أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

قضيّة المخطوفين في متاهة تلفزيونيّة: الدولة صامتة والأهالي يتراجعون عن التصعيد

الخميس 07 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,224 زائر

قضيّة المخطوفين في متاهة تلفزيونيّة: الدولة صامتة والأهالي يتراجعون عن التصعيد

 «تعرّفت» من خلاله الحاجة حياة عوالي (من اللواتي أفرج عنهن، ومسؤولة في «حملة بدر الكبرى»)، إلى «صورتي اثنين ممن نفذوا عملية الخطف في حلب». هكذا، تكون القضية، في ظل غياب المعلومات الرسميّة الواضحة والشفافة عن المساعي والمفاوضات «السريّة»، قد دخلت متاهة إضافيّة. ودخل عنصر جديد في المسألة يتمثّل في أشخاص، هم المشتبه في كونهم من الخاطفين، لا يُعرف إذا كانوا «يلعبون» في الحقائق أم أنّهم أبرياء. 

ففي حين قطع ذوو المخطوفين، أمس الأول، طريق المطار لنحو ساعة بعد «التعرّف» إلى الصورتين، بثّت قناة «الجديد»، ليل أمس، تقريراً من تركيا للزميلة نانسي السبع، استنكر من خلاله صاحب الصورة الأساسية، عبدالسلام دلّول المنضوي في «الجيش السوري الحرّ»، أن يكون من الخاطفين سائلاً: «أنا من الخاطفين؟ أقلّها كنت لثمت وجهي في المقابلات الإعلامية!». 

وقال دلّول، في تقرير «الجديد»، إن «الخطف من عمل النظام الذي بدأ في تنفيذ هذه الأمور، أما نحن فإننا ثوّار»، معتبراً أن «أهالي المخطوفين يلحقون الأذى بأنفسهم، من خلال اتهاماتهم هذه، لأنهم سيضلّون مكان المخطوفين». 

وأمس تراجع الأهالي تقريباً عما كانوا أعلنوه أمس الأول من خطوات تصعيدية. ما يهمهم في المقام الأول أخبار تطمئنهم. هذا ما يشير إليه حسين ابراهيم، شقيق المختطف عوض ابراهيم، في اتصال مع «السفير». ويعلل ابراهيم تحرك الأهالي أمس الأول بتجاهل المسؤولين للقضية منذ خمسة أيام تقريباً. لم يطل عليهم أحد بخبر يطمئهنم. كأن القضية نُسيت. كان لا بد من تحرك يضغط به على الحكومة. «لعل ذلك يدفع أطرافها إلى الاهتمام بالموضوع أكثر». يتفهمون ضرورات العمل التفاوضي لناحية السرية لكن «نريد أن يقولوا لنا أن أقاربنا بخير». أقفلوا طريق المطار حوالي الساعة. كان مجرد انذار أولي. «لكن أيضاً أحداً لم يرد لنا خبراً»، يؤكد. لا يقلل ابراهيم من شأن «حزب الله» و«حركة أمل» في متابعة المسألة. لكن هذه، وفقه، مسؤولية الحكومة في الأساس. 

لا يعلن عن الخطوات المقبلة. «لم نحدد بعد شيئاً». يناقض هذا ما قيل في الاعلام. ينفي ابراهيم: «ليس لدينا خطة الآن». وسط هذه الأجواء، تُطرح أسئلة عدة، أبرزها: أين هي «لجنة أهالي المخطوفين»، التي أعلنت عنها عوالي سابقاً، مؤكدة أن هدفها توحيد موقف الأهالي من خلال بيانات رسمية عنهم جميعاً؟ لماذا خرقت عوالي «صوم» الأهالي عن الإعلام، فكانت «الشكوى» إلى وسيلة إعلامية، وليس إلى الدولة؟ متى يدرك المتسرّعون، أن ثمة أهالي يعيشون في المستشفيات حالياً، بسبب الشائعات عن ذويهم المخطوفين؟ 

وبينما كانت تسير قضية المخطوفين، من أمس الأول إلى أمس، في دوامة من الاتهامات التلفزيونية والردّ عليها، فقد طالب نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى»، الشيخ عبد الأمير قبلان، أهالي المخطوفين بـ«ضبط النفس، للوصول إلى النهاية السعيدة». 

وأكد متابعته القضية «التي تستدعي تحرك كل أجهزة الدولة اللبنانية لمتابعتها»، مطالباً «الحكومة التركية بتكثيف جهودها المشكورة، لحل هذه القضية في أسرع وقت ممكن». 

في السياق ذاته، انتقد «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب» «التراخي الحكومي، والركون إلى الوساطات التركية وغيرها،». وسأل: «لماذا لم تتحرّك الحكومة في اتجاه مجلس حقوق الإنسان في جنيف؟». («السفير»)


Script executed in 0.18282604217529