وتأتي الامتحانات وسط شائعات انتشرت أمس حول إلغاء الدورة الثانية، بغية إحداث بلبلة في صفوف التلامذة المرشحين، إلا أن وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب نفى لـ«السفير» أي نية لدى الوزارة في إلغاء الدورة الثانية، وأكد ان الدورة الثانية الاستثنائية قائمة على أن يحدد موعدها يعد الانتهاء من إصدار نتائج الدورة الأولى.
ونفى المدير العام للتربية فادي يرق - رئيس اللجان الفاحصة لـ«السفير» ما يشاع عن ترجيحات للأسئلة انتشرت بين صفوف التلامذة، لافتاً إلى أن كل ما يحكى هو محاور أسئلة، والأسئلة التي تضعها اللجان ستكون من ضمن المنهاج، وهي بعيدة من النظريات، ومحددة بعكس الشائعات الدائرة. ودعا التلامذة إلى عدم الاستماع الى الأقاويل، والتركيز على الدرس، لتحقيق النجاح.
ففي إطار اجتماعاتها المفتوحة لمتابعة المستجدات أكدت «هيئة التنسيق النقابية» تنفيذ قرار مقاطعة وضع أسس التصحيح والتصحيح لجميع الشهادات المتوسطة والثانوية والمهنية حتى إقرار السلسلة المتفق عليها في الاجتماع المشترك مع رئيس الحكومة ووزيري التربية والمالية في جدول واحد اعتباراً من الأول من شباط الماضي، واعتماد مبدأ المساواة ووحدة التشريع بين القطاعات الوظيفية كافة في ما خص المتقاعدين والمتعاقدين باعتماد صيغة التشريع ذاتها التي أقرت للقضاة في القانون 173 ولأساتذة الجامعة اللبنانية في القانون 206.
ودعت الهيئة الاساتذة والمعلمين والمصححين والموظفين إلى تنفيذ اعتصام أمام مبنى وزارة التربية والتعليم العالي عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم، بالتزامن مع موعد وضع أسس التصحيح للشهادة المتوسطة.
مركز وضع الأسئلة
يتفقد دياب سير الامتحانات الرسمية في يومها الأول للشهادة المتوسطة ويبدأ الجولة عند الثامنة والنصف صباحاً في «ثانوية رينيه معوض» في رمل الظريف، ثم ينتقل عند الساعة التاسعة إلى «مدرسة شكيب ارسلان الرسمية» في فردان الواقعة على خط فردان - ساقية الجنزير.
وكان دياب قد جال صباح أمس في مركز وضع أسئلة الامتحانات الرسمية في الطابق الأول من مبنى الوزارة يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، ورئيسة دائرة الامتحانات جمال بغدادي، ومديرو التعليم الثانوي والابتدائي ورؤساء المصالح.
وتفقد الوزير وأركان الوزارة المركز وشاهد الترتيبات الاستثنائية، منعاً لأي محاولة تسريب للأسئلة، وقد تم تركيب 43 آلة تصوير في كل الأرجاء وداخل غرف عمل اللجان الفاحصة وفي الممرات، ويتولى خبراء من الجيش إدارة عملية التشويش على مختلف أنواع الاتصالات بصورة علمية ومدروسة تمنع إمرار الاتصالات الخلوية والرسائل النصية والإنترنت وتقطع الاتصالات العادية.
وتمركز عدد من العسكريين من الرجال والنساء للتفتيش، على مدخل المركز، ووضعت أبواب إلكترونية لفحص المعادن والأجهزة، بإشراف قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع الجيش، بغية ضبط عملية الأمن من الداخل والخارج، على أن تتولى قوى الأمن نقل الأسئلة فجرا إلى الأماكن البعيدة حيث يتم تسليم المغلفات المختومة بالشمع الأحمر إلى رؤساء مراكز الامتحانات شخصياً وتفتح قبل بدء المسابقة بدقائق وتوزع على المرشحين.
واستمع الوزير من بغدادي الى طريقة عمل اللجان إذ يتم سحب الأسئلة من جهاز الحاسوب (بنك الأسئلة) ويتم اتلاف أي ورقة ومسودة درستها اللجان ولا يخرج من اللجنة سوى الورقة الرسمية الموقعة من رئيس اللجان الفاحصة إلى غرفة الطباعة حيث يتم سحبها بحسب العدد المطلوب واللغة المطلوبة لا سيما أن داخل اللجان تتم عملية ترجمة الأسئلة العلمية والرياضيات بحسب لغة التدريس وكذلك الاقتصاد والاجتماع وغيرها من المواد.
وتفقد غرفة وضع الأسئلة على طريقة «برايل» للمكفوفين، واستمع إلى طيفية نقل الأسئلة بإشراف متخصصين بهذه اللغة.
ولفت دياب إلى أن المرشحين للشهادة المتوسطة يبلغ عددهم 59936 مرشحاً بينما عدد المرشحين لذوي الحاجات الخاصة 251 بمن فيهم أصحاب الأمراض السرطانية.
وأشار دياب إلى أنه تم تطبيق مبدأ التبديل والمداورة لدى رؤساء اللجان المعتمدة للموارد وكذلك رؤساء مراكز الامتحانات، ويتم تطوير بنك الأسئلة بصورة دائمة وتغذيته بأسئلة جديدة.
ورداً على سؤال لـ«السفير» عن تزامن بدء الامتحانات مع مقاطعة التصحيح وأسس التصحيح وعن التدابير للحل، أوضح انه على تواصل دائم مع روابط الأساتذة والمعلمين و«نقابة المعلمين» في التعليم الخاص، وكان لنا اجتماع مع الرئيس نجيب ميقاتي في هذا الموضوع. وأكد أن هذا الموضوع سيحل في أقرب وقت في مجلس الوزراء لجهة إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وكانت هناك نقاط تم تذليلها والاتفاق عليها. ولفت إلى أن اجتماعا سيعقد اليوم مع وزير المال محمد الصفدي، بحضور وفد من هيئة التنسيق، لمتابعة هذا الموضوع. وأشار إلى أن سلسلة الرواتب متكاملة «لكن موضوع المقاطعة يشمل سلسلة الأساتذة والمعلمين في التعليم الأساسي والثانوي والمهني وغيرها وسنصل إلى اتفاق قريب إن شاء الله».
