أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ديسكين: إسرائيل تزداد عنصرية وقيادتها تنبح نتنياهـو يحسـم قريبـاً الانتخـابـات المبكـرة

الإثنين 30 نيسان , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,604 زائر

ديسكين: إسرائيل تزداد عنصرية وقيادتها تنبح نتنياهـو يحسـم قريبـاً الانتخـابـات المبكـرة

 واعتبر معلقون أن ديسكين، بإعلانه هذا الذي ينضم فيه إلى أقوال رئيس الموساد السابق مئير داغان، يطالب الجمهور بحجب الثقة عن نتنياهو وباراك في الانتخابات المقبلة. 

وفي تجمع لأصدقائه في «منتدى مجدي» في كفار سابا أطلق ديسكين جملة مواقف أخرجت الحلبة السياسية عن توازنها وأثارت عاصفة بالغة الشدة. فقد احتلت تصريحاته العناوين الرئيسية للصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية ودفعت الجميع تقريبا إلى تأييد موقفه أو الاعتراض عليه. وبديهي أن العاصفة باتت أشد نظرا للاطمئنان الذي أشاعته استطلاعات الرأي التي تمنح نتنياهو الفوز في أي انتخابات وتمنح معسكر اليمين غالبية واضحة. 

وقال ديسكين: «لا ثقة لي بالقيادة الحالية لدولة اسرائيل التي ستقودنا نحو حدث بحجم حرب مع ايران او حرب اقليمية». وأضاف «أنا لا اثق لا برئيس الوزراء ولا بوزير الدفاع. وأنا جدا لا أثق بقيادة تتخذ قرارات انطلاقا من أحاسيس مسيحانية». 

واقتبس رئيس الشاباك السابق آية من اصحاح زكريا تصف الملك الذي سينقذ شعب اسرائيل ويصل مع ولي وفقير وهو يمتطي «حمارا». سأل ديسكين الحاضرين: «أهكذا ترون حقا مسيحانياننا، هذا الذي من أبراج إكيروف ومشروع اسوتا والثاني من شارع غزة وقيساريا؟ هل يبدوان لكما مسيحانيين؟». وأضاف «رأيتهما عن قرب. إنهما ليسا مسيحانيين على الاقل على المستوى الشخصي وأنا لا أثق بأنه يمكنهما أن يقودا دولة اسرائيل الى حدث بحجم كهذا وأن يخرجاها ايضا. إنهما ليسا شخصين كنت أود أن يمسكا بالدفة عندما يخرجان الى مثل هذه الخطوة». 

وغمز ديسكين من قناة وزير الدفاع حينما قال: «باراك توقع أنه في غضون اسبوعين – ثلاثة أسابيع سينتهي عصر بشار الاسد في سوريا. وبرأيي الاسد سيبقى إلى ما بعد الانتخابات في اسرائيل وما بعد حزب الاستقلال (حزب باراك). اذا لم يتدخل الغرب في ما يجري في سوريا، فلا أمل في أن ينهي نظام الاسد دوره». 

ورغم العاصفة التي اثارتها أقواله والحملة الشديدة التي تعرض لها في نهاية الاسبوع قال ديسكين لمقربيه انه لن يتراجع. وقال «لست نادما على أي كلمة قلتها يوم الجمعة. يبدو لي ان الامور أخطر بكثير، وحينما تأذن الظروف سأقول ايضا اقوالا اخطر عن وضع القيادة في اسرائيل». واستبعد رئيس الاستخبارات السابق ادعاءات مقربي نتنياهو وباراك في أن ما قاله جاء انطلاقا من الاحباط الشخصي. 

