أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لافروف في طهران: مواقف «متقاربة جداً» من الملف السوري

الخميس 14 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,171 زائر

لافروف في طهران: مواقف «متقاربة جداً» من الملف السوري

في المقابل، تحدثت مصادر إيرانية عن رسائل للضيف عن «جاهزية محور المقاومة» من فلسطين إلى ما بعد إيران لأي طارئ في ظل «الحديث عن ضربة عسكرية خاطفة» توجه إلى سوريا مع «زلزال إعلامي ونفسي» لاختبار مدى تماسك النظام السوري ليتم على أساس النتيجة رسم ملامح المرحلة التالية. 

وقال مصدر مطلع على أجواء زيارة المسؤول الروسي لـ«السفير» إن الضيف حمل رسالة مفادها أن «الرئيس بوتين خلافا لسابقه ديميتري ميدفيدف ينظر لإيران على أنها دولة إقليمية يمكن أن تشكل حليفا قويا لموسكو» مع تأكيد القيادة الروسية أنها «ليست مستعدة للتخلي عنها» في وجه الضغوط الغربية والأميركية المتزايدة ضدها أو الراغبة في عزلها. 

ويضيف المصدر نفسه إن زيارة لافروف التي رتبت على جناح السرعة «جاءت لتأكيد التوجه الجديد للقيادة الروسية إزاء طهران من جهة والوقوف على وجهة نظرها لحل الأزمة السورية من جهة ثانية». 

وللمرة الأولى توجه روسيا اتهاما صريحا للولايات المتحدة الأميركية «بتزويد المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط الحكومة السورية» وهو ما يثير قلقها من تكرار النموذج الليبي وتداعياته الخطيرة. 

واتهم لافروف صراحة «الولايات المتحدة بتزويد المعارضة بأسلحة تستخدم في المعارك ضد الحكومة السورية». في حين كانت موسكو في السابق تكتفي بالتنديد بـ«قوى أجنبية» ـ من دون تسميتها ـ بسبب تقديمها دعما عسكريا للمعارضة السورية المسلحة. لكن روسيا عادت وتراجعت عن اتهامها للأميركيين، وقالت إنها لم توجهه لها، فيما كررت وزيرة الخارجية الأميركية هلاري كلينتون اتهامها روسيا بتسليح سوريا بالمروحيات. 

وأكد لافروف إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي بشأن سوريا. حيث أشار لافروف إلى أن «المؤتمر سيسمح بمعرفة من المهتم حقيقة في تنفيذ خطة كوفي أنان»، وأكد في الوقت نفسه عدم مشاركة الجانب السوري في المرحلة الأولى من المباحثات. وأوضح لافروف قائلا «فكرتنا هي دعوة جميع اللاعبين الرئيسيين الى عقد مؤتمر دولي وفي حال انعقاده سيلتحق الجانب السوري في ما بعد. ومن المتوقع مشاركة حوالي 15 دولة، عليهم جميعاً تأكيد تأييدهم لخطة أنان وتنفيذها وذلك عن طريق استخدام كل لاعب دولي نفوذه مع الجهة السورية التي يمكن أن يؤثر عليها وإجبار جميع السوريين على إيقاف العنف كما هو منصوص عليه في بنود خطة كوفي أنان السلمية وقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة». 

وعبر لافروف عن قلق بلاده «بشأن مصير سوريا شعبا وحكومة»، وخشيتها من أن «تصاب سوريا بتفكك لوضعها المعقد»، والرغبة الجامحة لبعض «الاطراف بتطبيق النموذج الليبي في سوريا، مع العلم بأن تداعيات النموذج الليبي ما زالت حتى الآن». 

ودافع لافروف عن مبيعات بلاده من الأسلحة لسوريا باعتبار «ان كل الاتفاقيات الروسية مع سوريا تعود للمعدات الدفاعية ولا تتعارض مع الحقوق الدولية» نافيا أن تكون روسيا زودت دمشق «بأي أسلحة تعارض القوانين الدولية». 

ويقول مصدر إيراني مطلع لـ«السفير» إن طهران قدمت للضيف الروسي «معلومات عن ضربة عسكرية وزلزال إعلامي في آن واحد ينفذان بالتزامن ضد النظام السوري لامتحان قدرته على التماسك والصمود فإذا انهار فهذا هو المطلوب بالنسبة للمعسكر المعادي لسوريا عربيا وإقليميا وغربيا وأميركيا وإلا فإن ذلك المعسكر يمكن أن يدرس الخيارات الأخرى». 

