أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

" عجائب الدنيا سبع ، و ، . الشام . عجيبة العجائب لا تحتسب ".

الأحد 22 نيسان , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,304 زائر

" عجائب الدنيا سبع ، و ، . الشام . عجيبة العجائب لا تحتسب ".

عجائب الدنيا سبع ، و ، " . الشام . " عجيبة العجائب لا تحتسب .

===========================

عجائب الدنيا سبع كما تعلمون .

ولكن هناك " عجيبة ثامنة وهي عجيبة العجائب " التي لا تحتسب ضمن عجائب الدنيا : " الشام . "

قال الشاعر محمد مهدي الجواهري من قصيدة " دمشق يا جبهة المجد " :

قالوا " دمشق " و " بغداد " فقلت هما فجر على الغد من أمسيهما انبثقا

" دمشق " صبرا على البلوى فكم صُهرتْ سبائك الذهب الغالي فما احترقا .


قرروا في البيت الأسود أن يشربوا نخب دم يوسف ،

هم وأصدقاؤهم وعملاؤهم ومرتزقتهم ومنهم بالطبع إخوة يوسف ،

قرروا فرض الديمقراطية وحقوق الإنسان المزعومة والملطخة بالدم ، على " الشام . "

ديمقراطية ذات مقاس الأمريكي على دولة عربية أصيلة حرة ، تمثل الظهير والحصن الأخير للأمة ؟.

قرروا فرض نعم هذه الديمقراطية على العراق ،

دمروا وقتلوا وسفكوا الدماء وسرقوا ، مع العملاء والمرتزقة ذاتهم ، أقدم حضارة عرفتها البشرية ،

نشروا ديمقراطيتهم في ليبيا ..

يا شام .. لقد بانت الحقيقة ، ومع ذلك يتغاضون عنها ، ويوغلون في سفك دم شعبك السوري البطل ،

في " السعودية ( المملكة ) . " .

نظام يعتقل عشرات آلاف السياسيين معظمهم دون اتهام . وحجم الفساد يتزايد .

" العائلة المالكة تعامل البلاد وشعبها على أنهما ملكية خاصة لها " .

يعلم شعبهم أن هؤلاء هم الذين نهبوا قوته .. و أفسدوا حياته .. و أحبطوا كثيراً من آماله و تطلعاته ..

أثروا على حساب جوعه .. تملكوا الدور و القصور و العقارات و المزارع و الشركات و الثروات الطائلة على حساب فقره ..

وحين هبت العاصفة على الوطن " الشام . "

ارتعشوا وانقشعت عن جلودهم ووجوههم صبغات الولاء و ألوان النقاء و جلابيب الطهر وأقنعة النزاهة ..

ظهر القبح و تجلى الفجور .. أشكالاً آدمية تجلد نفسها قبل الوطن .. تنفث سموم عدوانيتها كالأفاعي ..

هؤلاء أدركوا ( قبل غيرهم و أكثر من غيرهم ) حجم العاصفة و خطورة المؤامرة

( ليس لأن لديهم قدرات خارقة على قراءة المؤشرات ) بل لأنهم أرباب كواليس التآمر ..

و لديهم خبرات و دراية وعلاقات مباشرة بمطابخ الكيد ..

يدركون فداحة جرمهم .. و قبح فضيحتهم .. وسوداوية الصور التي ظهروا بها ..

يهربون من صف الشعب و الوطن و النظام والشرعية الدستورية إلى صف العاصفة و خندق التآمر ..

يركبون موجة الزيف التي آمنوا بقدرتها على اقتلاع ما أمامها ، وتناسوا قدرة الله التي لا راد لها ،

و كفروا بإرادة الشعب التي هي من إرادة الله ..

كل هذا عنهم .. وإذا كان لهذه الأزمة من حسنة فهي أنها كشفتهم وعرتهم ..

وجعلت العامة و الخاصة يتداولون أسماءهم باشمئزاز أحياناً ، وبسخرية و تندر أحايين ..

