أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

القراءة سفر لا يفقد فيه الولد الحقائب

الثلاثاء 01 أيار , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,832 زائر

القراءة سفر لا يفقد فيه الولد الحقائب

 

تحب «تريشا» ذات الأعوام الخمسة، الرسم، غير أنها تعاني صعوبة في القراءة (دسلكسيا). لا تقدر تريشا على قراءة الكلمات بشكل صحيح وسريع، فتتعرّض لسخرية الرفاق في المدرسة. في الصفّ الثالث، قدم الأستاذ الجديد «فولكر» إلى المدرسة. يحبّ «فولكر» الأولاد كافة من دون تمييز. انتبه «فولكر» إلى مشكلة «تريشا» وساعدها في حلّها. وحين تمكّنت «تريشا» من القراءة، ذهبت إلى البيت وأحضرت كتاب جدّها وبدأت قراءته».

لا تشكّل هذه القصّة، «Thank you Mr. Falker»، ضرباً من الخيال، بل إنها حكاية الكاتبة «باتريسيا بولاكو» التي بعدما عانت صعوبة في القراءة، تفرّغت لكتابة قصص للصغار.

سردت المحفّزة على القراءة ميدا فريجي مقدسي هذه القصّة في «المكتبة العامة لبلديّة بيروت- مونو»، لتلامذة «معهد السيّدة سكيّنة» ضمن نشاطات «الأسبوع الوطني للمطالعة»، الذي يمتدّ حتى 3 من أيار.

يهدف اختيار القصّة هذه، وفق فريجي، إلى تغيير نظرة التلامذة إلى الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة من خلال فهم حالاتهم واعتبارهم أشخاصاً مختلفين، ولديهم حاجات إضافيّة وخاصة. تضيف فريجي أن المكتبة العربيّة تفتقر إلى القصص المكتوبة باللغة العربيّة التي تتوجّه إلى الأشخاص هـــؤلاء أو التــي تعالج حكاياتهم بنظرة منفتحة ودامجة.

أحبّت زينب سرحال (14 عاماً) القصّة خصوصاً أن «الأستاذ ساعد الفتاة فالمساعدة أمر جميل». تهوى زينب القراءة. أنهت منذ يومين حكاية «الفراشة الجميلة» حيث النملة أنقذت الفراشة. في المقابل، لا تقرأ سماح الزهر القصص كثيراً، تفضّل مشاهدة التلفزيون أو مساعدة أمّها في ترتيب البيت. في عصر الإنترنت والهواتف الذكيّة، يطلب الولد جهاز «آي باد» أو «آي فون»، بدلاً من كتاب.

تحمّل فريجي الأهل مسؤوليّة عدم اهتمام الصغار بالقراءة وفوائدها. تشكّل القراءة رحلة سفر تنقل الولد إلى بلدان وعوالم أخرى من دون إضاعة الحقائب ومن دون ثمن التذاكر. تنمّي القراءة خيال الأولاد وقدرتهم على التعبير. يتماهى الصغير مع الأبطال، يجد في القصّة ملامح شخصيته فيكتشف نفسه والآخرين.

يعتمد التشجيع على القراءة، وفق فريجي، إصطحاب الأولاد إلى المكتبات ومنحهم حريّة اختيار الكتب التي يرغبون في قراءتها. تختلف إهتمامات الأولاد من الرياضة إلى القصص البوليسيّة وغيرها. ويجب على الأهل تنميّة حبّ القراءة عند أولادهم كمتعة وليس كقصاص أو عقاب أو واجب دراسيّ يتجنبّون القيام به.


 

Script executed in 0.18905997276306