أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

91 جثمان شهيد معتقل في «مقابر الأرقام».. إلى الحرية!

الجمعة 01 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,240 زائر

91 جثمان شهيد معتقل في «مقابر الأرقام».. إلى الحرية!

يسجن العدو منذ عشرات السنين رفات شهداء الكفاح الوطني في مقابر جماعية أطلق عليها اسم «مقابر الأرقام»، حيث يحمل كل قبر رقماً، يمثل الرقم التسلسلي لملف الشهيد المدفون، لتكون عملية انتقام على الجثث!

وتوصف هذه المقابر بالسرية، حيث كشف النقاب عن أربع منها، فضلاً عن احتجاز جثث أخرى في ثلاجات، حيث ارتكبت دولة العدو اكبر اهانة على جبين البشرية الصامتة أمام كل ما يرتبط بانتهاكات العدو لكل معاني الانسانية.

وفي هذا السياق، سلّمت أمس سلطات العدو رفات 91 شهيدا من «أسرى مقابر الأرقام» الى السلطة الفلسطينية التي أقامت بدورها استقبالا رسميا وجماهيريا لهم، بالاضافة الى مراسم عسكرية وإطلاق 21 رصاصة تحية الشهداء.

وتم نقل جثمان 11 شهيدا بشاحنات فلسطينية من مقبرة في غور الاردن الى قطاع غزة، فيما تم نُقلت رفات 80 شهيدا الى رام الله.

وأكدت الوزارة في بيان لها أن لجنة الطوارئ عملت منذ اللحظات الأولى لترتيب كافة الاستعدادات لتأمين استقبال جثامين الشهداء ونقلها بمراسم عسكرية رسمية وشعبية تليق بتضحياتهم .

وتم  تزيين نعوش جثامين الشهداء بالأعلام الفلسطينية وخصصت سيارة لكل جثمان شهيد حيث انطلق الموكب باتجاه مستشفى الشفاء في غزة لإنهاء الإجراءات الطبية والصحية اللازمة.

ثم تم التوجه بعد ذلك من مستشفى الشفاء باتجاه المسجد العمري الكبير لتشييع الشهداء والصلاة عليهم والاستماع الى كلمات قيادات المنظمات الفلسطيني، لينطلق بعدها موكب كل جثمان شهيد إلى قريته حيث سيدفن، فيما دفنت جثامين شهداء عملية سافوي في المقبرة العسكرية في رام الله، واجريت لها مراسم عسكرية خاصة.

وكانت قد بدأت المراسم الرسمية والعسكرية لاستقبال جثامين الشهداء في مقر المقاطعة في رام الله، بمشاركة الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس، ومسؤولين فلسطينيين وقادة الفصائل الفلسطينية، واهالي الشهداء وجماهير غفيرة من المواطنين.

وحملت نعوش الشهداء على اكتاف ثلة من حرس الشرف وسط ساحة المقاطعة حيث وضع الرئيس محمود عباس اكليلا من الزهور على جثامينهم، واطلق حرس الشرف 21 طلقة تحية لأرواح الشهداء.

وحيا المفتي العام الشيخ محمد حسين، الشهداء الفلسطينيين وذويهم قائلاً:» نرجو الله لكم كوكبة الشهداء الذين قدمهم هذا الشعب المعطاء ان يكونوا مع الذين انعم الله عليهم من الصدّيقين والشهداء»، وأضاف «نتسلم هذا اليوم هذه الكوكبة من الشهداء ليكون ابناء شعبنا وفي مقدمتهم القيادة للاحتفال بهؤلاء الشهداء».

وبعد وصول رفات الشهداء الى ساحة الكتيبة الثانية للامن الوطني في رام الله، استعداداً لاتمام المراسم الخاصة لتسليمهم لذويهم، قال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ: «نؤكد اليوم أن الشهداء سيكّرمون بعد سنوات طوال، وستتمكن عائلاتهم من دفنهم وفقاً لطقوسنا الدينية».

وأضاف الشيخ: «نحن طلبنا من الجانب «الاسرائيلي» بأن تشمل المرحلة الثانية كل رفات الشهداء في مقابر الارقام، ونحن سنبذل ما بوسعنا من أجل تحقيق ذلك».

