الخلافات الضمنية بين الشيخ الأسير ومشايخ الدعوة السلفية في طرابلس وضعت جانباً ريثما ينجلي غبار معركة "الموقوف السلفي" فالقضية اليوم تتعلق بما هو اكبر من مصالح فردية، مجرد التواجد في ساحة النور في طرابلس يساهم في طي صفحة الخلافات ظاهرياً ومؤقتاً، الشيخ داعي الإسلام الشهال دفعته حادثة المولوي إلى تقبل وجود الشيخ الأسير في ساحات الإعتصام ولو على مضض، رئيس جمعية إقرأ السلفية بلال دقماق تناسى المعارك الكلامية التي دارت سابقا بينه وبين من نصب في الأمس القريب أميرا للمعتصمين في الإعتصام الذي أقامته عائلة الموقوف طارق مرعي، سقطت تهمة "السلفية الأمنية" التي اطلقها بكري بحق مناوئيه، وفي المقابل تغاضى دقماق عن إتهامه الشيخ بكري بأنه كناية عن "بالون إعلامي" لا أكثر ولا أقل.
إمام المسجد الصيداوي كان قد دعا بداية " أهل طرابلس الى ضبط النفس والصبر والتعالي على الجراح، كي لا يستدرجوا حيث يريد المتربصون بهم"، م أن "ما يجري في طرابلس خطر جداً"، رافضاً" الهيمنة على أي جهاز أمني من أجل استعماله لمصلحة أي فريق سياسي، سائلا "هل تتحرك الأجهزة الأمنية والقضائية، وتسائل المئات بل الآلاف الذين يدخلون إلى سوريا لدعم النظام السوري؟"،محذراً "من التمادي في التحريض على الطائفة السنية والإستخفاف بها، لأن ذلك لا يخدم العيش معاً، ونحن نريد العيش مع الجميع بسلام".
ولكن مع إنتصاف النهار وإصدار قاضي التحقيق مذكرة التوقيف الوجاهية بحق المولوي وجد الشيخ الأسير أن لا مفر من شد الرحال والتوجه شمالاً فكاميرات الإعلاميين ترصد كل شاردة وواردة في المدينة النازفة، ولا يمكن إستقطابها ببيان هنا أو مؤتمر صحافي من هناك مهما بلغت فيهما درجة التحريض والدعوة إلى إفتعال الإشكالات، وصل الشيخ إلى ساحة النور مباشرة وهناك دعا مباشرة "الى اقامة ضاحية شمالية على غرار الضاحية الجنوبية"، لكن يبدو أن هناك من عمل على إقناع الشيخ الأسير بعد إعتماد هذه العبارة في البيان الرسمي الذي صدر عنه".
مع وصول الشيخ الأسير إلى طرابلس شهدت المعركة تطوراً لافتاً تمثل بدخول قذائف الهاون والب 10 على خط الإشتباكات، حماوة المعركة الميدانية إنعكست تململاً من قادة الإعتصام وحده الشيخ سالم الرافعي بقي على حيرة من أمره بحسب مصادر مشاركة في الإعتصام، فالشيخ يدرك ان لا مجال للعودة إلى الوراء خصوصاً وأنه كان سباقاً في الدعوة إلى إطلاق سراح المولوي، الشيخ أصبح يبدي تخوفاً من إمكانية تحميله كل ما حدث وهو بحسب شخصية سياسية طرابلسية لا يفقه بهذه الأمور ويكتفي بالتوجيه الديني لكن أحدا ما ساهم في جره إلى معركة لا ناقة لها ولا جمل، والأنكى وقف في ساحة النور متخوفاً من إشتعال فتيل الإشكال بين مشايخ الصف الواحد فحادثة إلغاء إحتفال الشيخ الأسير في طرابلس لا تزال عالقة في الأذهان، وبالتالي لا يريد أن يكون تحت رحمة مطرقة الأسير أو سندان الشهال".
مصدر مشارك في إعتصام السلفيين رأى أن "الخلافات التي ظهرت بين أفرقاء الحلف السياسي الواحد في طرابلس لم تقتصر على صراع مشايخ الدعوة السلفية على النفوذ، بل أصابت نواب تكتل المستقبل فمحمد كبارة أراد رفع الإعتصام والضغط سياسيا للإفراج عن الموقوف الإسلامي، لكن زميله معين المرعبي لاحظ أن نية السلفيين تتجه نحو التصعيد فحاول ركب موجتهم بتحميله الجيش اللبناني مسؤولية الإشتباكات".