أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"حزب الله" أحيا ذكرى الشهيد احمد يحيى في رشاف

الخميس 24 أيار , 2012 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,442 زائر

 "حزب الله" أحيا ذكرى الشهيد احمد يحيى في رشاف

أحيا "حزب الله" الذكرى السنوية للشهيد الشيخ أحمد يحيى "أبو ذر" بمراسم تكريمية أمام ضريحه في بلدة رشاف الجنوبية، في حضور نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الله الشيخ نبيل قاووق، رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ احمد الزين، راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، مختار حاصبيا الشيخ أمين زويد، عائلة الشهيد ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية، وفاعليات وشخصيات سياسية وثقافية واجتماعية، ولفيف من العلماء وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة.

 

بعد النشيد اللبناني ونشيد الحزب، أدت ثلة من المجاهدين قسم العهد والولاء بالمتابعة على نهج المقاومة والشهداء والقادة، ثم وضع إكليل من الزهر على ضريح الشيخ الشهيد.

وألقى الشيخ قاووق كلمة حيا فيها الشهداء و"جميع الذين يكملون دربهم ويحفظون دماءهم وانجازاتهم"، معتبرا أن "تحرير أرضنا واستعادة كرامتها كان بفضل سيل من دماء خيرة أبطالنا وشبابنا الذين أنجزوا النصر، وهو نصر أعظم ما فيه انه انتصار لكل اللبنانيين من مسلمين ومسيحيين وحدتهم المقاومة، بعد أن حاولت إسرائيل أن تباعد بينهم، وهو انتصار أخلاقي وإنساني وحضاري قبل أن يكون عسكريا أو أمنيا، معاهدا ب"استكمال الطريق لتحرير كل حبة تراب محتلة لا يكتمل التحرير من دونها، من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا". 

 

ورأى أن "إسرائيل لا تزال تشكل خطرا حقيقيا على السيادة والكرامة وعلى جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم، وأنها تستهدف الجميع فالسيادة والكرامة لا تتجزأ"، داعيا "قوى 14 آذار لأن تعتبر أن التحرير إنجاز لجميع اللبنانيين، وأن إسرائيل عدو لنا جميعا واستراتيجية المقاومة ضرورة وطنية لاستكمال التحرير وحماية السيادة والكرامة، لاستنقاذ حقنا في النفط الذي تريد اسرائيل أن تحتله".

 

ودعا "قوى 14 آذار في هذه المناسبة الوطنية الجامعة الى موقف وطني مسؤول، برفع كل السلاح من الزواريب والشوارع وليكن السلاح الذي استخدم في طرابلس والطريق الجديدة والمناطق جزءا من الاستراتيجية الدفاعية للبنان، وتكن له وجهة واحدة وهي العدو الاسرائيلي، لحماية عناصر قوة لبنان المتجسدة بالوحدة الوطنية والجيش الوطني".

 

ورأى أن "المعارضة الاسرائيلية تفاهمت مع نتنياهو لتقوية الموقف الاسرائيلي في حين أن المعارضة في لبنان تعلن ان استراتيجيتها هي الفوضى والتوتير والتحريض حتى اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي"، معتبرا أن "المطلوب أمام المخاطر الاسرائيلية والتحديات الإقليمية والدولية، تقوية موقف لبنان لا إضعافه".

 

وختم: "نحن حرصاء جدا على إبعاد لبنان عن آتون النار المشتعلة في سوريا، وأن عنوان المشكلة اليوم ليست في خدمة النازحين السوريين إنسانيا واجتماعيا، إنما تكمن في ان المسلحين السوريين جعلوا من بعض المناطق اللبنانية مقرا لانطلاق عملياتهم العسكرية ضد الجيش السوري. وندعو إلى الإتفاق بين قوى 8 و 14 آذار على موقف وطني مسؤول بعدم السماح بتحويل لبنان إلى مقر لهؤلاء المسلحين، لنعزز الوحدة الوطنية ونحمي الإستقرار السياسي والأمني".

