لكن القانون يسمح له بالسعي إلى الكنيست. "إذا انحرف شخص عادي عن بعثته سيحترم وسيبقى في البيت. لا يعطونه فرصة أخرى. يجب أن يفهم الإنسان أن عقوبته ستكون مدى الحياة.
"نتنياهو سيذهب إلى الصناديق"
يؤكّد ريبيلن أن مساعي الرئيس شمعون بيريز لتحرير الجاسوس اليهودي يونتان بولارد ستثمر. "بيريز سيعيده إلى البيت"، يُصرّح الرئيس. ويهاجم ريفلين بنفس الروحية يهود الولايات المتحدة، الذين سحبوا أيديهم من موضوع فولارد. "للأسف الشديد أهملوا فولارد"، يدعي ريفلين. " هم بشكل عام يعتقدون أنه محظوظ لأنهم لم يحكموا عليه بالإعدام.
ريفلين مقتنع أن انتخابات الكنيست ستجري بعد خمسة أشهر، في شهر أيلول القادم. "أمام رئيس الحكومة نتنياهو قضايا صعبة: قانون طال وخصوصا موازنة الدولة، التي تستلزم تحديد جدول أولويات من خلال ضغوط قطاعية من داخل الائتلاف. هناك مسائل اجتماعية ومواضيع اقتصادية، كما يوجد أيضا انتخابات في الولايات المتحدة. ويفضّل نتنياهو أن تكون هذه القضايا خلفه وليس أمامه، ولذلك سيذهب إلى الصناديق".
ويقدّر ريفلين أن تسيبي ليفني ستبقى في الكنيست وفي كاديما، ولن تنعزل عن الحياة العامة. الاثنان نوقشا في الأسبوع الماضي. ويقول: "تحدث أريئيل شارون عن العجلة السياسية وقال أنه مرة ستكون في الأعلى ومرة في الأسفل. أنا مقتنع أن ليفني سمعت هذه الكلمات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنذارت كالرمل
المصدر: "معاريف ـ عوفر شلّح"
" أُطلق الأسبوع الماضي صاروخيّ غراد باتجاه إيلات. المسألة تتعلّق بصواريخ عاديّة، لديها قاذف حقيقي ومدى 20 كلم تقريبا، ليس شيئا ما يزحف به أحد ما بين الصخور بدون أن نشعر. انفجرا في منطقة مفتوحة ولم يحدثا ضررا، لكن الجانب الأعقد هو: من طرفنا ومن الطرف المصري، الذي أثارت فيه الحادثة غضبا غير قليل، أحدا لا يستطيع الإشارة إلى مُطلق ومُحرّك الصاروخين. كما أن أي تنظيم لم يتبنى مسؤولية الإطلاق، وهذا أيضا ليس بجديد: فقد مرّت ثمانية أشهر على حادثة القتل في الشارع 12 حيث وإلى الآن ليس هناك من مسؤولين معروفين بشكل مؤكّد.
هذا هو الوضع على الحدود البريّة الأطول لإسرائيل، ومن الجدير دراستها عميقا: ما يجري على الحدود مع سيناء من شأنه الإشارة إلى الصورة التي سيضطرّ الجيش إلى مواجهتها في السنوات القادمة، وهي أكثر تناسبا من الحروب التي على أساسها بُني الجيش وتشكّل. التأرجح في العالم العربي، ضعف الأنظمة وفي المقابل توزّع الإرهاب تجبر إسرائيل على تشكيل، في خضم هذا التحرّك، عقيدة دفاعيّة جديدة. مفاهيم تتغيّر بسرعة، منظومات استخباراتية وأساليب عملياتيّة استُثمرت لوقت طويل وجُهد تفقد معناها.
الإنتقام
تُسمي جهة عسكرية رفيعة الوضع في سيناء بـ"الثقب الأسود". في السنوات القادمة على المؤسسة الأمنيّة تعلّم مواجهة سلسلة ثقوب سوداء مماثلة.
خذوا على سبيل المثال العمليّة المُخطط لها، التي ومن أجل إحباطها تمّ اغتيال، قبل شهر، أمين عام اللّجان الشعبيّة زهير القيسي، ما تسبّب في الإحتدام الأخير في قطاع غزّة. القيسي كان الرجل الذي فكّر وأرسل العمليّة، من تنظيمه وصل المال لتنفيذها، الرجل الذي قُتل بالقرب منه كان ضابط العمليات الذي اهتمّ بالتفاصيل. لكن في الجيش يقولون بوضوح، إنّ تصفيته لم تكن بمثابة إحباط، إنّما الطريق الوحيد لمحاولة تعطيل الإجراء. الشخصان اللّذان من المفترض أن ينفذا العملية في الواقع هما غير معروفين، وليس بالضرورة أنّهما خرجا من غزّة بما يُسمّى "محور حيت" (على شكل حرف حيت في اللغة العبرية ח)، بمعنى خروج غربي من القطاع، حركة جنوبية داخل سيناء ومن ثمّ عودة من الشرق إلى الحدود مع إسرائيل. والمنطقي أكثر أنّ المسألة تتعلّق بـ"محور حيتس"، يعني البدو الذين يحصلون على الأموال لتنفيذ العملية، ويمكنهم الإنتظار في قبيلتهم لحين حلول الوقت المناسب. وبالنسبة لمن مهمتّه الإحباط، هذا مُخطط أكثر تعقيدا من ذاك الموجود في القطاع.