وكان بين أبرز ما قاله ديسكين هو «أنا أعارض المداولات العملياتية التي تجري هنا حول كيف سنهاجم، إذا كنا سنهاجم، ولماذا نهاجم وكم نهاجم؟ كل هذه القصص هي «كلب ينبح ولا يعض» وأنا أسمع نباحا أكثر من اللازم في دولة إسرائيل في هذا السياق . يقدمون عرضا عبثيا في الموضوع الايراني. يتوجهون الى الجمهور الغبي ويقولون له انه اذا عملت دولة اسرائيل ضد ايران، فلن تكون قنبلة نووية. وهذا ليس صحيحا. احدى نتائج الهجوم الاسرائيلي على ايران يمكن أن تكون تسريعا مثيرا للبرنامج النووي الايراني. بمعنى أن ما يفضل الايرانيون عمله اليوم ببطء وهدوء، ستكون لهم شرعية ليفعلوه بسرعة وفي غضون فترة زمنية أقصر بكثير». 

ولا يقل خطورة عن ذلك كلام ديسكين حول موقف حكومة نتنياهو من النزاع مع الفلسطينيين. بل انه القى عمليا باللائمة عن الجمود على الطرف الاسرائيلي وليس على الفلسطينيين. وشدد قائلا: «دعوكم من القصص عن أننا نريد الحديث، لكن أبا مازن لا يريده، وما شابه». «نحن لا نتحدث مع الفلسطينيين لان هذه الحكومة لا تريد ان تتحدث مع الفلسطينيين. ليس لهذه الحكومة مصلحة في الحديث مع الفلسطينيين. نقطة. رئيس الحكومة هذا يعرف أنه اذا اتخذ اصغر خطوة الى الامام في الاتجاه الفلسطيني، فان الائتلاف القوي الذي لديه سيتفكك. هكذا ببساطة فظيعة. ولهذا نجد احباط الفلسطينيين. على دولة اسرائيل أن تتطلع الى تسوية متعددة السنين على أساس دولتين للشعبين، وكل يوم يمر يجعل هذه المشكلة اصعب. اذا لم نصحُ، ففي غضون سنة – سنتين سينهي ابو مازن مهام منصبه، وكل بديل سيكون أسوأ». 

كما انتقد ديسكين بشدة التعاطي العنصري مع العرب والأقليات وقال: «اسرائيل تحولت في الـسنوات الـ 10 – 15 الاخيرة الى دولة عنصرية أكثر فأكثر. هذه عنصرية تجاه العرب، تجاه الاجانب، تجاه المختلفين. لقد أصبحنا مجتمعا نازعا أكثر فأكثر نحو القوة من حيث نظرتنا الى طريق حل المشاكل، سواء بين اليهود والعرب بل حتى في المشاكل السياسية. في أوساط يهود متطرفين – وليس فقط في المناطق بل ايضا في نطاق الخط الاخضر – يوجد عشرات يستعدون في حالة الاخلاء لاستخدام السلاح الناري ضد اخوانهم اليهود. وعندما تصبح هذه الوضعية حقيقية، فإن العدد سيتجاوز العشرات». 

وحمل وزراء مقربون من نتنياهو وباراك بشدة على ديسكين موضحين أنه «ينطلق من شعور بالخيبة» لعدم تعيينه رئيسا للموساد. وقال مقربون من باراك إن كلام ديسكين مخجل «ومؤلم رؤية تآكل التقدير والمسؤولية، واللغة الدنيئة التي انجر إليها رجل خدم الجمهور طوال سنوات». وكان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قد حمل عليه هو الآخر قائلا: «إذا كنت لا تثق برئيس الحكومة ووزير الدفاع، فما كان عليك البقاء في منصبك». 

وبالمقابل، قال زعيم حزب كديما شاؤول موفاز إنه من الواجب دراسة أقوال ديسكين بعناية. وأعلن حزب كديما أن «تحذيرات ديسكين بالإضافة لأقوال مشابهة من مئير داغان وغابي أشكنازي، تثير القلق، وفي الأساس تثير علامات استفهام كثيرة حول اعتبارات الممسكين بدفة الحكم عند اتخاذهم قرارات بعيدة المدى». 

