لم يكن ثمة من يتصور أن يحتض البيت إياه المعزين بـ "جواد"، الذي قضى على يد عصابة كانت تتربص به لسرقته، وسط صدمة وأجواء مجللة بالحزن وصدمة الغياب المفاجئ ورهبته، في مشهد تكرر في أكثر من منطقة، وكأن قدر اللبنانيين أن يدفعوا ضريبة الغربة ويقدموا أبناءهم قرابين على مذبح الكرامة الإنسانية حين يضطر الشباب للنأي عن بيئتهم قاصدين بلاداً قصية للبحث عن فرصة عمل. الأب المكلوم كان هادئاً غير مقدر حتى الآن حجم المصيبة، وسط وفود المعزين الذين تقاطروا للمواساة. وأسرّ إلينا أحد أبناء البلدة أن "أخوال المغدور قضوا في حوادث مشابهة".
أما والد المغدور وليد، فتحدث لـ "السفير": "نملك في فنزويلا (غاليري) ونقرض الزبائن مباشرة وليس عبر المصارف، ونقوم بتحصيلها من منازلهم، وكان ابني يقوم بتحصيل الأموال، وما حصل أن العامل المرافق لجواد توجه الى احد المنازل لتحصيل دفعة من المال، عندما فاجأه لصوص وهو في السيارة لسرقته، فما كان منه إلا أن اندفع بالسيارة بسرعة مبتعداً عنهم، لكنه فوجئ بدراجة نارية فاضطر إلى تخفيف السرعة، عندها أطلقوا النار عليه وأردوه". وأضاف: "ابني وحيد ولديّ ثلاث فتيات"، لافتاً إلى "ان وزير الخارجية عدنان منصور اتصل بسفيرنا في فنزويلا، الذي أبلغه أنه تم القاء القبض على المجرمين". وقال: "كنت سأسافر يوم أمس إلى فنزويلا للمشاركة في التشييع، لكن لم نتمكن من تأمين حجز في الطائرة إلا يوم الاثنين (اليوم)". وطالب "الدولة بأن تضغط على سفارتنا في فنزويلا لتقوم بدورها على حث المسؤولين هناك للمحافظة على المغتربين اللبنانيين الموجودين هناك ليعودوا سالمين إلى وطنهم الأم".
وفي سياق متصل، تبلغ منصور، من سفير لبنان في فنزويلا شربل وهبي، أن جريمة سلب وقتل الشاب جواد وليد العريضي (22 عاما)، في منطقة كاروبانو التي تبعد 500 كيلومتر عن العاصمة الفنزويلية كاراكاس، جاءت نتيجة الفلتان الأمني، وان المغدور كان على خلاف مع أحد الاشخاص، وأن القاتل اصبح معروفاً والسلطات الفنزويلية تجري التحقيقات اللازمة.
وقد قررت عائلة المغدور، خصوصا والدته المقيمة في كراكاس، دفنه في فنزويلا. وكان قد أقيم للراحل أمس في بلدته صلاة عن روح الغائب بمشاركة فاعليات روحية وسياسية ووفود شعبية.