لدينا اليوم، يقولون في القيادة الجنوبيّة، إنذارات من سيناء أكثر من تلك الآتية من قطاع غزّة. المسألة تتعلّق بخمسة إلى ستة إنذارات حيّة، التي وكما أسلفنا المعلومات حول نضوجها وخروجها إلى حيّز التنفيذ هي جزئيّة. عقيدة الدفاع التي يصوغها قائد المنطقة طال روسو هي، بناء على ذلك، نشاط في مجال جليّ من الغموض، حساسيّة من كلّ الأطراف ـ لم نقل بعد شيئا حول الوضع المتشابك للقوّات المصريّة ـ والعدوّ الذي لم نعرف بعد أن نُميّزه. عندما وصل الإنذار حول العملية في الشارع 12، كانوا مقتنعين في الجيش أنّ الموضوع يتعلّق بمحاولة خطف؛ في الواقع كانت عملية قتل واضحة ومُنسقّة، شيئا ما مختلفا كليّا.
لطالما كانت سيناء نوعا من المنطقة المنزوعة السلاح، حيث السيادة المصريّة قائمة لكنّها غير متحققة بالإجمالية ذاتها الموجودة غرب القناة. هذا الوضع تفاقم، بالطبع، منذ بدء العاصفة السياسية في مصر. بالإضافة إلى الربح المالي من النشاطات الإجراميّة، التي يمكن دائما تركيب إرهاب عليها، شاهِدوا من على وجه الأرض قساوة الحياة البدويّة على ضوء عدم اهتمام السلطة المركزية والتطرّف الديني. ويشيرون في الجيش إلى أنّه في عملية الشارع 12 شارك مخربون إنتحاريّون وهو الأمر غير المُميّز للقبائل البدويّة؛ ولاحقا حاول شخص بلباس سلفيّ واضح قتل قائد سريّة في إحدى الوحدات في القطاع.
العلاقات بين قوات حرس الحدود المصرية والبدوّ تدهورت جدا في السنة الماضية. النيران المتبادلة، التي كانت ذات مرّة بغرض الردع، أصبحت اليوم للقتل. في الحادثة التي وقعت ليس منذ زمن واجهت قوّة تابعة لوحدة "كركل" مهربين حاولوا اجتياز الحدود. هربوا إلى الطرف الغربي، وهناك قُتل عددا منهم بنيران القوّات المصريّة. العمل الثأري ضدّ الموقف المصريّ لم يتأخرّ في الوصول. حتى الإستخبارات المصريّة، المشغولة اليوم إلى رأسها في أماكن أخرى، تجد صعوبة في اختراق المنطقة القبليّة البدويّة في سيناء وتفسير ما يجري فيها.
لا يعرفون كفاية
في مقابل هذا الوضع المُقدّم يحاول الجيش تأسيس تشكيله الدفاعيّ على عدّة مبادئ أساسيّة: قبل كلّ شيء العائق المادي. توجيه قائد المنطقة طال روسو لقادة الميدان هي أنّ الأعمال، التي يُشارك فيها نحو ألف شخص، ستستمرّ بوتيرة كاملة وفي كلّ الظروف.
على قاعدة العائق وأيضا في الأماكن التي لم تصل إليها الأعمال بعد، يقيم الجيش منظومات دفاعية يُستثمر فيها اليوم غير قليل من الوحدات النخبوية.
الوحدات الإحتياطيّة لغزّة، يقولون في الجيش، مستثمرة اليوم في رمال الحدود الغربيّة، تدرس المنطقة وتعمل كلّ ليلة. وقد واجهت غير مرّة حربا حقيقية، بما فيها تغطيّة من الرشاشات الثقيلة. في خلايا الحرب المشتركة، أسلوب قيادة وسيطرة طُوّر إزاء غزّة، وتُشارك فيها أيضا عناصر الشاباك والشرطة. الشاباك يواصل تركيز الجهد ومن بين جملة أمور يقيم الآن هيئة خاصة به ستتخصص في إنجاز استخباراتي حول ما يجري داخل سيناء، مهمة صعبة سواء بسبب التوزّع الجغرافيّ وسواء بسبب التشكيل العشائري للسكان. في نهاية الأمر الهدف هو تكوين وضع يُغطّى فيه النقص الإستخباراتي بمنظومات بصريّة وكاشفات حركة.
