أسبوعاً على الرغم من التدهور الشديد لحالته الصحية، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوى الامنية والمتظاهرين خلال تشييع جثة شاب أكدت مصادر من عائلته أنه قتل بسلاح الامن.
في الاثناء، قال زعيم جمعية «الوفاق» المعارضة الشيخ علي سلمان إن السلطة «ترفض الحوار معنا. يضعون العراقيل لتقديم صورة عن الإصلاحات تعيد فعليا التأكيد على الدكتاتورية». وأضاف «لقد وصلنا إلى حائط مسدود. هذه الحكومة ليست جدية في إجراء حوار فعلي، والاستماع إلى مطالب الشعب وتطبيقها». كما أكد سلمان ان هذه المطالب «سابقة لاندلاع الثورة الإسلامية في ايران»، وأكد أن استخدام المتظاهرين لقنابل المولوتوف بدأ في تشرين الثاني الماضي، وأنه «من الطبيعي أن يؤدي الجمود السياسي إلى انعدام متعمق للاستقرار». وذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا» أن محكمة التمييز قررت في جلستها صباح أمس تأجيل النطق بالحكم في الطعون المقدمة من 14 متهما في قضية «تأسيس جماعة إرهابية بغرض قلب نظام الحكم» والتي أدين فيها 21 متهماً بأحكام تتراوح ما بين السجن المؤبد وسنتين لجلسة في 30 نيسان المقبل. والخواجة من بين المتهمين الـ21، وشهدت صحته تدهورا شديدا بعد 7 أسابيع من الإضراب عن الطعام في سجون السلطات البحرينية.
وقال وزير الخارجية الدنماركي فيلي سوفندال خلال مقابلة تلفزيونية «نعتبر أن حالته خطيرة جدا جدا. ونعتقد أننا نتكلم عن أيام سيكون العمل خلالها ضروريا إذا أردنا أن ننجز أي شيء في هذه القضية». وأكدت ابنة الخواجة مريم خلال مقابلة مع قناة دنماركية أنه «يبقى لوالدها يومان أو ثلاثة» قبل أن يفارق الحياة، مطالبة الاتحاد الاوروبي بتكثيف ضغوطه على الحكومة البحرينية، وقالت «التصريحات لا تجدي نفعا. نحتاج إلى أفعال حقيقية ضد نظام البحرين من أجل كل انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب».
وأكد شهود أن مئات المحتجين البحرينيين اشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب بعد جنازة محتج عثر عليه ميتا في مطلع الاسبوع. وألقى محتجون قنابل بنزين وحجارة على مركز للشرطة في حي البلاد القديم في العاصمة المنامة بعدما شارك 15 ألف شخص في جنازة صلاح عباس حبيب الذي عثر على جثته في اليوم التالي لمشاركته في اشتباك مع الشرطة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وقالت وزارة الداخلية البحرينية انها بدأت تحقيقا في وفاة حبيب الذي عثر على جثته بعد اشتباكات بين الشرطة ومحتجين. وقال شقيقه حسين عباس حبيب ان عائلته تسلمت الجثة أمس، وان تقرير الطب الشرعي أفاد بأنه توفي متأثرا بإصابته بطلقات خرطوش في صدره وبطنه. وتابع متحدثا في اتصال هاتفي من المنامة «تسلمنا الجثمان لتونا. أصيب بطلقات خرطوش في صدره وبطنه.» وأضاف ان شقيقه تعرض ايضا للضرب المبرح على ذراعيه وساقيه وظهره.
وقال حسين حبيب ان شقيقه شارك في احتجاجات ليلية يوم الجمعة الماضي لكنه اضطر للفرار بعد أن وصلت قوات الأمن المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وبنادق الخرطوش لتفريق المتظاهرين وبدأت تطارده. وأضاف نقلا عن شهود عيان ان شقيقه ذهب ليختبئ على سطح مبنى وعثر عليه ميتا بعد ذلك بفترة قصيرة. وقال رئيس جمعية «شباب البحرين لحقوق الانسان» محمد المسقطي ان شهود العيان ذكروا ان حبيب اصيب وهو يهرب من الشرطة.
إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست عن قلقه إزاء التطورات الاخيرة في البحرين. وقال «إن استمرار وازدياد الاحتجاجات الشعبية في مختلف مناطق البحرين يدلان على إرادة الشعب الجادة للحصول على مطالبهم المشروعة، وبالتأكيد فإن قمع الاحتجاجات السلمية الشعبية والتصدي لها بعنف، والذي ادى الى مقتل واصابة عدد من المواطنين البحرينيين هو خطأ استراتيجي وهو ما يتطلب اصلاح هذا النهج».