نعم أصبح الشعب يعرف هؤلاء وأمثالهم و أتباعهم و من هم على شاكلتهم و أسمائهم وصفاتهم ..

بعد أن أعلنوا عن أنفسهم أفاعي راقصة تجيد التلون و التنقل بين الجحور ..

إن كان ثمة وزن أو حضور أو أثر لهم في العاصفة المدلهمة والموجة الصاخبة و الحرائق المشتعلة ،

فليس سوى ذلك الغبار المتطاير .. والدخان الذي يعلن عن نفسه

( حين يتصاعد ) بأنه إحدى مخلفات مادة احترقت وانتهت .. وقد انتهى هؤلاء ..

و مثلهم ستنتهي الأزمة و تنقشع الغمة وتندحر المؤامرة بإذن الله تعالى ، ثم بإرادة شعب عظيم يدوس بأقدامه الثابتة اليوم على رأس كل ثعبان .. و يلتف حول إرادته وسيادته و قيادته وشرعيته الدستورية ، غير آبه بفحيح الأفاعي

و نعيق الغربان و أبواق الدجل وحفاري القبور و الخنادق .

أمة مسلمة " المملكة . " ( سلمت أمرها لللأمريكي ) ، ولا أقول إسلامية ، ففي هذه الأمة المسلمة من عجائب أمور ما لم تشهده أمة من الأمم منذ أن خلق الله سبحانه آدم عليه السلام .

حوروا لنا الدين كيفما يشاءون وأعطونا فتاوى ما انزل الله بها من سلطان ..

لقد تخندق الذئاب وغادرت الثعالب خنادقها لتنضم إلى مائدة اللؤم السياسي ، وتنامى الضغط الدولي ،

سيدة الديموقراطية أمريكا التي طالما تغنت بديموقراطيتها وعدالتها ، كونها الحامي الاول للديموقراطية في كل ارجاء كوكب الارض بل وحتى الكواكب الاخرى ايضا ،

وكما قال رئيسها السابق بوش :

ان الله ارسله ليقود أمريكا في مهمة مقدسة هي احلال الديموقراطية في كل العالم .

وكانت الديموقراطية دوما سيفا مسلطا على رأس اي دولة في العالم تعادي امريكا ورخصة لها كي تدس الدسائس وتعلن الحروب من اجل الديموقراطية مثلما فعلت في فيتنام في حرب اكلت الاخضر واليابس ،

ونفس الشيئ في كوريا وكوبا وصولا الى العراق وافغانستان

وللعجب فأن اي من هذه الدول لم تر خيرا من ديموقراطية أمريكا سوى الويلات والثبور وعظائم الامور .

هذه المستميتة لاحلال الديموقراطية في كل مكان ، ضاق صدرها بتحققها على ارضها وبين شعبها وبعد ان كانت تنادي بحق الشعوب بالتظاهر لسبب او بدون سبب حتى لو كانت هذه المظاهرات لدوافع غير سليمة او غير ديموقراطية وتطالب الحكومات بأن تتفرج على المتظاهرين يفعلون مايشاؤون دون ان تتعرض لهم ،

اظهرت وجهها القبيح في مواجهة التظاهرات التي قام بها الشعب الامريكي ضد مركز البورصة في وال ستريت الذي جعل من مقدرات الشعب الامريكي حلبة قمار يلعب بها المضاربون فيربحون المليارات بينما يخسر المواطن العادي وظيفته ومنزله بلا ذنب .

رئيس للولايات المتحدة الامريكية يصدر الفتاوى كـ ( عربان الخليج ) بتحريم الافعال على الحكومات الاخرى بينما يحللها على نفسه وطبعا على حبيبة قلبه اسرائيل ,

بينما ( عربان الخليج ) مازالوا يطلقون مقدراتهم وثرواتهم وارضهم واستقلالهم ويعطوها بيدهم لمصدر الفتاوى حرصا منهم على ان يكون راض عنهم وغير زعلان .!