الأمر الأكثر أهميّة، سواء فيما خصّ الإرهاب من سيناء أو التداعيات المحتملة على جبهات أخرى، هو تفتت التهديد إلى شظايا كثيرا جدا، بحيث يكون من الصعب تشكيل خط منطقي تجاهها من فريق واحد، وعليه سيكون من الصعب أيضا تطبيق عليها العقيدة القائلة بأنّ إصابة رأس الحيّة سيؤدي إلى إسكاتها. هذا هو التحديّ غير السهل للمؤسسة العسكرية، التي من شيمتها البحث عن الحسم.
في هكذا ظروف، كلّ شيء يتغيّر. في يوم النكبة في السنة الماضية استعدّ الجيش في هضبة الجولان وفق تحليل مسبق بمكان واحد، وكان مرتبطا في نهاية الأمر بأداء المراقبين والقادة الميدانيين بمستويات متدنية نسبيا لمواجهة تظاهرة في مكان آخر، التي تحولّت إلى اختراق إلى داخل إسرائيل. بالنسبة ذاتها سيكون من غير الممكن التوقع في سيناء المستويات ذاتها من الفاعلية الإستخباراتية التي تحققت في غزّة أو يهودا والسامرة.
ستضطرّ القوات والقادة إلى تعلّم القيادة بعدم دراية بمستوى أعلى من أيّ وقت مضى، ليس فقط إزاء ما يحدث في المنطقة إنّما أيضا إزاء تأثير إجراءاتنا في مكان آخر: ليس بالضرورة ما نفكّر به على أنّه سيُعطّل عملية سيقوم بذلك فعلا، وليس بالضرورة أننا نعلم أين نضغط لتحقيق أثر مُحدّد. ولأكثر من مرّة سوف تحدث أمور، وحتى بعد أن ينتهي كلّ شيء، لن نعرف واقعا ما الذي حدث بالضبط هنا ولماذا. كما في حادثة الصواريخ على إيلات، كما في وقائع الحياة اليومية في الثقب الأسود غرب الحدود، الذي وقعت فيه مرّة معارك مدرّعة كبيرة، واليوم أحدا لا يعرف القول بالضبط ما الذي يحدث فيه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو لـ"أبو مازن": مفاوضات من دون اعتراف بـ"إسرائيل" يهودية
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ أطيلا شومبلبي"
" هل سيحدث شيء ما فجأة على الساحة السياسية الجامدة كالثلج؟ بعد عدة أسابيع من تقديم الفلسطينيين إلى إسرائيل رسالة الرئيس الفلسطيني أبو مازن بشأن التعقيدات في المفاوضات، سترد إسرائيل بوثيقة خاصة بها، ستتضمن مواقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. هذا وقالت جهات سياسية مطّلعة على تفاصيل الوثيقة المبلورة أمس (الأربعاء) لـ ynet بأن الوثيقة لن تشتمل على الطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي.
وسوف تفصّل إسرائيل في الوثيقة مطالبها ومواقفها فيما يتعلّق بالتسويات الأمنية، المواقف التي رفض الفلسطينيون سماعها خلال الاتصالات التي أديرت في عمان عاصمة الأردن بين المحامي يستحاق مولخو وبين صائب عريقات. أراد الفلسطينيون أن تقدّم إسرائيل إلى الرباعية (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) موقفها النهائي من قضايا الحدود والأمن، كما فعلوا هم بأنفسهم بحسب ما نُشر كالهدف التي وضعته الرباعية الدولية، وزعموا أن إسرائيل تتملّص.
كما ستتطرق الوثيقة إلى البقاء الإسرائيلي في غور الأردن والى مطالبة رئيس الحكومة بدولة فلسطينييه منزوعة السلاح. وثمة بند مهم في الوثيقة متعلّق بطلب رئيس الحكومة من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. كرّر نتنياهو مرات عديدة لا تحصى طلبه من الفلسطينيين وبشكل أساسي من أبو مازن، الإعلان بأنه يعترف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي_ كما اعترف هو نفسه بضرورة إقامة دولة فلسطينية. أشارت جهات سياسية مطلعة على تفاصيل الوثيقة إلى أن هذا الطلب لم يظهر بعد في الوثيقة التي ستقدمها إسرائيل، والاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي يجب أن يتم في نهاية المطاف_ أي، في نهاية المفاوضات.
هذا هو تغيير في موقف إسرائيل، التي تصر حتى الآن على الحصول على الاعتراف بها كدولة للشعب اليهودي في المرحلة التي تسبق المفاوضات السياسية. وأشارت جهات سياسية إلى "أننا لن ندخل إلى مفاوضات بشروط مسبقة. هم يريدوننا أن نتعهد بحدود 67. هذا شرط مسبق ونحن نعارض شروط كهذه. لذلك لم نطلب اعترافا فلسطينيا بدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي_ قبل المحادثات. ما ينبغي أن يحصل الآن هو الجلوس للمحادثات والتقدّم".