وتابع: « أود أن أطمئن كل الاهالي، أن الفحوصات الخاصة بالحمض النووي كانت صحيحة، وأي عائلة باستطاعتها أخذ عينة وفحصها والتأكد من رفات ابنها، وحتماً نحن نعمل من أجل انجاز المرحلة الثانية في أسرع وقت رغم التعقيدات التي نواجهها خلال المفاوضات مع الجانب «الاسرائيلي»».

وأكد الوزير الشيخ، ان المرحلة الاولى من تسلم السلطة الوطنية لرفات شهداء مقابر الارقام، تمت بالشكل المطلوب، مضيفاً:»نحن الآن نعمل من أجل إتمام المرحلة الثانية التي سيتم خلالها الافراج عن المزيد من رفات الشهداء».

من جهتها، قالت اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء انها وثّقت اسماء حوالى 301 شهيد تواصل سلطات العدو احتجاز جثامينهم في «مقابر الأرقام»، مشيرة في الوقت ذاته الى ان هذه المعطيات لا تعني على الاطلاق عدم وجود اخرين ممن يرفض الاحتلال الكشف عن اي معلومات تتصل بمصيرهم والذين اختفت آثارهم على مدار سنوات الصراع مع العدو الغاصب.

«الجبهة الشعبية»

اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  في بيان لها، الى عودة الجثامين الى اهالي الشهداء وأبناء الشعب والثورة جزء يسير من الوفاء لدمائهم الزكية وتحقيق الاهداف النبيلة التي قدموا ارواحهم في سبيلها ومواصلة المقاومة التي شقوا وعبدوا طريقها بأغلى التضحيات حتى نيل الحرية والاستقلال والعودة.

واكدت الجبهة في بيانها، أن استعادة جثامين الشهداء واقامة نصب البطولة لهم في قلوب شعبنا قبل ساحاته وميادينه واجب وطني وسياسي واخلاقي ستبقى على جدول الاعمال الوطني وجزءا لا يتجزأ من قيم الثورة والنضال الثوري الفلسطيني ما استمر هذا النضال والمقاومة حتى دحر الاحتلال والاستيطان، وظفر شعبنا بالعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وناشدت الجبهة كل القوى الفلسطينية السياسية والاجتماعية بتجديد العزم والعمل على انهاء الانقسام واستعادة وحدة الصف والكلمة والسلاح في مواجهة جبروت الاحتلال وعدوانه وجرائمه بحق الارض والانسان والمقدسات التي لن تفلح في ثني شعبنا عن إلحاق الهزيمة بالمحتل واذنابه وانتزاع حقوق شعبنا الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف.

«الجهاد الاسلامي»

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين نافذ عزام في كلمه له أثناء تأبين الشهداء: «مشهد الشهداء سيسجل في ذاكرة التاريخ وذاكرة شعبنا الفلسطيني»، وأضاف أن لهؤلاء الشهداء الفضل في إبقاء القضية الفلسطينية حية، وبقاء جذوة الجهاد والمقاومة مشتعلة، وأن جميع هؤلاء الشهداء ألهمونا وأعطونا القوة لنواسي بعضنا ونواصل حمل وصاياهم إلى ان نلقاهم ويتحقق النصر.

وقال عزام موجهاً كلامه الى عوائل الشهداء: «نقول لعوائل الشهداء التي صبرت وكانت نموذجا للصبر والاحتمال وكأنهم اليوم آتون إلى عرس وهو عرس لا ينتهي. الدماء تفيض والشهداء يسعدون والمسيرة مستمرة».

وأكد عزام للعدو والعالم أجمع «أن فلسطين باقية في قلوبنا، وان خيار المقاومة لن يسقط ، وان شعبنا بأسره مُصر على الجهاد حتى استرداد حقوقه كاملة، وأننا لن نخضع للابتزاز والمساومة».

«سرايا القدس»

وفي بيان صادر عن «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، باركت عودة جثامين الشهداء الأبطال، الذين أذاقوا الكيان الصهيوني كأس المنون، وزلزلوا عروشه بفعل عملياتهم الأسطورية والنوعية، من أرض فلسطين المحتلة إلى غزة المحررة والضفة الصامدة، حسب ما جاء في البيان.

