أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

طرابلس فوق صفيح ساخن: سباق بين الهدنة والتفجير

السبت 19 أيار , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,668 زائر

طرابلس فوق صفيح ساخن: سباق بين الهدنة والتفجير

أقفل الأسبوع الأمني على طرابلس، من دون أفق واضح لانتهاء أزمة المواجهات المسلّحة المزمنة في مناطق الجرح التاريخي، التي كالعادة أقفلت على زغل، من دون أن يعرف أحد لماذا اندلعت أو لماذا توقفت أو ستندلع مجددا؟. 

المخاوف في طرابلس لا تزال قائمة، خصوصا أن وقف إطلاق النار الساري المفعول برغم الخروقات المتقطعة، لم يحمل أية تطمينات، ولم يسهم في إزالة مظاهر التوتر، ما يشير الى أن اندلاع المواجهات قد تتجدد في أي لحظة. 

فالمواجهات التي اندلعت فجأة لم يؤسس لها رمي القنابل اليدوية الليلية كما كان يحصل في كل مرة، ولم تنتج عن احتكاك مباشر بين المتنازعين، ولم تسهم في تأجيجها مسيرة ضد النظام السوري، وطبعا هي لم تكن وليدة الاحتجاج على توقيف شادي المولوي. 

كما أن دخول الجيش اللبناني الى المحاور الساخنة وتوقف إطلاق النار لم يفض الى عودة الحياة الى طبيعتها، بالرغم من مرور 36 ساعة على ذلك، ما يشير الى قرار كبير بإبقاء هذه الساحة مفتوحة على التوتر. 

كل ذلك يطرح مخاوف مضاعفة حول المشروع الأمني الذي يحضّر لطرابلس؟ وأين سينتهي؟ وما هي أهدافه؟ وهل حرب الأسبوع الأول وما حصدته من تسعة قتلى ونحو 90 جريحا لم تحقق أهدافها؟ ومن هي الجهة التي تتلاعب بأمن المدينة؟ ومن هو المسؤول عن هذا الكم من الشائعات الحربية التي تجعل المواطنين يلزمون منازلهم؟.. 

ويبقى السؤال الأبرز، هل يوجد قرار سياسي فعلي بالتهدئة؟ وهل القوى الأمنية على اختلافها جادة في ضبط الأمور؟ وإذا كان الأمر كذلك لماذا تمّ سحب وحدات قوى الأمن الداخلي من المدينة؟ ولماذا لم يقم الجيش اللبناني بقمع أعمال رفع المتاريس الناشطة في المنطقتين. 

إضافة الى كل ذلك، من يعمل على توتير الساحة العكارية؟ وما هي تداعيات يوم غد الأحد حيث ستشهد حلبا تحركين مضادين للحزب السوري القومي الاجتماعي في ذكرى شهدائه، ولـ«تيار المستقبل» بذكرى أحداث 7 أيار 2008؟ ألا يستدعي أمن عكار وأهلها أن يبادر الطرفان الى وقف أية تحركات استفزازية؟ أم أن المطلوب أن تمتد المواجهات المسلحة الى كل الخط الشمالي؟ 

وكان اللافت للانتباه، في الأمس، اعلان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار عن إصدار فتوى شرعية واضحة وصريحة تحرّم استخدام السلاح، وتحرّم الاقتتال، في حين سارع النائب محمد كبارة الى شارع سوريا مساء امس لوضع حد لأعمال رفع المتاريس التي كانت جارية عند المناطق المواجهة، فيما كان الجيش يسيّر دوريات مؤللة متقطعة في الشارع. 

وأشارت المعلومات الى أن كبارة بعد نقاشات مطوّلة، توصل مع أبناء التبانة الى تسوية تقضي بإزالة المتاريس، وتم الاستعانة بالجيش، وخلال بدء أعمال الازالة ألقيت قنبلة يدوية قرب جامع الناصري قال أبناء التبانة أن مصدرها جبل محسن. 

وفي اتصال مع النائب كبارة قال لـ«السفير» إن السلطة ما زالت تتآمر على طرابلس، وهناك مؤامرة على أمن أهلها، كنا بدأنا بازالة المتاريس، فاذا بقنبلة يدوية ترمى على شارع سوريا قرب جامع الناصري، ولم يرد الجيش على المصدر الذي أطلقت منه القنبلة، وأنا أحمّل السلطة السياسية والجيش المسؤولية الكاملة عن حماية أهلنا في التبانة. 

في غضون ذلك، أشارت مصادر في «الحزب العربي الديموقراطي» الى «أن شبانا من جبل محسن كانوا يقومون بازالة بعض الدشم مع الجيش اللبناني فجرى استهداف المنطقة بقذيفة «إنيرغا»، كما سقطت قذيفتان في ساحة الأميركان». وأشارت المصادر الى أن انفجار القذائف أصاب ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة، مؤكدة أن هناك «طابورا خامسا» يسعى للتفجير. وأشارت معلومات أخرى الى أن الجيش اللبناني قام بتفجير قنبلتين يدويتين غير منفجرتين في المنطقة بعدما تعذر عليه رفعهما من مكانهما. 

اعتصام الاسلاميين 

من جهة ثانية، تعاطى المعتصمون الاسلاميون بكثير من الايجابية مع قرار القاضي صقر صقر برد تخلية الموقوف شادي المولوي، فبقي الاعتصام من دون قطع للطرقات، لكن في الوقت نفسه، قدّم الاسلاميون عرضا جديدا لقوتهم في ساحة عبد الحميد كرامي من خلال إقامة صلاة ظهر الجمعة، حيث احتشدوا وملأوا أرجاء الساحة، فيما أعلن الشيخ سالم الرافعي أن التحقيقات تسير بوتيرة متسارعة، وبشكل عادل وأمام المحامين المكلفين، ويبدو أن ملف شادي المولوي فارغ، لذلك نعتقد أنه سيتم الافراج عنه بعد الجلسة المقررة يوم الثلاثاء المقبل، مؤكدا أنه إذا كان متورطا فنحن لا نحمي متورطين، أما إذا كان بريئا فلن نرضى أن يبقى ساعة واحدة في السجن. 

وقال الرافعي «إن قطع الطرق في مدينة طرابلس لا يخدم أهلها ولا مصالحهم، بل يخدم المشروع المعادي للمدينة، والذي يصورها دائما كأنها قندهار أو تورا بورا». 

ودعا جميع الاطراف في طرابلس بمن فيهم أهالي جبل محسن الى»التلاقي وتوقيع معاهدة تحرّم التقاتل وتنبذ العنف وتسمح لأهالي طرابلس بالعيش بسلام». 

بعد الصلاة، تحدث الشيخ محمد إبراهيم باسم «حزب التحرير»، فأكد على تحويل «ساحة النور» الى «ميدان تحرير»، إذا استمرت هذه الأساليب الملتوية في توقيف الشباب المسلم، كما ستنتقل هذه الاعتصامات الى كل ساحات لبنان. 

الى ذلك، أدى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الصلاة في جامع الصدّيق المجاور لساحة عبد الحميد كرامي وسرايا طرابلس، وألقى مدير مكتبه الشيخ ماجد درويش خطبة شدد فيها على «ضرورة أن تكون الدولة عادلة، ودعا الى بت قضية الموقوفين الاسلاميين في سجن روميه، كما طالب بالانماء المتوازن لمدينة طرابلس.


Script executed in 0.19794988632202