 

الحاج

وألقى راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج كلمة دعا فيها إلى "العودة إلى لغة العقل والمحبة والتفاهم والحوار والتمسك بثوابتنا الوطنية والتي أولها الوحدة الوطنية التي يجب أن تكون شغلنا الشاغل في هذه الايام".

 

وأشار إلى أننا "عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية يجب علينا ان نتمسك بالدولة وبمؤسساتها وعلى رأسها مؤسسة الجيش اللبناني لأننا لا نستطيع أن نكون فعلا لبنانيين من دون دولة ووطن ووحدة"، وتوجه إلى الجميع ب"التمني بالعودة إلى أصالتنا للعمل سويا لإنهاض هذا الوطن مجددا وجعله وطنا يستحق العيش".

 

واعتبر أن "هذا وطن فريد في العالم، فهو وطن العيش معا، ووطن الرسالة الفريدة، حيث تتواجد العائلات الروحية وتتفاعل وتتقاسم المسؤوليات في الدولة، وأن المطلوب من الجميع أن نشبك الأيدي بعضنا ببعض، ونعمل سويا لكي نجتاز هذه الأزمة التي نمر بها لنعود ونبني لبنان ونجعله وطنا مميزا في العالم".

 

زويد

ثم ألقى مختار حاصبيا الشيخ أمين زويد كلمة حيا فيها "رشاف والمنطقة الغنية بالأبطال والمناضلين والمقاومين الشرفاء، ومجموعة كبيرة من أرواح شهدائنا الذين أضاءوا لنا طريق الحرية والعزة والكرامة، والرجال الذين صنعوا لنا النصر وحرروا الارض وأعادوا اسرانا والحرية والعزة والكرامة، وكتبوا لنا تاريخا مشرفا لم تعرفه هذه المنطقة من قبل".

 

وتقدم الشيخ زويد بالتهنئة بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير الجنوب، مشيرا إلى أننا "جميعا نحتفل بهذه المناسبة المباركة"، موجها التحية "لشهدائنا الابطال وللمناضلين والجرحى والأسرى في السجون الإسرائيلية لا سيما الأسرى الفلسطينيين"، مشددا على أن "فلسطين لنا وليس للصهاينة الذين هم مرتزقة من جميع انحاء العالم وقد أتوا ليرتكبوا أبشع المجازر بحق شعبنا الفلسطيني".

 

وقال:" منذ 64 عاما والعدو الاسرائيلي يرتكب أبشع المجازر والمذابح بحق شعبنا، ويدمر المنازل ويعتقل الآلاف من أبطالنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا، وحتى اليوم لم نسمع كلمة استنكار واحدة من دول كبرى تدعي حماية حقوق الانسان، ومن دول عربية باعت نفسها للشيطان".

 

الزين

بدوره، ألقى رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد الزين كلمة شدد فيها على "الإلتقاء والعمل الجاهد على الوحدة الوطنية ولأن نكون مع اخواننا المسيحيين في الوحدة الوطنية التي نحمي من خلالها بمقاومتنا التراب اللبناني والمياه اللبنانية في مزارع شبعا وكفرشوبا ومياه الليطاني والأولي والحاصباني".

 

وقال:"نحمي هذا كله بمقاومتنا من الناحية العلمية وليس العاطفية، فالمقاومة بأسلوبها العسكري العلمي استطاعت أن تلحق بالعدو الأذى والضرر، في حين أن العدو لا يستطيع العدو ذلك، وهي بهذا الأسلوب تستطيع واستطاعت ان تحقق النصر، وليس من خلال اجتماع الجيوش وانما بأسلوب المقاوم الذي يضرب ويختفي".