وفي كل الأحوال فإن التساؤلات في إسرائيل كثيرة حول حجم الخلاف وانعدام الثقة الذي كان بين قادة الأذرع الأمنية الثلاث، رئاسة الأركان، الموساد والشاباك مع كل من باراك ونتنياهو. ويتوقع كثيرون أن تترك هذه التساؤلات آثارا كبيرة على النقاش العام الدائر في إسرائيل وخصوصا في أجواء الانتخابات المبكرة. ومن بين الأسئلة الهامة كيف غدا قادة الأذرع الأمنية أعداء للمستوى السياسي؟ وهل سيؤثر ذلك في التعيينات المقبلة، بحيث يغدو الولاء هو العنصر الأهم في التعيين وليس الكفاءة؟ 

الانتخابات المبكرة 

وفي هذه الأجواء، صب نتنياهو يوم أمس الزيت على نار الانتخابات المبكرة بإعلانه أن «كل مسألة تقديم الانتخابات ستتضح قريبا». وأضاف نتنياهو في جلسة وزراء الليكود ان «هناك افتراضا بأننا نقترب من الانتخابات، لكن ليست هناك استنتاجات بعد». 

وبحسب نتنياهو فإن أحزاب المعارضة تتنافس في ما بينها وتوحي بأنها راغبة في الانتخابات رغم أنها ليست كذلك في الحقيقة. واعتبر أن الحكومة تتمتع بتآلف داخلي وأن ذلك أسهم في تعزيز إنجازاتها. «وإذا كان بالوسع مواصلة ذلك فهذا حسن. لكن إذا تفكك التآلف ووصلت مطالب معينة من الميزانية فإنني لن أخضع للإملاءات». 

وأشارت وزيرة الثقافة، ليمور ليفنات إلى أن نتنياهو استهل كلامه أمام الوزراء بالحديث عن اتصالات يجريها بهذا الشأن مع أحزاب الائتلاف الحكومي. وكانت أنباء إسرائيلية قد تحدثت عن لقاء واتصالات أجراها نتنياهو مع زعيم كديما بشأن تقديم موعد الانتخابات. 

من جهة أخرى، كان وزير الخارجية ليبرمان، قد هدد على صفحته على «فيسبوك» بالانتخابات المبكرة. وكتب أنه قرر أن يضع مصلحة ناخبي «إسرائيل بيتنا» فوق اعتبارات سلامة الائتلاف الحكومي. وأشار إلى أن «الصبر نفد. والوعود ينبغي الوفاء بها. وواجباتنا تجاه الائتلاف أدّيناها، والآن بات على الائتلاف أن يفي بواجباته تجاهنا وتجاه ناخبينا. لسنا معنيين بتقديم موعد الانتخابات، وهذه ليست مصلحة إسرائيل القومية، ورغم ذلك نحن لا نخشى الانتخابات». 

من جانبه، أعلن زعيم «شاس»، إيلي يشاي أن حزبه جاهز للانتخابات. وأضاف «إذا كان رئيس الحكومة ووزير الخارجية يريدان الانتخابات فلا مشكلة لنا مع ذلك». 

ومن المقرر أن تفتتح اليوم الدورة الصيفية للكنيست التي يرى كثيرون أنها الدورة الأخيرة في عمر هذا الكنيست. ويذكر أن حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش بلور مشروع قانون لحل الكنيست وسيعرضه للتصويت في مستهل الدورة الجديدة. كما أن زعيم كديما، موفاز، دعا إلى تقديم موعد الانتخابات إلى شهر تشرين الاول المقبل. 

ويعتقد خبراء أن نتنياهو معني بخوض الانتخابات على أساس قانون طال الذي يتعلق بضوابط تجنيد المتدينين وليس على أساس الخلافات حول الميزانية. كما أن نتنياهو يخشى فقدان الشعبية التي يحظى بها الآن إذا طرأت تطورات داخلية أو خارجية في غير مصلحته. 

Script executed in 0.19862413406372