الموضوع لان المسألة لم تتعلق بالحكام لانهم زائلون وغير باقين وانما الشعوب هي الباقية وهي التي سيقع عليها مغبة هذا الامر سواء كان سلبا او ايجابا.
وقد لاحظ العالم اجمع وعندما اراد الاتحاد الاوروبي توسيع عدد من دوله فان كانت الدول التي ترغب بالانضمام إلى الاتحاد قد ذهبت إلى
الشعب وعن طريق الاستفتاء لتأخذ رأيه في هذا الامر وقد وافقت بعض الشعوب بينما رفضته شعوب اخرى وهذا ان دل على شيء فانما يدل
على احترام حكومات هذه الدول لشعوبها لانها تولت الحكم برأي هذه الشعوب.
اما ما نشاهده اليوم من ظاهرة خطيرة في المنطقة الا وهي محاولة ابتلاع السعودية للشعب والارض البحرينية وضمها اليها وذلك من خلال
استعمارها عنوة وبغير رضى شعبها وبصيغة مفبركة ويلفها الغموض وذلك بدعوى الحفاظ على امن واستقرار البحرين.
وطبيعي عندما يكون الحكم وراثيا او اقطاعيا كما هو اليوم في البحرين ومشيخات دول الخليج الفارسي فانهم يدوسون رأي شعوبهم وارادتهم تحت اقدامهم لان المهم في الامر هو الاستمرار في استرقاق رقاب هذه الشعوب واستعبادها.
وطبيعي ان السعودية وفي خطوتها هذه تريد ان تستعمر شعوب المنطقة وتضعهم تحت اغلالها وأسرها لارادتها التي رفضها ولازال يرفضها
الشعب السعودي نفسه وبنفس الوقت فانها تسلب البحرينيين ارادتهم وتسقط سيادة بلدهم بحيث تصبح مستعمرة تابعة للارادة والحكم السعودي
وبذلك سيبقون يرزحون تحت نير الفتاوى التكفيرية وأولئك الآمرين بالمنكر والمتناهين عن المعروف، وان هذا الامر لايمكن ان يتأتى او يتحقق لانه سيواجه الرفض من بعض دول مجلس التعاون كدولة الكويت وعمان وقطر وقد تكون الامارات كذلك هذا من جانب ومن جانب آخر فان الشعب البحريني الذي عاش حياته مستقلا وسياديا لايمكن ان يرضى او يقبل ان تلفه العباءة السعودية ويصبح تحت ظلمها لما يراه ومما يعانيه شقيقه الشعب السعودي من معاناة وآلام تحت مظلته.
ولذا فان اتخاذ مثل هذه الاساليب القهرية والدكتاتورية ضد ارادة الشعوب سوف لن يكتب لها النجاح وقد اعلنت المعارضة البحرينية التي
تحتل الشارع بصمودها الرائع واصرارها على الانتصار والتي اربكت كل معادلات الوضع في البحرين مما دفعت بولي العهد بالذهاب إلى
واشنطن لاستجداء العون منها والتي ترشحت منها هذه الفكرة الخطيرة والتي لا سابق لها في المنطقة لايمكن ان تقبل او ترضى ان تخدش سيادة واستقلال بلدهم وارضهم التي عاشوا عليها وبذلوا من اجلها الغالي والنفيس وانهم سيقفون اليوم وهم اكثر اصرارا من قبل في افشال هذا المشروع الخياني الذي سيرتكبه الحكم الخليفي وسيكون النصر حليفهم حتما وباذن الله لان ارادة الشعوب اقوى من الطغاة والمجرمين.