أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عبد الباسط سيدا: على ايران و"حزب الله" احترام ارادة الشعب السوري

الأحد 17 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,813 زائر

عبد الباسط سيدا: على ايران و"حزب الله" احترام ارادة الشعب السوري

لفت رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الى إن "اجتماع المعارضة السورية في إسطنبول يهدف إلى توحيد مواقف الفصائل الأساسية في وثيقة وطنية تجسد رؤيتها للمرحلة الانتقالية لسورية المستقبل"، مشددا على أنه "لا حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد ومجموعته"، مؤكداً "عدم السعي لاجتثاث حزب البعث بل سنستوعبه كفصيل سياسي، ونحن نريد اجتثاث الاستبداد لا الأفكار والأحزاب"، مجددا "اقتراحه بإدراج مبادرة الوسيط الدولي العربي كوفي أنان تحت البند السابع في مجلس الأمن"، مطالبا "إيران و"حزب الله" باحترام إرادة الشعب السوري والاستعداد لمرحلة جديدة في سوريا"، منوّها "بمواقف دول الخليج، خصوصاً السعودية وقطر، في دعم ثورة الشعب السوري".

واشار سيدا في حديث إلى "الحياة" الى انه "يبدو أننا دخلنا مرحلة حساسة تتمثل في انتقال النظام إلى وضعية التوحش بالمجازر اليومية التي يرتكبها في حق السوريين في المناطق المختلفة، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة"، لافتا الى ان "هذه الوضعية تعكس حالة ارتباك لدى النظام وتكشف مدى حالة الضعف التي يعاني منها، لأن استخدام القوة بهذا الشكل لا يمكن أن نعتبره دليل قوة بل هو دليل ضعف وعدم ثقة في الذات"، مضيفا انه "مع ذلك من الصعب تحديد سقف زمني لسقوط النظام، لأن هناك عوامل كثيرة تتفاعل، لكن المعطيات على الأرض تشير إلى أن سلطة النظام بدأت تتراجع بخاصة في المدن الكبرى مثل دمشق، كما أن هناك مؤشرات كبرى إلى أن رجال الأعمال بدأوا يبتعدون عن النظام، وهناك حالات انشقاق مستمرة، فيما تزداد العزلة الدولية والشعب السوري في ثورة مستمرة، إلى جانب القوة الجنونية التي يستخدمها النظام، فإن كل ذلك يؤكد أننا دخلنا المرحلة الأخيرة قد تطول أو تقصر، لكن في نهاية المطاف سنتمكن من التخلص منه النظام"، لافتا إلى انه "لا حوار مع الأسد والمجموعة التي شاركته الحكم، أما من لم يشارك في قتل السوريين فيمكن التفاوض معهم في سبيل تحديد توقيت آلية الرحيل".

وأكد سيدا أن "المجلس الوطني" لا يتبنى سياسة الاجتثاث، لأنها سياسة خاطئة، إذ سنستوعب البعث كفصيل سياسي، لكن سنأخذ منه كل الامتيازات ليصير مثل الأحزاب الأخرى"، لافتا الى اننا "نريد اجتثاث الاستبداد ومنظومته ولا نسعى لاجتثاث الأفكار والأحزاب".

ورأى سيدا أن "الموقف الدولي بدأ يستوعب الموقف في سورية ويدرك أن الأمور تتجه نحو المصير المجهول الذي ينذر بكارثة، وإذا حدث ذلك لا سمح الله فلن تقتصر الآثار المدمرة على الداخل السوري بل ستكون لها انعكاساتها الواضحة في الجوار الإقليمي"، لافتا الى "وجود متغيرات في الموقف الدولي، فمن خلال اتصالاتنا مع الأصدقاء نتلمس أن الجميع الآن يسابقون الزمن، وكنا زرنا بكين وعرضنا كل الأمور مع الصينيين، وهناك تواصل بيننا والروس، ونأخذ بعض الإشارات الإيجابية أحياناً وتكون هناك مواقف متشددة في أحيان أخرى. لكن اللافت أن الإعلام الروسي في الأسابيع الأخيرة بدأ يفسح المجال للأصوات التي تدعو إلى تفهم مطالب الشعب السوري وضرورة الوقوف إلى جانبه وتنتقد الحكومة الروسية"، معتبراً أن "هذه الظاهرة ربما تعكس مرحلة تمهيدية لحدوث تغير ما، ونحن على تواصل وسنحاول الوقوف على حقيقة الموقف من خلال الاتصالات المباشرة وليس من خلال الرسائل الإعلامية".

وبالنسبة إلى المؤتمر الدولي في شأن سوريا الذي دعت إليه موسكو وتشارك فيه إيران، اكد سيدا اننا "لم ندع لمثل هذا المؤتمر. لكن أي اجتماع دولي مفيد"، معربا عن اعتقاده أن "طهران حتى الآن طرف تساند النظام دبلوماسياً ومادياً وعسكرياً، ولذلك فإن مشاركتها في مثل ذلك المؤتمر لن تؤدي إلى المطلوب ما لم تحترم إيران إرادة الشعب السوري وتدرك أن إرادة الشعب في استمرار ثورته حتى تتحقق أهدافه، بمعنى أننا ندعو الحكومة الإيرانية إلى أن تستعد لمرحلة جديدة في سوريا وتحترم وقائع التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، ونحن لسنا في حالة عدائية مع إيران بطبيعة الحال لكننا ندعوها إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، ونعتقد أن مثل هذا الموقف في مصلحة إيران أيضاً".

وعن تقويمه لمسار مبادرة كوفي أنان اشار الى انه "منذ البداية كانت لدينا ملاحظات حول هذه المبادرة، أولاً من ناحية عدد المراقبين، إذ كنا طالبنا بإرسال ثلاثة آلاف مراقب على الأقل في حين أرسلوا ثلاثمئة ومع ذلك لمسنا تباطؤاً في ذلك"، لافتا الى انه "حينما وجدنا أن الجامعة العربية والأمم المتحدة متمسكتان بدعم المبادرة التزمنا بها لكننا سجلنا ملاحظاتنا، وقلنا إن النظام السوري خبير في إفراغ المبادرات من مضامينها وهو يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر على الأرض".


Script executed in 0.20063710212708