فقد كُتبت معظم الوثيقة_ التي تضمنت البنود التي قد عُرضت من قبل رئيس الحكومة في منتديات مختلفة، كذلك أمام أعضاء مقرّي الكونغرس الأميركي في أيار قبل عام. ومن المتوقّع خضوعها الآن إلى تغيير قبيل نقلها إلى يد الفلسطينيين. مع ذلك، قالت جهات سياسية رفيعة إن "الوثيقة ستعرض الطريقة التي ترى فيها إسرائيل الاتفاق. ستتضمن تفصيل التسويات الأمنية، وكذلك كلام حول الحدود. سيكون ذلك وثيقة معقدة".
الفلسطينيون غير واثقين من عرض موقف عن الحدود
مصدر سياسي فلسطيني ردّ في حوار مع ynet على محتوى الرسالة كما وصفها المسؤول الإسرائيلي الرفيع، واعترف أنه تفاجأ من إزالة طلب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية. إلى جانب ذلك، أكدّ المصدر على أنه رغم ذلك، الموضوع لم يتغير حقاً، لأن الأمر الأهم بالنسبة للفلسطينيين في هذه المرحلة هو تجميد بناء المستوطنات.
وهو زعم أنه "على الرغم من أن إسرائيل قرّرت من جانبها عدم وضع شروط مسبقة للفلسطينيين، فهي لا تستطيع أن تطلب من الفلسطينيين عدم وضع شروط خاصة بهم، لان الأمر غير متكافئ أبدا". أورد المصدر الفلسطيني مثالا وقال إن الفلسطينيين يواصلون التنسيق الأمني مع إسرائيل برغم الانتقاد الداخلي ورغم الاستمرار في بناء المستوطنات. لذلك، بحسب كلامه، إسرائيل بالتأكيد تضع مطالبا، والفلسطينيون ينفذوها ويساعدون على سيطرة الهدوء الأمني في الضفة الغربية.
وأشار المصدر إلى أن الفلسطينيين لا يعتقدون أن بإمكان نتنياهو اتخاذ خطوات بعيدة المدى في تشكيل حكومته الحالية، ولذلك بحسب كلامه، من المحتمل أن يضطر لانتظار الانتخابات في إسرائيل لرؤية إن كان سيحصل تغيير في الائتلاف بالطريقة التي ستسمح بمفاوضات جدية. وهو أعرب عن ارتياب إزاء احتمال أن تقدّم الرسالة الإسرائيلية مواقف مكتوبة بخصوص الحدود، لكن رغم ذلك فهو قدّر أنه "في حال عرضت إسرائيل مواقفها الحقيقية بمسألة الحدود في الرسالة، سيكون ذلك بمثابة خطوة مهمة قد تُحدث التغيير".
الرباعية ضد "عنف المستوطنين"
التقى وزراء الرباعية أمس في واشنطن، وفي البيان الذي نُشر وجّهوا انتقادا قاسيا ضد "العنف والاستفزاز من جانب المستوطنين في الضفة"، بحسب تعبيرهم. ودعا الوزراء إسرائيل إلى اتخاذ "خطوات ناجعة لتقديم المجرمين إلى المحاكمة"، وأعربوا عن خشية من خطوات أحادية الجانب في الضفة، "التي تحدّد وقائعاً في المنطقة في المواضيع التي يجب تحديدها في المفاوضات". ونتنياهو من جهته أثنى على دعوة أخرى في البيان، لمواصلة محادثات مباشرة من دون شروط مسبقة.
هذا وأفيد من مكتب رئيس الحكومة أن في لقائه الأسبوع القادم مع البعثة الفلسطينية، سيقترح نتنياهو رفع مستوى المحادثات وإجرائها مباشرة مع أبو مازن. ستنقل هذه الرسالة أيضا عن طريق موفده الشخصي، المحامي يتسحاق مولخو، المتوقّع أن يلتقي أبو مازن وينقل له رسالة تتضمن موقف إسرائيل من التسوية المستقبلية مع الفلسطينيين.
وكان أبو مازن قد تطرق الأسبوع المنصرم إلى الرسالة التي ستُرسل إلى نتنياهو وقال إن الفلسطينيين سيتوجهون مباشرة إلى نتنياهو وسيقولون له إنه هو من صادر صلاحيات ومسؤوليات السلطة الفلسطينية. وهدد بأن السلطة ستقدم شكوى ضد إسرائيل في الهيئات الدولية، في حال لم يكن الجانب الإسرائيلي مستعدا للعودة إلى المفاوضات. بالإضافة إلى ذلك قال إن لم تنجح طريقة المفاوضات، سيعود الفلسطينيون ويتوجهون إلى الأمم المتحدة مرة أخرى. وكرر في كلامه طلبه المعروف القاضي بأن على إسرائيل توقيف بناء المستوطنات والاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 1967 ـ وعندها سيكون الفلسطينيون مستعدين تماما للعودة إلى المحادثات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو سيقول لوفد السلطة: أريد محادثات مباشرة مع عباس
المصدر: "هآرتس ـ باراك رابيد"
" سيقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اللقاء الذي يعقده يوم الثلاثاء القادم مع الوفد الفلسطيني برئاسة سلام فياض في القدس رفع مستوى المحادثات واجراء مفاوضات مباشرة بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن).