تحدثت جريدة " الرياض " ( 13 / 12 / 2011 ) في مقال لرئيس تحريرها تركي " عبد الله السديري "

عن بزوغ عروبة جديدة هي " العروبة الخليجية " .

ويكفي أن نشير إلى عنوان المقال " الخليج وعروبة واضحة " كي تكتمل الصورة .

ويجب أن نسأل أنفسنا من المستفيد من ذلك ؟

هل سيكون عندنا عروبة خليجية وعروبة مغربية وعروبة شرق أوسطية ؟

للأسف ، فإن الأمور تسير في هذا الاتجاه .

لقد اخترق هذا الصراع الطائفي حدودا كثيرة وخطيرة .

نسمع من أحد قادة حماس صلاح البردويل بعد زيارته قطرائيل تصريحا يقول أن :

الحركة لن تشترك في حرب إذا ما وقعت بين إيران وإسرائيل ، والسبب الذي عرضه هو :

" إنهم شيعة ونحن سنيون " ( القدس العربي 8 / 3 /2012 ) .

من منا خطر بباله إبان حرب 2006 أن الذين يقاتلون إسرائيل هم شيعة ؟ .

أسمحوا لي الآن أن أعود إلى الموقف الإسرائيلي ، معتمدا على ما نشرته الصحف الإسرائيلية ، ولن أخوض في غمار بعض الأخبار غير الموثقة المتعلقة بتزويد إسرائيل المعارضة السورية بالأسلحة مثلا ،

أو أن المخابرات الإسرائيلية قد اخترقت هذه المعارضة وتقوم بتوجيهها .

لقد اعتقد البعض ، بوجود انقسام في الحكومة الإسرائيلية لجهة الموقف من أحداث سوريا .

فرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو رفض أن تعلن إسرائيل تأييدها الرسمي للمعارضة السورية ، في حين أصر وزير خارجيتها ، أفيغدور ليبرمان ، الرجل القوي ، الخروج علنا بالتأييد .

والواقع أن لا خلاف بينهما ، فنتنياهو كما فسر موقفه لاحقا ، ينبع من خوفه ان يستغل النظام السوري الموقف الإسرائيلي الرسمي ، مما يلحق الضرر بالمعارضة . ( هآرتس 16/2 / 2012 ) .

لكن وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان لم يتنازل عن موقفه ، فقام حسب ما تقول صحيفة

" هآرتس" ( 11/ 3 /2012 ) بإعداد حفل أغاني يحييه أحد كبار مغني الروك في إسرائيل

" أركادي دوتشين " بحيث يخصص ريعه للمعارضة السورية .

وطالبت صحيفة " يدعوت أحرونوت " ( 5 / 3 / 2012 ) الحكومة الإسرائيلية أن تقدم المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين .

وتضيف : " إذا كنا نحن تحديدا الأقرب جغرافيا والأقوى عسكريا والذين يصدمنا القتل الذي يجري على مقربة منا ،

لا يمكننا التدخل ، فمن يستطيع أن يتدخل فيما يجري في سورية ....

على الحكومة الإسرائيلية ، إلى جانب التعبير عن أسفها على آلاف القتلى ...

وتوجيه الاتهامات إلى الأسد ، أن تتحرك على الصعيد الإنساني ....

وتقوم بقديم المساعدات الطبية والإنسانية لكل مواطن سوري يرغب في ذلك " .

أليس غريبا أن نسمع مثل هذا الكلام من إسرائيلي ؟ من أقرب لإسرائيل سورية أم غزة ؟ القتل في سورية يصدم كاتب المقال أما المذابح في غزة فهي شيء طبيعي ! .

خرجت صحيفة "هآرتس" ( 4/ 3 /2012 ) المعتدلة بافتتاحية عنوانها :

" يجب وضع حد للأسد " هاجمت فيه كل من الصين وروسيا لاستعمالهما حق النقض ( الفيتو )

في مجلس الأمن ضد مشروع إدانة ومعاقبة النظام السوري ، وهي تعلم حق العلم أن الولايات المتحدة تتصدى لإي مشروع في مجلس الأمن ( وغيره ) يدين إسرائيل ، ونحن نعلم أن الكل يعمل لمصلحته أولا .

