أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الشيخ قاسم : لا نفهم كيف يمكن أن يكون الخروج من السلطة سبباً لتخريب لبنان على رؤوس الجميع

الخميس 24 أيار , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,870 زائر

الشيخ قاسم : لا نفهم كيف يمكن أن يكون الخروج من السلطة سبباً لتخريب لبنان على رؤوس الجميع

توجه نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم الى "الباحثين عن مخرجٍ لسلاح المقاومة"، بالقول :"لا تتعبوا أنفسكم، سلاح المقاومة باقٍ ما دامت إسرائيل موجودة وتشكل خطراً علينا يريد أن يبتلع المنطقة بأرضها وبشرها واقتصادها وثقافتها وإمكاناتها وهذا ما لا يمكن أن نقبل به".

 

اضاف : "المقاومة مستمرة، وما لم تكن المقاومة العسكرية موجودة ضد إسرائيل لا قيمة لأي مقاومة أخرى، وعندما تكون المقاومة العسكرية موجودة عندها كل مقاومة أخرى فخرٌ وعزٌ وتأثير كبير، لأن جميع أنواع المقاومات تستمد من المجاهدين ومن دمائهم فتقوى بقوتهم وتنتصر بانتصارهم، وتشكل مع المقاومة العسكرية الانتصار الحقيقي النهائي على إسرائيل".

 

 

 

وتابع :" سلاح المقاومة أنجز التحرير، أما سلاح الزواريب فهو سلاح فتنة وتخريب للبنان"، وقال :"نحن مع سلاح المقاومة ولسنا مع سلاح الزواريب، ونحن واضحون بأن البوصلة هي إسرائيل، وأن هذا السلاح في مواجهة إسرائيل، ولبنان يعلم تماماً أن مكانته ببركة هذه المقاومة وسلاحها، أما من يقول لنا استريحوا وانتهى دوركم، نقول لهم: من أنتم حتى توزعوا الأدوار؟ ومن كلفكم أن تعطونا الاستراحة؟ بل من قال لكم أننا تعبنا؟ نحن نتعب من وجود إسرائيل ولا نتعب من مقاومتها حتى ولو ذهب آخر واحد منا وسقطت آخر قطرة دم، فإن الحياة والحيوية سيبقيان إن شاء الله لإسقاط المشروع الإسرائيلي".

 

وأشار سماحته الى وجود مشروعين في المنطقة اليوم :" مشروع مقاومة إسرائيل، ومشروع تثبيت وجود إسرائيل، وكل المشاريع الأخرى تدور حول هذين المشروعين"، مشيرا الى انه "على القوى أن تختار بين أن تكون في مشروع المقاومة أو في مشروع إسرائيل، فمن رفض مشروع إسرائيل لا بدَّ أن يتقاطع مع مشروع المقاومة، الذي يقتضي بقاء السلاح واستمرار المواجهة مع إسرائيل حتى لا تتجرأ لغزونا والعدوان علينا، وأن نُبقي إسرائيل حذرة من أي حماقة عدوانية".

 

اضاف الشيخ قاسم :"من هنا نقول لأولئك الذين يطالبون بإسقاط السلاح المقاوم، انهم يطالبون بإسقاط المقاومة، يعني أنهم يقبلون بحرية حركة إسرائيل واحتلالها، وأنهم يضعون لبنان في فم التنين الإسرائيلي لتسقط كل الإنجازات التي حصلت حتى الآن ببركة المقاومة ودماء الشهداء، وهذا ما لا يمكن أن نقبل به".

 

 

واستغرب سماحته كيف أن حزب "المستقبل" فقد صوابه بالكامل منذ أخرج من السلطة منذ حوالى سنة، قائلا:" نحن نفهم أن يعترض الإنسان على خروجه من السلطة، ونفهم أن يتألم لبعض الوقت وأن يعبر عن ألمه بطريقة حضارية، لكن لا نفهم كيف يمكن أن يكون الخروج من السلطة سبباً لتخريب لبنان على رؤوس الجميع من دون استثناء، هل يستحق الخروج من السلطة كل هذا التخريب والضوضاء والشتائم؟ هل يستحق الخروج من السلطة كل هذه الفوضى وكل هذه النعرات والتحريض المذهبي والطائفي؟ إذا كنتم تقولون بأنكم مع صناديق الاقتراع فصناديق الاقتراع قالت كلمتها في سنة 2009، ووافقنا عليها ولكن انقلبت المعادلة بطريقة أو بأخرى، وصناديق الاقتراع نفسها هي التي أوصلتنا إلى حكومة لستم فيها، فعليكم كما احترمنا صناديق الاقتراع أن تحترموها، هي نفسها التي جاءت بكم ثم جاءت بمخالفيكم، ولكنكم لا تقبلون رأي الشعب، ولا تقبلون استفتاء المواطنين، هل يتم التعبير عن الرفض بهذا العمل، وبضرب الاستقرار، وبمخالفة بناء الدولة وحفظ مؤسساتها، للأسف أننا أمام واقع غير صحي وغير سليم".