وحسب مصدر في مكتب رئيس الوزراء، بالتوازي ينقل المبعوث الخاص لرئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو هذه الرسالة في لقاء يعقده مع عباس بعد بضعة ايام من وصول الوفد الفلسطيني الى القدس. وسينقل مولخو أيضا الى عباس رسالة من نتنياهو وفيها موقف اسرائيل من التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. وجاء من مكتب نتنياهو أيضا بان اسرائيل ترحب ببيان الرباعية الداعي الى استمرار المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين دون شروط مسبقة.
وزراء خارجية الرباعية التقوا أمس في واشنطن للبحث في الجمود في المسيرة السلمية. وفي بيان ختامي للقاء أعرب وزراء الخارجية عن "قلقهم من استمرار العنف والتحريض من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وتضمن بيان الرباعية عدة رسائل لاسرائيل. "نحن ندعو اسرائيل الى اتخاذ اعمال ناجعة والتقديم الى المحاكمة من يعمل بالعنف ضد الفلسطينيين في الضفة. على الطرفين أن يوقفا الاعمال الاستفزازية، بما في ذلك البناء في المستوطنات والتي تمس بفرص استئناف المفاوضات".
وللفلسطينيين هم أيضا وجهت الرباعية عدة رسائل. فقد شجبت نار الصواريخ من قطاع غزة الى اسرائيل، أشارت الى تقدم أجهزة الامن الفلسطينية في الضفة ولكنها دعت السلطة الى "مواصلة كل جهد لتحسين القانون والنظام، ومكافحة المتطرفين العنيفين ووقف التحريض".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
650 شرطي اسرائيلي في انتظار رحلة المتظامنين في مطار بن غوريون
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ايلي سينيور"
"سيتم نشر 650 شرطي، معظمهم بلباس مدني ودون سلاح، يوم الأحد في المطار بن غوريون قبيل وصول الطائرة المؤيدة للفلسطينيين. هذا ويقدّرون في إسرائيل أن هناك عددا يتراوح بين 500 إلى 1000 ناشط تقريبا، سيحاولون الهبوط في إسرائيل والوصول إلى أراضي السلطة الفلسطينية، في حين أن منظمي الرحلة كانوا يتكلمون عن 1500 شخص.
تعمل إسرائيل على إيقاف الناشطين، الذين معظمهم من الجنسية الأوروبية، عند المطار خارج البلاد، بينما زعم المنظمون أن شركات الطيران هذه المرة- خلافا للرحلة الأولى خلال الصيف الماضي- لن تتعاون مع إسرائيل. هذا ومن المتوقع أن يصل مطلع هذا الأسبوع إلى مطار بن غوريون حوالي 45 ألف مسافر.
تشارك في عملية إيقاف الرحلة "مجال محمي 2"، وزارة الخارجية ومصلحة السجون، التي تعتزم استيعاب الناشطين الذين يتم إيقافهم. وقد عُقدت هذا الصباح جلسة حول كل ما يتعلق بهذا الموضوع، بمشاركة ممثلي الشرطة، الشاباك، الموساد، شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، وزارة الخارجية ووزارة الداخلية. وخلافا للرحلة السابقة، ستهبط معظم الرحلات في المحطة النهائية1، التي ستتحوّل إلى أرض مطهّرة للشرطة.
وسيتم فصل مدنيين إسرائيليين وسوّاح عن الناشطين المؤيدين للفلسطينيين بسرعة، ثم يُنقلون إلى المحطة النهائية 3، حيث يجمعون حقائبهم ويتم إخراجهم من مطار بن غوريون. أما من يتم التعرف عليه كناشط يريد إثارة التحريضات، فسيتم نقله إلى منطقة الهبوط في المحطة النهائية 1، وهناك يكون بانتظاره رجال وزارة الداخلية، الذين من المتوقع أن يمنعوه من الدخول إلى البلاد ويرحّلونه.
تستعد أيضاً المؤسسة الأمنية لمنع فوضويين وناشطين إسرائيليين من الوصول إلى مطار بن غوريون بغية الإنضمام إلى ناشطين من الخارج، أو منع ناشطين من اليمين تنظيم تظاهرات مضادة.
