أحاقدٌ؟ هل يريحُ الحاقد أمْ صار بالفحمِ وردُ الشِّعرِ يُكتسبُ؟! طربتُ حقاً لشعرٍ لستُ أنكرُه شعراً، ويُنكَرُ في إبداعِه الطرَبُ ! نزلتَ بالشعرِ – وهو الشعرُ ذروتُه - مستنقعاً عُكِستْ في طينِهِ الشهُبُ فارحمْ يراعَكَ لا تسكبْ حشاشتَه في الرملِ تَحسَبُ أنّ الرملَ مُنسَكَبُ أتبتغي صخَباً؟ هلّا التفتَّ - إذا ما كنتَ ملتفِتاً – فحوْلَكَ الصخَبُ ! حيثُ السماءُ فلا عينٌ تراقبُها وشهوةُ الطينِ خلفَ الطينِ تلتهبُ ! تقول: أجربُ، للفيّاض منبعُه طهراً وعدلاً. ففي أبياتِكَ الجرَبُ إنْ كنتَ تبغي دنانيراً، فإنَّ بما أنشدتَ يملأُ كلَّ السلّةِ العنبُ لكنْ سيلحقُ شعرُ الزيفِ صاحبَه كما يكونُ وراءَ اللاهثِ الذَنَبُ جلدتَ باءَكَ للعربانِ تمدحُهم قد حُقَّ للباءِ من جلّادِها الغضبُ أطاعكَ الشعرُ منقاداً لذي حذقٍ وطالما قادَ أحلى شعرِنا الكذبُ ! تَعصيكَ حالٌ أمامَ العينِ ماثلةٌ تُعاتِبُ الشعرَ. لكنْ يعتبُ العتبُ ! قد عشتُ حيث تعيشُ، لمْ أُرقْ دُرَري فأُنزلَ النجمَ حيث تنزلُ التُرَبُ ولو أردتُ، فما حرفي يطاوعُني تحت المنابرِ مرويٌّ ومُنتَجَبُ لكنْ يراعُكَ فالبترولُ (زيَّتَه) فما يسيرُ بمدحِ القومِ، بل يَثِبُ ! وهكذا كنتَ دوماً رعدَ قافيةٍ لا ينزلُ الغيثُ منها إنّما الحصَبُ الليلُ يجلبُ بعضَ الشمعِ مدَّعِياً طبعَ النهارِ، فماذا يجلبُ العطَبُ؟! والصبحُ صبحٌ، كفى بالشمسِ حجّتَه من ينكرُ الصبحَ حتماً عينُه حطبُ والغيثُ قد ملأ الأرجاءَ وانتعشتْ فكيف تُنكَرُ بعد الوابلِ السُحبُ ؟! مهما القوافي علتْ بالفنّ قلعتُها فبالتكسّبِ ذاك الصرحُ ينخربُ تحتَ المنابرِ لو ضمّختَ قافيةً بالدمعِ، ما حلَّ في أضلاعِكَ الخشبُ لكنْ لسانُك يا (بلعامُ) معتنقٌ طبعَ اللهاثِ، خصوصاً إن بدا الذهبُ ! امزجْ صديدَك بالأشعارِ تهرقُها عند الأعاربِ حيث النفطُ والرُطَبُ واجعلْ شراعَكَ نحو الحقدِ قافيةً تطوفُ بالجزُرِ الصمّاءِ تنتحبُ واركبْ جِمالاً عدتْ في شرّ قافلةٍ نحو اليهودِ تناغيهم وتنتسبُ !! تبّتْ قوافٍ إلى الأعرابِ وجهتُها والذيلُ للذيلِ طولَ الدهرِ ينجذبُ تنعى العراقَ ! وأولى كنتَ تنعاهُ إذْ سامَهُ الظلمُ من راعيكَ والسغَبُ سلمانُ كان بقربِ المصطفى ولقد أعطى الوسامَ له، لم يُعطَه العربُ ماذا؟ وربُّ العالمينَ قضى أنّ البساطَ إلى أهليهِ ينسحبُ مَن قد تمسّكَ بالثِّقلينِ ما افترقا في قلبِه، وقلوبُ الناسِ تنقلبُ إنْ رُمتَ حقاً فإنّ الحقَّ مشرقُنا هي الحقيقةُ قد فاضتْ بها الكتبُ ووِجْهةُ الغربِ – تدري أنتَ أوجُهَها - و مَن مدحتَ فنحوَ الغربِ قد ذهبوا ! مهما استطعتَ فقلْ في القبحِ تمدحُه يبقى هو القبحَ مهما قالت الخطبُ ! هذي فلسطينُ مغصوبٌ عروبتُها والغاصبون همُ صهيونُ والعربُ ! لمَ الثلاثُ هنا تُبكى بلا كللٍ؟ هناك أُخرى فلا تُبكى ولا تجبُ !! عجبتُ واللهِ من أَعرابِ مسخرةٍ، وأنتَ تمدحُهم، فذلك العَجَبُ ! دعْ عنكَ هذا، وقلْ للشعرِ معذرةً أطربتَنا، إنّما لا يشفعُ الطربُ |
َالكذبُ