وكشف مصدر مقرب من الحرس الثوري لـ«السفير» أن «القرار الايراني بالوقوف الى جانب النظام السوري حسم سلفا» لأن النظام السوري يعني بالنسبة لايران «استراتيجية عمرها اكثر من ثلاثة عقود حتى لو كلفها ذلك خوض حرب». حرب لو اندلعت فإن الإيرانيين واثقون بأنها ستكون انتصارا حاسما ومفصليا على نسق حربي الـ33 يوما والـ22 يوما. وأضاف المصدر نفسه أن «جناح المقاومة من غزة إلى طهران هو في حالة استنفار لحدوث أي طارئ». 

ورجح مصدر آخر لـ«السفير» أن يكون لافروف حمل «رسائل غربية ما» إلى طهران قد ترتبط بالمؤتمر الدولي الذي تدعو إليه موسكو حول سوريا وتصر على إشراك إيران فيه في مقابل مشاركة تركيا وقطر والسعودية، إضافة إلى الدول العربية المجاورة لسوريا وهي العراق ولبنان والأردن، والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وهو ما يعزز بحسب المصدر نفسه فكرة أن «حل الوضع في سوريا لا بد أن يمر من طهران»، وفكرة أخرى ينسبها للروس مفادها أن «لا حل من دون سوريا ولا مؤتمر من دون إيران». 

من جهته اتهم وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي خلال المؤتمر الصحافي الغرب ودولا عربية «تدعم المعارضة السورية بالمسلحين وترسل لها الميليشيات ولا تسمح للدولة أن تقوم بالإصلاحات». وشدد صالحي على ضرورة إعطاء «فرصة لتطبيق الوعود التي أعطتها الحكومة السورية لمواطنيها لتطبيق الإصلاحات». 

وأكد صالحي أن طهران «تتطلع لإيقاف نزيف الدم في سوريا»، معتبرا ان مواقف روسيا وإيران حول سوريا «متقاربة جدا» لا سيما في ما يتعلق بضرورة تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة كوفي انان من اجل اعادة الهدوء وحل الازمة بين النظام والمعارضة من دون تدخل خارجي. 

النووي 

وعلى صعيد الملف النووي والمفاوضات المقبلة مع مجموعة «5+1» في موسكو الاسبوع المقبل، قال لافروف «نحن نعتقد بأن الجانب الايراني يرغب في محادثات بناءة مع الدول الست بشأن برنامجه النووي» معلنا معارضة بلاده «أية عقوبات أحادية الجانب ضد أي بلد وهذه العقوبات لن يكون لها أي تأثير ايجابي... كما تعارض الحظر الاوروبي على واردات النفط الايراني». 

وفي سياق متصل، حذر وزير النفط الايراني رستم قاسمي امس من ان العقوبات الدولية على ايران وخصوصا الحظر الاوروبي على النفط الايرني، ستؤدي الى «زعزعة استقرار سوق النفط» وأضاف قاسمي في ندوة لوزراء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عقدت في العاصمة النمساوية فيينا أن الحظر سيتسبب بـ«تقلبات قوية» لأسعار النفط. وسيدخل الحظر على النفط الايراني الذي قــرره الاتحــاد الاوروبي في كانون الثاني الماضي حيز التطبيق في الاول من تموز المقبل. 

من جهته، شدد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني على «التمسك بحقوق الشعب وما يخدم مصالحه ويلبي حاجاته». وأضاف لاريجاني خلال جلسة مخصصة للمفاوضات النووية الجارية بحضور امين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي كبير المفاوضين ان بلاده «لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لكنها يمكن ان تبدي مرونة لجهة نسبته». الا ان ايران يمكنها ان «تحدد مستوى تخصيب اليورانيوم وفقا لحاجاتها»، مما يترك المجال مفتوحا امام التوصل الى تسوية حول هذه النقطة. 

إلى ذلك قال جليلي أمام البرلمان إن بلاده «لا تقبل ان تكون حالة استثنائية عن بقية الدول الاخرى في تطبيق الالتــزامات الناتجة عن معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية». 

وفي سياق آخر وصف قائد الثورة الإسلامية في ايران آية الله علي خامنئي التطورات التي تشهدها المنطقة «بالغريبة والمدهشة». ودعا خامنئي لدى استقباله أعضاء البرلمان الجديد، الى مراعاة «مصالح البلاد والتحلي بالشجاعة في مواجهة الأعداء».


Script executed in 0.19434499740601