كما يحاولون في إسرائيل ممارسة ضغط، بالأخص اقتصادي، على شركات الطيران. والشركات تعرف أن أي مدني يحظّر دخوله إلى إسرائيل، سيضطر للعودة على عقبيه على حساب الشركة التي أقلّته.
قال أمس احد منظمي الرحلة، د. عبد الفتاح، أن الناشطين سيشددون ساعة وصولهم إلى مطار بن غوريون على أنهم قادمون إلى فلسطين. وعلى حد قوله فإنه لا يحق لإسرائيل تقرير من يمكنه الدخول إلى المناطق ومن لا يمكنه. وقد شدّد على أن الناشطين هم آتون للقيام بنشاطات اجتماعية ولمساعدة بيت لحم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجاسوس الاسرائيلي جونثان بولارد المسجون في الولايات المتحدة لن يتحرّر عمّا قريب
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ إيتمار آيخنر"
" بعد أن أُفيد من البيت الأبيض بالامس في رد لمكتب رئيس الدولة شمعون بيريز، ان سياسة الولايات المتّحدة فيما يتعلق بجونثان بولارد لم تتغير، وزادت التقديرات في إسرائيل بان الجاسوس المسجون لن يتحرّر عمّا قريب.
في مكتب رئيس الولايات المتّحدة باراك أوباما، قبيل الإحتفال الذي سيُمنح خلاله بيريز ميدالية الحرية الرئاسية، طلب رئيس الدولة منح العفو لجونثان بولارد، على ضوء وضعه الصحي الذي أدّى به إلى المكوث في مستشفى السجن. في البيت الأبيض أكّدوا بالأمس أنّ رسالة بيريز وصلت، لكن جهات رسمية هدّأت الإنفعال في الجانب الإسرائيلي، وزادوا من حدة التقدير الذي يفيد أن الجاسوس الإسرائيلي سيبقى مسجوناً. أُفيد أنه، "لا يوجد أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة في هذا الموضوع"- أي أنه لم يُتّخذ أي قرار بالعفو عن بولارد.
وبالفعل، في إسرائيل أدركوا أمس أن الإنشغال الاعلامي في إسرائيل في قضية بولارد لن تؤدي إلى تغيير الموقف الأمريكي. ادّعوا في القدس أن، "بولارد كان مريضا في الماضي وأنه يتلقى علاجاً مناسباً في السجن". مع ذلك، بصيص الأمل بتحريره يرتكز على حقيقة أنه لم يتم الحصول بعد على رد رسمي على رسالة بيريز، إنّما فقط رد عام. في إسرائيل يوضحون ان حفل منح الميدالية لبيريز سيكون فقط بعد شهرين، ولا زال من المحتمل ان الرئيس الاميركي سيغتنم الفرصة من أجل العفو عن بولارد. وبحسب أوباما سيفضّل ضم منح العفو في هذا الإحتفال وإظهاره كبادرة طيبة تجاه الرئيس الإسرائيلي، لأن بيريز يحظى بإجماع وشعبية في الولايات المتّحدة. منح العفو في موعد آخر، في مقابل هذا، قد يُفسّر كبادرة طيبة تجاه رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو وحكومته - الذين لا يحظون على تأييد في الولايات المتحدة.
بصيص أمل إضافي صدر من جانب لورنس كورف، نائب سابق لوزير الدفاع ومقرّب من إدارة أوباما، الذي ادعى أن إحتمال منح العفو أعلى مما يُتصوّر. وقال كورف موضحا: "إنّه إجراء مدروس بين أوباما وبيريس. لقد وافقوا على أنّ بيريس سيطلب العفو، وأوباما سيستجيب له ويطلق سراح بولارد". مع ذلك، يتعلق الأمر بتقدير لا يحظى بتأييد كبير.
وختمت بالأمس اللجنة من أجل بولارد يوماً إضافياً من المساعي لإطلاق سراحه، "نحن نأسف بأنّنا لم نحظى بردّ إيجابي حتى اليوم"، وأضافوا: "لقد تطرّق بيان البيت الأبيض للفترة الزمنية الحالية، ونحن نأمل في نهاية المطاف أنّ يتخذ الرئيس أوباما قرارا بأسرع ما يمكن يقضي بتخفيض عقوبته والسماح له بأنّ يمضي بقية حياته كإنسان حرّ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي ينشأ سريتي قناصة إستعدادًا للأحداث المقبلة على الحدود
المصدر: "موقع WALLA الاخباري"
"يستعدون في ذراع البر لثلاثة أحداث متوقع أن تشهد إحتكاكات في المناطق وعند حدود الدولة: يوم الأسير، يوم النكبة ويوم النكسة وقناصو الجيش الإسرائيلي يخضعون لتأهيلات وفقًا لذلك. على خلفية العبر من أعمال الشغب التي حصلت في العام الماضي على الحدود مع سوريا سوف يتم تأهيل قناصو الجيش على إصابة أقدام مثيري الشغب وليس قتلهم بالرغم من أنهم تدربوا على ذلك حتى الآن.