 

 

 

وعلق الشيخ قاسم على الأحداث الاليمة في الشمال وبيروت ومناطق لبنانية عدة خلال الايام الماضية، مشيرا الى انها "كشفت حجم الأخطار التي تحيط بلبنان"، داعيا لأن تتم المعالجة بشكل جدي، من خلال التعاطي مع الأسباب لا مع النتائج". وشدد سماحته على "ضرورة قبول الجميع بحق الاختلاف السياسي، والابتعاد عن التحريض المذهبي والطائفي والمناطقي، لمصلحة النقاش السياسي الموضوعي والبناء"، وقال :"ليعرض كل منا قناعاته أمام الناس، ولنترك الناس لخياراتها الحرة من دون ضغوطات، ومن دون عمل قسري". ودعا للتوقف عن لغة الشتائم والأكاذيب، ليرى الناس حقائق الأمور ثم يحكموا عليها بعد أن يروها، بعيداً عن المزايدات، وبعيداً عن تشويه الحقائق". مشددا على ضرورة أن تبسط الدولة سلطتها على كل مناطق لبنان، وتؤمن الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني لجميع المواطنين، فلا فرق بين مكان وآخر بسبب الانتماء المذهبي أو الطائفي أو المناطقي، فالدولة للجميع وعلينا أن نكون تحت هذا السقف، والجيش للجميع وهو ضمانة الأمن والسلم الأهلي.

 

تابع الشيخ قاسم :" لبنان وطنٌ للجميع وليس مزرعة لأحد، ومن كان حريصاً على لبنان يحميه ولا يخربه، ويمد اليد للآخر ليتعاون معه، ولا يدخل في لعبة الزواريب المسلحة، ولا يلعب بلغة التحريض التي لا تؤدي إلا إلى الخراب والدمار، من يريد مصلحة لبنان يعمل ليكون لبنان للجميع".

 

 

 

وختم سماحته بالدعوة الى الكف عن زج لبنان في الأزمة السورية، معتبرا انه "من حق كل طرف أن يقول رأيه في الأزمة السورية على المستوى السياسي، لكن أن يصبح لبنان معبراً من أجل التدخل في قضايا سوريا، وتغيير المعادلات في الداخل من البوابة اللبنانية، والمدد الدولي والتآمر الدولي الإقليمي، فهذا أمرٌ لا نقبل به"، وشدد على انه "من المهم أن لا يكون لبنان معادياً لسوريا، وان لا يتدخل في شؤونها"، موضحا انه "علينا أن نترك للشعب السوري وقياداته أن يرتبوا أوضاع بلدهم من دون تدخل أجنبي مبني على حسابات لا تخدم هذا الشعب"، وقال :"لطالما حذرنا من استخدام لبنان معبراً أو مقراً ضد سوريا، فهذا مطلب أمريكي غربي لا ينفع سوريا ويخرب لبنان".

 

ودعا سماحته الى الالتفات ان "واجبنا أن نحمي هذا البلد، من الجنوب إلى البقاع إلى الشمال إلى الجبل إلى بيروت، وكلنا يعلم أن بيروت عاصمة المقاومة في المنطقة العربية بأسرها لا تستحق أن تخرب، ولا تستحق أن يلعب البعض بأمنها، يجب أن تبقى بيروت العروبة، وبيروت الوطن، وبيروت المساهمة في نهضة فلسطين، وبيروت التي تعمل بشكل واضح لنصرة القضايا العادلة في لبنان وفي المنطقة، هكذا نراها وهكذا نتطلع إليها".

 

كلام الشيخ قاسم جاء خلال الاحتفال الذي نظمه حزب الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في ثانوية المهدي – الحدث. 


Script executed in 0.19411706924438