  وقال الناطق باسم السرايا «أبو احمد» في تصريح صحافي لموقع «الإعلام الحربي»: «الشهداء العظام غادروا أرض الوطن المحتل، ليسكنوا أرض الوطن المحرر، بفعل تضحياتهم الجسام وفعلهم البطولي، الذي أعاد للقضية الفلسطينية بوصلتها الحقيقية».  

وأكد «أبو أحمد» أن هذه الخطوة أتت لتبشر بعودة فلسطين التاريخية إلى أهلها، والتحام الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ومقاومته على حقيقة أن فلسطين الكاملة من بحرها إلى نهرها، هي حق مقدس وشرعي لنا».  

وأضاف: «اليوم نستقبل رفات العظماء الذين سجلوا تاريخاً عظيماً ومشرفاً وصفحات مشرقة في تاريخ الشعب الفلسطيني المرابط ومقاومته الباسلة، لنؤكد  مواصلة نهجهم ودرب الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل تراب فلسطين، واسترداد كامل الحقوق المسلوبة والمغتصبة «. 

«حركة فتح»

عبّرت حركة «فتح» عن تقديرها العظيم لتضحيات وبطولات المناضلين من اجل الحرية الذين يستقبلهم الشعب الفلسطيني شهداء مكرمين في مثاويهم الأخيرة لترتاح نفوس أهاليهم وليعودوا الى مدنهم وقراهم ومنبت حياتهم.

وقال المتحدث باسم الحركة أحمد عساف في بيان صدر عن مفوضية الاعلام والثقافة أمس ان قادة وكوادر الحركة والشعب الفلسطيني وهم يستقبلون رفات شهداء الشعب الفلسطيني رسميا وشعبيا بما يليق بتضحياتهم يؤكد بالدليل القاطع اصرار فتح وشعبنا على انتزاع الحقوق مهما طال الزمان.

وأوضح عساف أن القيادة رفضت التمييز بين الشهداء وأصرت في مفاوضاتها مع الجانب «الاسرائيلي» على استلام الشهداء من دون تمييز في الانتماء السياسي باعتبارهم شهداء الشعب الفلسطيني وثورته، مؤكدا استمرار القيادة وإصرارها على تحرير رفات كل الشهداء الأسرى واغلاق هذا الملف نهائيا بالتوازي مع نضالها على كل الصعد المحلية والعربية والدولية لتحرير الأسرى الأحياء من معتقلات الاحتلال.

«حركة حماس»

وفي السياق، قالت حركة حماس في بيان لها أن العدو الصهيوني شعر بأن هؤلاء الأبطال هم أرقام صعبة، وأن شلاّل الدم لا يمكن الوقوف أمامه، وأن الذي يزرع الموت لا يحصد إلاّ الفناء.

«جبهة التحرير»

أعرب الدكتور واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن تقديره العالي، للجهود التي بذلت لتحرير جثامين الشهداء المحتجزة لدى حكومة الاحتلال فيما يعرف بمقابر الأرقام وثلاجات حفظ الموتى.

واكد الدكتور واصل أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة النضال، فهكذا نحرر فلسطين وهذه هي رسالة الشهداء الذين ضحوا من اجلنا، والإرادة الفلسطينية عندما تمضي في دروب النضال حتما ستنتصر، وأضاف، أن إبقاء مئات الشهداء في مقابر الأرقام يعد استهتارا من قبل دولة الاحتلال «الإسرائيلي» بكل القوانين والأعراف الدولية التي تعنى بالحقوق الإنسانية.

دفعة أخرى في حزيران

هذا وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، أن دفعة أخرى من جثامين شهداء الأرقام ستسلم للسلطة الفلسطينية خلال شهر حزيران الحالي، وفقاً للمعلومات.

وأكد قراقع في حديث صحافي، معلومات أن سلطات العدو ستسلم مجموعة أخرى من الشهداء المحتجزين لديها خلال الشهر الحالي، من دون تحديد أعداد هؤلاء الشهداء.

وقال قراقع أن السلطة الفلسطينية تبذل قصارى جهدها من أجل الإفراج عن جميع الشهداء المحتجزين لدى العدو.


Script executed in 0.18448996543884