ففي الوقت الذي تعمد سلالة «آل خليفة» الحاكمة في البحرين، إلى مواصلة اعتقال المتظاهرين من أجل الديموقراطية، ومواجهتهم بقنابل الغاز، واقتحام منازلهم وطردهم من مراكز عملهم، كانت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تمد السجادة الحمراء لاستقبال ولي العهد البحريني، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، قبل أيام.
هل هناك أعمال قتل وقمع ذات علاقة بالربيع العربي، تجري في البحرين؟ وزيرة خارجيتنا، هيلاري كلينتون تقول: «بالطبع لا. تلك هي مسائل داخلية بحتة».
على أرض الواقع، هذا يعني أن الوزيرة كلينتون تتبنى الرواية الرسمية البحرينية، بأن كل ما يجري هناك من فظاعات إنما يحصل بسبب المتظاهرين، ولا علاقة للحكم به، الذي لم يتوقف، منذ أكثر من عام، عن تدمير مساجد الشيعة، واعتقال الناشطين السلميين وقتلهم.
وإذا كان عدد القتلى في البحرين أقل من عدد القتلى في سوريا، مثلاً، فهل هذا يعني أن البحرين «مختلفة» جذرياً عن سوريا؟ نعم! لأن البحرين تحوي قيادة الأسطول الخامس الأميركي، وتساهم في بسط النفوذ العسكري الأميركي في الخليج وفي احتواء إيران، بحسب قول «نوم مالينوفسكي»، مدير مكتب حقوق الإنسان في واشنطن.
أما هيلاري كلينتون فتقول: «البحرين شريك مهم للولايات المتحدة. نحن شركاء في ما يتعلق بالعديد من القضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك بالنسبة إلى بلدينا، وبالنسبة للمنطقة والعالم. ولقد ناقشت مع صاحب السمو الملكي، عدداً من القضايا التي تهم دولة البحرين داخلياً وخارجياً، وأبديت بعض التفهم للجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة البحرين. وأكرر ترحيبي بسموه في واشنطن».
هذا، ولم يصدر عن إدارة أوباما أي كلمة بشأن اعتقال الناشط البحريني في مجال حقوق الإنسان «نبيل رجب»، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه «أسير ضمير»، وطالبت بالإفراج عنه فوراً.
إن الثنائي الأميركي (كلينتون ـ رايس) الذي يتحدث دائما عن «مسؤولية حماية المواطنين»، يتجاهل هذا المبدأ عندما يتعلق الأمر بالمتظاهرين المدنيين في البحرين، وهم في غالبيتهم من الشيعة، ويطالبون فقط بالحصول على أبسط حقوقهم المدنية، ولا يحظون بأي حماية منذ أكثر من سنة.
إن كلمة واحدة من كلينتون أو أوباما لآل خليفة، تكفي كي يتوقف هؤلاء عن أعمالهم القمعية، واستخدام شرطتهم المرتزقة من الباكستانيين والسوريين واليمنيين، ولإطلاق سراح آلاف المعتقلين، وإعادة آلاف العمال إلى مراكز أعمالهم التي طُردوا منها لأنهم «مخرّبون» بحسب مزاعم السلطة.
بيبي إسكوبار