أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تصعيد طالبي في نهاية العام الجامعي: توتر الوقت الضائع بغطاء سياسي

السبت 14 نيسان , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,399 زائر

تصعيد طالبي في نهاية العام الجامعي: توتر الوقت الضائع بغطاء سياسي

 نظمت، في اليوم التالي، المنظمات الشبابية في «14 آذار» لقاءً خصصته لهذه المسألة. حضر المؤتمر ممثلون عن «القوات اللبنانية» وحزبي «الكتائب» و«الأحرار» و«تيار المستقبل». بدا ما صرحوا به، عقب لقائهم رئيس «الجامعة اللبنانية» عدنان السيد حسين، كأنه الإنذار الأخير قبل طوفان التصعيد.

أُوقفت الانتخابات في «اللبنانية» منذ العام 2009 بناء على قرار صدر عن رئيس الجامعة آنذاك زهير شكر. يرجع رئيس دائرة «الجامعة اللبنانية» في مصلحة طلاب «القوات» شربل شويح، ذلك إلى توتر الوضع الأمني في لبنان. لكن سعيد في تحديده السبب يسرد حادثة وقعت في كلية العلوم (الفرع الثاني)، في العام نفسه على خلفية الانتخابات النيابية، بين طالب قواتي وآخر عوني. طعن الأول الثاني وحصل ما حصل. 

تمكنت القوى الطالبية، في السنة نفسها، من أخذ وعد من رئيس الجامعة بإعادة العمل بالانتخابات في السنة الدراسية التالية. ألف الرئيس لجنة بعد ذلك، تشكلت من التيارات السياسية كلها. أَوكل إليها مهمة الوصول إلى توافق ضمن نقاط ثلاث حددها مسبقاً هي: اعتماد النسبية في قانون الانتخاب، اجراؤها في يوم واحد، إحياء «الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية». هذه رواية سعيد. لا تختلف الرواية القواتية كثيراً عنها. لكنها تستحضر «حزب الله». اتفقنا على النسبية، لكن الحزب اشترط إعادة احياء «الاتحاد» أولاً، يقول شويح. يسعى الحزب، فيه، إلى السيطرة على «اللبنانية». يعترض سعيد على تلفيق موقف للحزب، «عدا أننا لم نتفق على النسبية إلا في المبدأ، ذلك أنها ليست شكلاً واحداً».

توقفت اللجنة عن الاجتماع بعد سقوط حكومة الرئيس السابق سعد الحريري. يرى سعيد هذا التوقف من طبيعة الأمور. على العكس من شويح. إذ يثبته دليلاً على التعطيل المقصود من جانب «حزب الله» وحلفائه.

وقد شهدت السنوات السابقة وضعية غير سليمة للهيئات الطالبية بعد انتهاء شرعية انتخابها. صارت تعمل في الحد الأدنى من الصلاحيات، على ما يشير الطرفان. لكن سعيد يرفض ما قاله شويح عن وجود تنسيق بينهما في الكليات من أجل تسيير شؤون الطلاب، «إلا إذا كان التنسيق في مفهوم القوات الاعتداء الدائم على طلابنا». لا تناسب هذه الحال، ولو بموافقة إدارة الجامعة، متطلبات العمل السياسي، بالنسبة إلى شويح «إذ عدا أن تجديد الهيئة يحصل عبر التعيين، فإنها لا تلبي طموحاتنا في السعي إلى خلق الوعي السياسي التنافسي عند رفاقنا في القوات». 

الاتفاق المعلن بين القوى على ضرورة إعادة الحياة السياسية إلى الجامعة واضح. التفكير في النيات مسألة أخرى. لكن وصول رئيس جديد إلى الجامعة حرك الأمر من جديد. يشير شويح إلى أن «المنظمات الشبابية في 14 آذار» كانت قد طلبت موعداً من الرئيس منذ شهرين لم تحصل عليه إلا أخيراً. كان التصعيد وسيلتهم الأخيرة لو أن السيد حسين لم يكن إيجابياً على عكس ما توقعوا. كانت خطة التصعيد معدة، وفق شويح. تأجلت الآن «وسنكتفي في الأسبوع المقبل باعتصامات وندوات في كليات الفرع الثاني». لكن شويح يستدرك أن المهلة المعطاة للرئيس، كي يعيد إحياء عمل اللجنة، لن تتجاوز الأسبوعين. بعد ذلك، ستصعد الحملة الاعتراضية. ستعلن أساليب التصعيد في وقتها «لكننا على الأقل سنحتشد أمام مقر رئاسة الجامعة في المتحف».

يسخر سعيد من الهم الديموقراطي المفاجئ للقوات. يذكّر بالحادثة التي شهدتها كلية إدارة الأعمال بين طلاب من التيار وآخرين من «القوات»، سائلاًً: «كيف يفكرون في العمل السياسي وطلابهم يعتدون دائماً على طلابنا». لا يشك سعيد في رغبة «القوات» بإعادة الانتخابات إلى «اللبنانية» غير أن «غرائز طلابها العنفية تسبق نياتهم في الظهور». هكذا، يصف المؤتمر الصحافي الأخير بـ«الحركة الإعلامية». تحرك هذه القوى في هذه الفترة المتأخرة من العام الدراسي يجلعه يفكر كأنها تريد الانتخابات في الصيف. يسترجع سعيد، على النقيض من ذلك، سعي تياره، غير المعلن في بعض الأحيان، لإعادة السياسة إلى الجامعة.

ينزعج سعيد من تحركات «القوات» التي تحاول أن تُظهر للرأي العام كما لو أنها وحدها من تهتم بمصلحة الطلاب. يشير إلى أن أمانة سر المنظمات، التي تضم الاطياف السياسية كلها، كانت قد طلبت موعداً جماعياً من رئيس الجامعة. حدد الموعد في الأسبوع المقبل، «وكان يفترض أن نذهب جميعاً من ضمن رؤية موحدة تعبر عن الصورة الحقيقية للجامعة، غير أن «القوات» استبقت ذلك كما لو أنها تعمل وحدها». إزاء هذا التصرف سيطلق «التيار» تحركات في الكليات ابتداءً من الأسبوع المقبل، على ما أعـــلن سعيد، من دون أن يحدد مضمونها. على أن ما بـــدا واضحاً أنه رد فعـــل على التحركات المعلنة سابقاً لـ«القوات» وحلفائها.

يعمل الطرفان، على ما صرحا لـ«السفير»، على استعادة حق الطالب في ممارسة النشاط السياسي في الجامعة. هذا واضح. لكن اتفاقهما، كما يبدو، ليس غير مصوغ لتسويف المسألة.

لا يمكن إدراج ما يفكر فيه يوسف جابر، مسؤول مكتب الشباب والرياضة المركزي في «حركة أمل»، في السياق نفسه. صرنا في مكان آخر. يشغل «الاتحاد» باله. لا يفوته، من ضمن عرضه التاريخي لأهميته، أن يذكر بأن الرئيس نبيه بري كان رئيسه ذات مرة. احياؤه كفيل بإستعادة الهيئات الطالبية جدواها وفعاليتها، «لكن هذا لا يعني أن تبقى الانتخابات معطلة. بيد أن الاتحاد وحده القادر على منــح الطـــلاب حقوقهم»، علـــى ما قال. لكن كما دائماً لا يعرف أحد سبب العطل ولا فاعله.


Script executed in 0.19647789001465