يأتي الكتاب نتاج عمل مشترك بين مؤلفين هما د. رياض قسيس ود. نبيل قسطه، سبق أن عملا في مؤسسات تربوية وإنسانية واجتماعية في لبنان وخارجه.
ويأتي الكتاب ليملأ فراغاً في المكتبة العربية ويعمل على إيجاد حل لهذا الأمر، بحيث يؤثر غياب الحوكمة سلباً في عمل كثير من المؤسسات التربوية في العالم العربي.
ويتناول موضوع الحوكمة، أو ما يسميه البعض ترشيد الحكم، ويعني به آخرون إدارة الحكم في المؤسسات الخاصة التي لا تتوخى الربح، ويتوجه الى أصحاب المؤسسات والعاملين فيها، سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص، مقدماً المعلومات والنصائح والإرشادات.
ولا يقف الكاتبان على منابر الوعظ، بل على أرض الواقع. ويمس الكتاب حياة الفرد، ويشجع على المسؤولية المجتمعية للأفراد وينمي الصدق والإنتاجية، ويحسن المساءلة والمسؤولية. ويشجع أفراد المجتمع على الانخراط بالعمل التطوعي الذي تفتقر إليه مجتمعاتنا العربية.
ما يميز الكتاب أنه يُعرف بحجم المسؤولية المناطة بمجلس الأمناء ودور الأعضاء وفي دعم ومساندة المدير التنفيذي ودور رئيس مجلس الأمناء.
ماذا لو أهملنا موضوع الحوكمة؟ يوضح د. قسطه لـ«السفير» ان عدم وجود الحوكمة أو ضعفها يؤدي الى الابتعاد عن تحقيق التنمية، فترتفع احتمالات الاتجاه نحو الفوضى والتحكم بمصائر الناس الى حد قمع الجهاز البشري للمؤسسة. وتكثر احتمالات انخفاض الإنتاج والاستخفاف بنوعية العمل، إذ يشعر العاملون بأنهم مهمشون وحقوقهم مهضومة.
ويؤكد انه من دون الحوكمة والقيم المرتبطة بها، لا سيما الشفافية، والمساءلة، والعمل المسؤول، تنعدم معها الاحتمالات لتوصل المؤسسة الى التنمية الحقيقية التي بمعزل عنها لا يمكن لأي شعب أن ينعم بالاستقرار والتطور، وينطبق هذا الواقع على جميع المؤسسات سواء كانت حكومية أم خاصة، أم دينية أو مدنية.
يبلغ عدد المؤسسة (الجمعيات الخيرية او الدينية أو النوادي والاتحادات التي تصنف في علم الإدارة بمصطلح المؤسسات غير الربحية) التي لا تتوخى الربح في لبنان نحو خمسة آلاف مؤسسة، وتفيد وزارة الشؤون الاجتماعية ان عدد المؤسسات التي لا تتوخى الربح في محافظة جبل لبنان وحدها يزيد على 1200 مؤسسة.
يعرض الكتاب للهيكلية العامة للمؤسسات التي لا تتوخى الربح، ويقدم نماذج عن الحوكمة التقليدية، والسياسية، والقيادية، والحوكمة المشاركة، ويتناول مسؤولية اختيار المدير التنفيذي ودعمه، ومسؤولية مجلس الأمناء الاستراتيجية، والعلاقة بين مجلس الأمناء والمدير التنفيذي.
ويخصص الكتاب الفصل الثاني عشر للحوكمة في الجامعات، كونها تبدأ من حفز التواصل بين مجلس الأمناء والهيئة التعليمية والطلاب والممولين. ومن اجل تفعيل الحوكمة المشاركة في الجامعات ينبغي ان تشمل المشاركة بعض قطاعات المجتمع أو المؤسسات المماثلة، أو جهات حكومية مُعينة. أما لماذا يجب مشاركة الهيئة التعليمية، فلأن أساتذة الجامعة هم بمثابة حماة المعرفة والبحث والنهج العلمي، والطلاب لأنهم يمثلون عنصراً أساسياً لنجاح الجامعة.
يطلق كتاب «سر الحوكمة الناجحة: نصائح عملية لمجلس الأمناء»، في لقاء يعقد، السادسة والنصف من مساء الأحد المقبل، في قاعة «الأسمبلي هول» في «الجامعة الأميركية في بيروت»، ويتحدث فيه القاضي غالب غانم، رئيس مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت أمين الداعوق، والأمين العام السابق لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. رياض جرجور.