وقد تنفسوا في المؤسسة الأمنية الصعداء بعد ذكرى يوم الأرض في الضفة الغربية، في لبنان وفي قطاع غزة عقب الخشية من أعمال الشغب، لكنهم يخشون في المؤسسة الأمنية حاليًا من الإحتفالات الشعبية التي سيقيمها الفلسطينيون في الأشهر القريبة والتي من المتوقع أن تؤدي كل واحدة منهم الى تصعيد. في 7 نيسان يصادف "يوم الأسير"، يوم النكبة في 15 أيار ويوم النكسبة بتاريخ 5 حزيران.
وقد صادق كل من وزير الدفاع إيهود باراك، ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش على خطط عملياتية وردود مصنفة في حال تدحرجت المراسم والمظاهرات الى أعمال عنف متطرفة. ويؤكدون في الجيش الإسرائيلي بأنهم إستخلصوا العبر من السنة الماضية التي طلب خلالها من قناصي الجيش منع محاولات التسلل من سوريا الى الأراضي الإسرائيلية وقتلوا 23 مواطنًا سوريًا وجرحوا 350.
في إطار الإستعدادات تقرر إنشاء سريتي قناصة جديدتين.
بدأوا في الآونة الأخيرة في فرع القناصة التابع لمركز النقل الجوي والمهمات الخاصة (مرهوم) بقيادة العقيد يوفال جوربي بتأهيل القناصين على التعامل مع أعمال الشغب المختلفة من قتال أمام مخربين أو جيش نظامي. وأوضح ضابط كبير في ذراع البر أن قرار تدريب الجنود على الإصابة وليس القتل مرتبط بتغيرات التأهيل ومستوى التدريبات. وروى الضابط أن "القناص خضع إلى تأهيل وتدرب على القتل من الطلقة الأولى من خلال إصابة وسط تكتل الجسد. حاليًا، نحن نأهله ليس فقط على القتل إنما على إصابة القدم".
وأضاف الضابط الكبير أن لمهمة تفريق المظاهرات وسيناريوهات إنقضاض جماهيري على السياج سيتم تأهيل أيضًا قناصين في الإحتياط. وقال الضابط أنه " يتحدث عن تغير جوهري لأن هدف القناص هو عمل سري، هادئ جدًا وواضح له بأنه بعد الطلقة الأولى عليه الإختفاء". من جهة انه حاليًا، وفي أحداث كهذه، سيطلب من القناصين الإصابة وليس القتل-" من الآن فصاعدًا سيُطلب لعمل أكثر فعالية وحساسية".
وبحسب قرار آخر لقائد ذراع البر اللواء سامي تورجمان، مدربو القناصون في مركز النقل الجوي والمهمات الخاصة سينخرطون أثناء الحرب أو عملية واسعة النطاق في لواء نظامي ولذلك تقرر إقامة سريتي قناصة. سرية نظامية ستكون مرتكزة على قوة تظامية من كلية مكافحة الإرهاب التابعة لذراع البر والثانية ترتكز على عناصر إحتياط يكونوا مدرِببين وقناصين في وحدات مختلفة في الجيش وسيتم تأهيلهم على سلاح القنص الجديد في الجيش الذي يسمى "بارك"".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قذيفة دبابات اسرائيلية جديدة خارقة للتحصينات
المصدر: "موقع WALLA الإخباري ـ أمير بوحبوط"
" سيتم في الصيف القادم البدء باستخدام قذيفة جديدة باسم "حتسف" في سلاح المدرعات، وهي قادرة على اختراق الجدران والانفجار فقط بعد ذلك، فهي مخصصة للتعامل مع المخربين المختبئين في المنازل. "سيتم تقليل إلحاق الأذى بالمحيط"
على خلفيّة احتمال عمليّة واسعة في قطاع غزة، يعززون الجهد في الجيش الإسرائيلي لتطوير وسائل قتال متجددة تهدف الى المساعدة في القتال ضد المخربين المختبئين داخل مبانٍ. وكجزء من هذه العملية، تنضم خلال الصيف المقبل إلى الكفاءة العملانية في سلاح المدرعات قذيفة دبابة جديدة، تُسمى "حتسف"، والتي تشكل ابتكاراً عالمياً ونوعياً في اختراق المنازل والانفجار فقط في داخلها.
