أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لبنان يودّع غسان تويني: آخر الكبار جمع المختلفين ليتحاوروا باحترام

الإثنين 11 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,392 زائر

لبنان يودّع غسان تويني: آخر الكبار جمع المختلفين ليتحاوروا باحترام

وكان للراحل محطة وداعية قبل المأتم بساعة، أمام مبنى «النهار»، حيث كان في استقباله زوجته شاديا وحفيدتاه رئيسة تحرير «النهار» نايلة وشقيقتها ميشيل، وسهام تويني، والرئيس أمين الجميل، والنواب مروان حماده، روبير فاضل، فؤاد السعد، غسان مخيبر ونضال طعمة، والوزراء السابقون زياد بارود، طارق متري ووديع الخازن.

انطلق الموكب، الذي سارت خلفه أسرة «النهار» وإعلاميون وحشد من المشيّعين، سيراً على الأقدام في شوارع وسط بيروت، في اتجاه مجلس النواب، حيث توقف هناك، ثم توجه إلى «كنيسة مار جاورجيوس» في الساحة نفسها، على وقع قرع الأجراس.

ترأس الصلاة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، يحيط به مطران جبل لبنان للروم الأرثوذكس جورج خضر ومتروبوليت بيروت الياس عوده، في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ممثلاً رئيس الجمهورية، والنائب عبد اللطيف الزين ممثلاً رئيس مجلس النواب، وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والإعلامية والدينية.

ألقى ميقاتي كلمة، قال فيها: «قيل الكثير في غيابك، وسيقال أكثر، ولكن حتما لن تفيك أي كلمة حقك. أنت الذي حملت قضايا لبنان والعرب، في المحافل الدولية». وأعلن منح «الفقيد الكبير» وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر «تقديراً لعطاءاته، ووفاء من لبنان تجاهه».

وتحدث نقيب الصحافة محمد البعلبكي عن «الزميل الكبير الذي لم يضن يوماً على بلاده بنور العين وذوب العقل الصادق في البحث عن الحقيقة والجهر بالحق مهما تعاظم طغيان الجهل، أو استعملت حواجز التعصب، في تشبث منه بالقيمة الإنسانية العظمى التي هي الحرية والتسليم الراقي بحق الاختلاف ضمن إطار الولاء للوطن الواحد.

أما نايلة تويني فأكدت أن «أمانة النهار ولبنان الديموقراطي لن تسقط».

وواصلت عائلة الراحل، أمس، تقبّل التعازي في «كنيسة مار نقولا» في الأشرفية، حيث زارها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي قال إن «غياب غسان تويني هو غياب كبير للبنان، وهو الذي دعا إلى دفن الاحقاد ودفن الثأر عندما دفن حزنه مع دفن الشهيد جبران تويني. إننا نفتقده عشية انعقاد طاولة الحوار، فهو رجل الحوار».

وزار الكنيسة معزياً رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط وعقيلته نورا. وبعد التعزية، قال جنبلاط: «برحيل غسان تويني، يرحل تقريباً آخر الكبار من السياسة في هذا البلد. وكم كانت جميلة أيام هؤلاء، عندما كانت الجبهة الديموقراطية تضم تويني وكمال جنبلاط، وغيرهما من الكبار».

وتذكّر جنبلاط «كم كانت جميلة أيامي في «النهار»، عندما ابتدأت حياتي العملية في مطبعة النهار. كم كان جميلاً الطابق السابع في المبنى القديم، عندما كان يجتمع كل السياسيين عند غسان تويني، الذي كان ملتقى السياسة، مثل بيت صائب سلام وكمال جنبلاط. برغم الخلاف السياسي، كان الجميع يحترم الآخر ويتناقشون».

وزار الكنيسة معزياً، إلى جانب حشد من الوزراء وسفراء دول وشخصيات دينية، الكاردينال نصرالله صفير، الرئيس سليم الحص، وزير العدل شكيب قرطباوي، النواب: فريد الخازن، علي عمار، غازي يوسف، وليد خوري، نبيل دي فريج، سليم سلهب، طلال ارسلان على رأس وفد من المشايخ، هنري حلو، تمام سلام، زياد القادري، سيمون ابي رميا، آلان عون ونعمة الله أبي نصر.

وزار عائلة تويني ممثل الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» ديريك فلاميلي، الذي قال: «فقدنا شخصا نال احترام اللبنانيين كافة، وهو مثل أبرز المبادئ الأساسية لحرية الصحافة والإخلاص للبنان».

وتوالت أمس البيانات المعزّية بالراحل، وقدّم «التيار الوطني الحرّ» تعازيه لعائلة «عميد الصحافة اللبنانية»، معتبراً «نحن إذ نقف مع من أحبّه واحترمه خاشعين أمام رهبة فراقه، نسأل أن يتغمّد فقيد لبنان وعائلة تويني برحمته، ونردّد معه ما قاله يوما لشعوب الأرض: دعوا شعبي يعيش».

وتقدّم «المجلس الوطني السوري» من «الشعب اللبناني عموماً، ومن أسرة جريدة النهار خصوصاً، بأحرّ التعازي بوفاة تويني»، معتبراً أن «العالم العربي خسر قلماً حراً ومفكراً رائداً في الدفاع عن الحرية والديموقراطية».

واعتبر «المجلس العام الماروني» أن «عميد الصحافة اللبنانية رحل في عز الحاجة إلى كبارنا، إلا أن سنديانته الصحافية بقيت ظلا يملأ فراغ الغائب الكبير. بقي إرثه الفكري الضاج بالمعارك الديموقراطية والدفاع عن الحريات العامة، شاهداً على عصره الصاخب بأيديولوجيات قومية، فتح لها صدر النهار لتعبّر عن حرية الرأي فعلاً لا شعاراً من ورق».

وأشار «اللقاء الأرثوذكسي» إلى أن «عظيماً من عظماء لبنان عاش أسطورته ورحل، فعظماء التاريخ هم من يصنعونه، والكبار فيه هم من يكتبونه. غسان تويني صنع التاريخ وكتبه معاً».

ونعى «المجلس الثقافي الاجتماعي للبقاع الغربي وراشيا»، «عميد الصحافة اللبنانية، وأحد كبارات رجال الصحافة العربية»، داعياً إلى «استلهام قيم الديموقراطية والحرية والحوار والعروبة وفلسطين، التي نذر تويني لها الكثير من جهوده».


Script executed in 0.17557406425476