ويكتب أوري أفنيري ، رافع شعار السلام ، مقالا نشر على موقع " غوش شلوم " ( كتلة السلام )

( 3/ 3 /2012 ) يقول فيه أنه يعتقد أن على الحكومة الإسرائيلية إرسال الجيش الإسرائيلي إلى سورية وطرد الأسد من دمشق وتسليم البلاد للمعارضة السورية أو للأمم المتحدة .

أما أبرهام بورغ المعروف باعتداله أيضا ، فقد طالب في مقال مطول له في صحيفة

"هآرتس " ( 9 / 2 /2012 ) بإقامة مدينة لللاجئين على مرتفعات الجولان لاستيعاب اللاجئين السوريين الذين يهربون من نظام الأسد ، وقال :

" أننا كدولة يهودية يتحتم على إسرائيل التصرف حسب كتبها المقدسة القائلة لا تتجاهل دم قريبك " .

وغريب أن ينطبق ذلك على سورية وليس على غزة .

لا أريد أن استمر في هذه الاقتباسات ، وهي كثيرة ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو :

لماذا كل هذا الاهتمام الإسرائيلي وماذا تغير منذ اتخذ مناحيم بغين موقفا من الحرب العراقية ــ الإيرانية ؟ يقول جدعون ليفي في مقال بصحيفة " هآرتس " ( 26 / 2 /2012 ) أنه :

" في عام 1981 عندما نشبت الحرب بين العراق وإيران تمنى مناحيم بغين رئيس وزراء إسرائيل في حينه النجاح للطرفين " ! .

فقد كان بالإمكان اعتبار هذه المواقف الإسرائيلية مجرد كلام لو لم نسمع مواقف معينة من بعض قادة المعارضة السورية .

فعلى سبيل المثال تصريح عضو المجلس الوطني السوري الإعلامي رياض معسعس لصحيفة

" تونيسيا لايف " ( 24/2 /2012 ) قوله :

" إن هدف الثورة السورية هو الإطاحة بالدكتاتور وليس إقامة حكومة معادية لإسرائيل أو لمهاجمتها " .

ناهيك عن اللقاءات التي أجرتها بعض أقطاب المعارضة مع مسؤولين إسرائيليين ، وفي مقدمتهم السيدة

بسمة قضماني ، والمقابلات المستمرة لرئيسها برهان غليون ،

وتعهده في مقابلة مع صحيفة " وول ستريت جنرال " ( 2/ 12/2011 ) بأن النظام الجديد في سورية

" سيقطع العلاقات الاستثنائية مع إيران وستنتهي إمدادات الأسلحة للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط مثل حزب الله وحركة حماس " ..

أليست هذه مطالب إسرائيلية – أمريكية ، وتتناقض مع فكرة القومية العربية التي يتبناها الشعب السوري بغض النظر عن حكامه ؟ ! .

صحيح أنه من المؤلم جداً رؤية صور القتلى والجرحى والدمار ، لكن عندما نضع الصورة كاملة ونرى الأبعاد الحقيقية والأهداف المركبة لما يحدث ، فإن النظرة تكون أوضح .

وهذا ما عبر عنه الشاعر تميم البرغوتي في مقاله القيم (7 /3 / 2012) في جريدة السفير اللبنانية ،

فقد كان مؤيدا للمعارضة السورية ولكن بعد دراسة الوضع كتب تميم يقول :

" لا يمكن للإنسان أن يؤيد الطرح السياسي للمجلس الوطني السوري المعارض لأنه يضع نفسه في حلف واضح مع الولايات المتحدة ، ورئيس المجلس وعد الأمريكيين علنا ، وأكثر من مرة ، بخنق المقاومة اللبنانية وفك الحلف مع إيران وقصر علاقتها مع ( م . ت . ف . ) فقط بدون حركة حماس " .


 

 


Script executed in 0.20396399497986