في كل محاضرة تتعلق بمناورة عسكرية في الجيش الإسرائيلي، يعلن الحاضرون أن ليس هنالك بديل عن فتك وقوة نار الدبابة في القتال المكثف. لكن اصطدمت الدبابة، في حرب لبنان الثانية وفي عملية الرصاص المسكوب بصعوبة إصابة المخربين الذين اختبأوا في منازلهم، وقال رئيس غرفة الذخيرة الثقيلة في ذراع البر، الرائد ألكس غينتروف إنّه و"في إطار العبر من القتال في أراض مبنية، اتضح بأن الدبابة التي تشخص مخربا في مبنى تطلق باتجاهه قذيفة، لكن معظم طاقتها تتلاشى خارج المبنى لأنها تنفجر لحظة الاحتكاك بالحائط الأول".
وبناء على ذلك، قرروا في ذراع البر تطوير قذيفة تهدف للتعامل بنجاح مع المشاكل التي ظهرت في جولات القتال السابقة. قذيفة الـ "حتسف"، بقطر 120 ملم، تمّ تطويرها عبر إدارة دبابة المركافا بمساعدة اللواء التكنولوجي الخاصّ بذراع البر، وخُصّصَت لخرق الجدار الأول في المبنى والانفجار بعد ذلك فقط. أضاف الرائد غينتروف "نجحنا في تصنيع قذيفة مؤجّلة تخرق الحائط ثم تنفجر، وكنتيجة لذلك، يبقى الدفع والضغط داخل المبنى وبهذه الطريقة يزداد فتكها. إن مستوى دقتها عال جدا وهكذا تتحول الدبابة إلى أداة لعمل عسكري جراحي تقلل من إلحاق الأذى بالمحيط". وبعد سلسلة التجارب التي انتهت مؤخرا تقرر البدء بتزويد دبابات الجيش الإسرائيلي بالذخيرة الجديدة. إن قذيفة "حتسف" هي الأولى من نوعها في العالم، باستثناء قذيفة أخرى من صنع ألمانيا ـ لكن كلفة الأخيرة عالية جدا ونوعيتها أقلّ من انجازات القذيفة الجديدة الخاصّة بالجيش الإسرائيليّ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جديد في الجيش الإسرائيلي: قنبلة مقاومة للرصاص وقنبلة دخانية من قاذف!!
المصدر: "موقع القناة السابعة ـ شمعون كوهين"
" سيتم استيعاب نوعان جديدان من القنابل خلال هذه السنة في قوات الجيش الإسرائيلي: قنبلة إنشطارية وقائية، مقاومة لإصابة الرصاص، و"قنبلة دخانية محلّقة" تسمح بتمويه محسّن للعدو. هكذا يفيد موقع الجيش الإسرائيلي.
وحسب التقرير سوف يتلقي الجنود في كل القوات خلال الأسابيع المقبلة قنابل انشطارية مقاومة لإصابة الرصاص. في القنبلة الجديدة، نموذج مستحدث للنموذج 26، ستطير الشرارة الموجّهة للتفجير فقط لدى سحب سقّاطة الأمان، وفي حال اصطدامها بطلقة لا تنفجر. ويذكرون أيضا في الموقع أن إحدى الأحداث التي سرّعت دمج القنابل الجديدة في صفوف الجنود في قيادة الذراع البرية، هي انفجار القنبلة في سترة الرائد اليراز بيرتس المتوفي، الذي قُتل من جرّاء أنفجار قنبلة نتيجة إصابة رصاصة.
رئيس قسم العتاد الحربي في قسم الوسائل القتالية في ذراع البر، الرائد "يوآف غلستر"، تحدّث أن "هناك عشرات آلاف القنابل كهذه في المخازن. سيبقى التنفيذ والتأثير متشابهين، فقط الوقاية ستنتقل إلى مرتبة أعلى. إنها الذخيرة غير الحساسة الأولى في ذراع البر". وحسب كلامه، مع عملية استيعاب القنابل الجديدة تدرس إمكانية أن يُستبدل أيضاً جهاز أمان قنابل ـ يدوية قديمة بآخر مستحدث.
في المقابل يعملون في ذراع البر على استيعاب قنبلة جديدة إضافية، "قنبلة دخان محلّقة"، التي ستصل إلى قوات سلاح المشاة ( في الخدمة النظامية والاحتياط) قبيل نهاية هذا العام. ويتعلّق الأمر بقنبلة دخانية من الممكن أن تُطلق من قاذف، خلافا للنموذج الحالي الذي يسمح باستخدام يدوي فقط. النتيجة هي قدرة خداع العدو بمسافة أبعد عشرات الأمتار من مدى التمويه اليوم، لأنّ حقل رؤيته سيغلق بشكل كامل مما يؤدي إلى تفوّق في المعركة.
أشار الرائد غلستر قائلا "بإمكاننا منذ الآن استهداف العدو وحجب رؤيته تماما، بشكل كامل في الميدان. إن كان التمويه حتى اليوم يسمح له بإطلاق النار باتجاهنا، بفضل المدى القصير، قريبا لن يكون هذا ذات صلة. لن نكون مرتبطين بمدى الرمي القصير. يخفّف هذا التطوّر من قلقنا في الحرب".