أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تركيا مستمرة في مفاوضات "المخطوفين"

الأربعاء 30 أيار , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,488 زائر

تركيا مستمرة في مفاوضات "المخطوفين"

علمت "السفير" من مصدر رسمي لبناني، أمس، أن مراقبة المخطوفين اللبنانيين الـ11 قد بدأت من لبنان، قبل سفرهم إلى إيران عبر الأراضي السورية ـ التركية، إلا أن الخاطفين تعمّدوا تنفيذ عمليتهم في طريق عودة الحافلتين، وليس في أثناء الذهاب، للتمويه الأمني والسياسي.

وفق المصدر الرسمي، الذي رفض التوسع في تفاصيل معلوماته، فإن "عملية الخطف مخطط لها، وهدفها "زجّ البلاد في الصراع المذهبي، خصوصاً بعدما أظهرت معطياتهم أن المناخ جاهز لهذا الصراع".

وتكشف المعلومات الرسمية أن "إحدى الدول الأوروبية، قامت بالتواصل مع المحكمة الدولية، مطالبة بالتدقيق في أسماء المخطوفين الـ11، فكان جواب المحكمة: لا أحد من هؤلاء مطلوب".

وأشار المصدر إلى أن "إحدى الدول الأجنبية قد نفضت يدها من قضية المخطوفين اللبنانيين، بعدما أدّت دوراً إيجابياً في الموضوع"، فقد اعتبر أن "انسحاب الرئيس سعد الحريري من المفاوضات لا يعفيه من المسؤولية". 

وثمة خشية في الدوائر الأمنية اللبنانية، وفق المصدر، من افتعال الخاطفين اشتباكات مسلّحة مع الجيش النظامي السوري، "ترمي إلى إخفاء أي اعتداء حاصل سلفاً بحق المخطوفين، من خلال اتهام النظام السوري بأن الاعتداء وقع بسبب الاشتباكات التي نفذها، خصوصاً أن الخاطفين يحاولون التلميح، تباعاً، إلى أنهم يتعرّضون للقصف". 

وبينما رفض المصدر التوغل في المعلومات الآنية، سواء عن المخطوفين أو الخاطفين، فقد أشار إلى أن الخاطفين "عثروا على وشم موسوم بشعار "لبّيك نصر الله"، على ذراعي واحد من المخطوفين اللبنانيين الـ11".

ولفت المصدر إلى "عدم وجود أي مبرّر للتأخر في إطلاق سراحهم".

واعتبر المصدر أن "خلفيات التصريحات التي حمّلت الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مسؤولية تراجع الخاطفين عن إطلاق سراح المخطوفين، مكشوفة للجميع".

صورة مريبة 

أثارت صورة فوتوغرافية، أعلن عنها مدير "المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان" نبيل الحلبي ليل أمس الأول، الريبة لدى ذوي المخطوفين، إذ قال الحلبي أنه سلّم مديرية أمن الدولة في لبنان، صورة تعود إلى أحد المخطوفين اللبنانيين الـ11. 

وعاش ذوو المخطوفين في حلقة ذعر امتدت حتى الأمس، إثر تردد شائعات تفيد بأن الصورة تظهر أحد المخطوفين مقتولاً. إلا أن مصدراً مسؤولاً في مديرية أمن الدولة أكد لـ"السفير"، أمس، أن "الصورة غير جدّية، وهي تظهر وجهاً مغطّى بعلامة سوداء داكنة، لشخص يتخذ وضعية الجلوس، وتبيّن نصف الفم، وصولاً إلى أسفل الركبتين بقليل". 

وأشار المصدر إلى أن "الصورة تظهر، بوضوح، ثياب الشخص فقط، وبالتالي فإن الاستفادة منها أمر خيالي"، لافتاً إلى أن "الحلبي تلقى الصورة عبر جهازه الخلوي، من جهات يقول إنها تابعة للجيش السوري الحرّ". 

"طبعاً أحياء"

في سياق المتابعة الرسمية للقضية، زار السفير التركي في لبنان أنان أوزلديز رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وأبلغهم أن تركيا لم تنسحب من المفاوضات، كاشفاً لهم نتائج الاتصالات والمساعي التي تقوم بها بلاده لحلّ القضية.

واستقبل ميقاتي سفير إيران في لبنان غضنفر ركن أبادي وبحث معه موضوع المخطوفين اللبنانيين والإيرانيين في الأراضي السورية أخيراً. وصرّح آبادي بعيد الاجتماع عن متابعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية اتصالاتها والسعي لإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن. وردّ على سؤال حول جديد ميقاتي في ما خصّ الموضوع، بالقول إن "الشيء الأساسي والمهم أنهم بخير وسالمين، والاتصالات مستمرة".

وكان رعد زار الرئيس سليم الحص في مكتبه في عائشة بكار، يرافقه النائب السابق أمين شري، لعرض مختلف التطورات في البلاد، ولتهنئته بعيد المقاومة والتحرير. فأشار بعد الزيارة إلى أن "خطف الزوار اللبنانيين عملية مدانة وهي تستهدف لبنانيين في منطقة تعيش أزمة، ونأمل أن نجد الطريق الأسلم لمعالجتها من دون أي مضاعفات". وذلك رداً على سؤال حول قراءته لاستهداف الزوار الشيعة في العراق وسوريا وتصريح الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعلن فيه أن الأحداث في سوريا ستمتد إلى كل المنطقة.

وأعلن رعد أن "الاتصالات متواصلة ويمكن أن تفضي إلى إطلاقهم وعودتهم آمنين وسالمين، وهي مستمرة بعيدا عن الإعلام الذي لا ينفع في التعاطي مع هكذا أمور"، مضيفاً أن الاتصالات جدّية لإيجاد حلّ قريب لهم.

وأعربت "كتلة المستقبل" النيابية بعد اجتماعها أمس، عن أملها في "عودة المخطوفين اللبنانيين الـ11"، مشددة على "أهمية تدعيم أجواء التلاقي والتقارب التي ظهرت في لبنان بين الأطراف السياسية، على خلفية رفض عملية الاختطاف، خصوصاً بعد المبادرة الطيبة للرئيس الحريري، الذي سخّر علاقاته واتصالاته، وبذل قصارى جهده لإعادتهم إلى بلادهم سالمين". 

واستنكرت الكتلة "إقدام مجموعة مسلحة في سوريا، كائناً ما كانت هويتها، على اختطاف أحد عشر لبنانياً خلال عبورهم للأراضي السورية"، معلنة أنها "لا يمكن أن تقبل بمثل هذه الممارسات من أي جهة أتت، خصوصاً أنها تستهدف مدنيين لبنانيين أبرياء". 

من جهته، قال وزير الخارجية عدنان منصور، أمس، أن "الاتصالات تسير بهدوء بشأن المخطوفين اللبنانيين، وطبعاً هم أحياء".


Script executed in 0.21463179588318