 

ودعا "الوطنيين من مسلمين ومسيحيين إلى أن يتوحدوا حول المقاومة الاسلامية المسيحية وحول الوحدة الوطنية، وان يلتقوا على سلاح المقاومة ليبقى ويستمر سلاحا للدفاع عن شرفنا وكرامتنا وأعراضنا وترابنا ومياهنا، لا على السلاح الذي يرفع بين الزواريب والأزقة، والذي يجب أن يسحب. بهذا بإذن الله سنستمر، بمقاومتنا وبسلاحها لتحقيق النصر وصولا الى القدس الشريف لنصلي في المسجد الأقصى وفي كنيسة القيامة".

 

نبذة عن الشهيد

ووزعت العلاقات الاعلامية في "حزب الله" نبذة عن الشهيد وفيها:

"الاسم الثلاثي: أحمد حمد يحيى.

الاسم الجهادي: أبو ذر.

تاريخ ومحل الولادة: رشاف - 7/2/1958م.

الوضع الاجتماعي: متأهل وله أربعة أولاد.

تاريخ الاستشهاد: 25-5-2000.

المستوى العلمي: جامعي / حوزوي.

 

ولد الشهيد الشيخ أحمد يحيى في قرية رشاف الجنوبية عام 1958، ونشأ في منزل متواضع وسط أسرة تعيش حياة قروية، حيث كان والده يعمل في زراعة التبغ ليعيل أسرته.

تميزت طفولة يحيى عن بقية أترابه في القرية، إذ كان الفتى الوحيد الذي يصلي في المسجد، وكان معظم رواد المسجد من الرجال كبار السن، وغالبا ما كان يجمعهم الشهيد حوله؛ يقرأ لهم الأدعية، وما تيسر من سور القرآن الكريم.

عام 1978، وعلى أثر المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في اجتياحه الأول، وبعد استشهاد والده على أيدي الأعداء الصهاينة، الذين عمدوا إلى قتله ورميه في البئر، هجرت عائلة الشهيد من القرية، وسكنت في بيروت، وصار الشهيد معيلا لأمه وإخوته ومسؤولا عنهم. في بيروت تابع دراسته الثانوية، ثم انتسب إلى إحدى الجامعات اللبنانية، وصار ينسق وقته ما بين العمل والدراسة.

عام 1982م أدى الشهيد يحيى مناسك الحج، ثم سافر إلى الجمهورية الإسلامية ليدرس العلوم الدينية في مدينة قم المقدسة.

تميز الشهيد بروحه المرحة، وببسمته الدائمة، وبتواضعه الشديد مع مختلف شرائح الناس، وكان زاهدا في متاع الدنيا، عابدا، عاشقا لله، وعرف بروحانية عالية سعى من خلالها إلى محبوبه فوصل.

 

عاد الشيخ أحمد إلى لبنان عام 1986م، وكانت لحظة العودة هي لحظة الانطلاق إلى محاور الجهاد؛ فشارك في الكثير من العمليات الجهادية، وكان مثالا رائعا وقدوة في علاقته مع المجاهدين، الذين كانوا يأنسون بوجوده. وقد شارك الشهيد أبو ذر بتشييع حوالي ثلاثمائة من إخوانه المجاهدين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

 

في الثاني والعشرين من شهر أيار عام 2000 م، دخل الشيخ أبو ذر إلى رشاف دخول المشتاق الفاتح، وكانت قوات الاحتلال لا تزال متحصنة في أحد المواقع على مشارف البلدة، فتعرض لإصابة بليغة نقل على أثرها إلى إحدى المستشفيات في صيدا للمعالجة، ورقد فيها ثلاثة أيام، إلى أن ارتفع إلى بارئه شهيدا في سبيل الله، متأثرا بجراحه، وكانت شهادته المباركة في يوم التحرير، في 25 أيار عام 2000م، ذلك التاريخ الذي صرح الشهيد بأنه يخشى أن يحرمه فرصة الشهادة، لكن الكرامة كانت أن يرى النصر وينال الشهادة معا".

Script executed in 0.18045592308044