في مقابل اهمال المسؤولين ولامبالاتهم في وزارة الطاقة وفي مؤسسة كهرباء لبنان، قام الاهالي بالتحركات في العاصمة بيروت وفي المناطق كافة، فشمل، امس، قطع الطرقات والاعتصامات عددا من المناطق كافة، ووجّه الاهالي المحتجون انذارات بتوسيع التحرك اكثر عل احداً يرى او يستجيب لاستغاثاتهم، باعادة التيار الذي يفرض انقطاعه لأربع وعشرين ساعة في بعض المناطق واقل من ذلك بقليل في مناطق اخرى...
مسلسل التحرك في المناطق
نفذ عدد من أهالي وشباب عكار اعتصاماً رمزياً امام شركة كهرباء حلبا مطالبين بالتيار الكهربائي ورافضين التعتيم الشامل في المنطقة. ولوّح المحتجون والمعتصمون بتحركات نوعية في عكار، منذرين وزارة الطاقة والحكومة 24 ساعة قبيل القيام بتحركات كبيرة واحتجاجات واعتصامات وقطع طرقات، مؤكدين ان هذه المرة ستختلف لجهة سبل التحرك، وهي ستكون بمثابة رسائل واضحة للحكومة لأن انقطاع التيار الدائم لم تعهده عكار من قبل، ورأوا في ذلك جزءاً من سياسة هذه الحكومة لمعاقبة عكار تحديداً.
وتفاقمت في صور ومنطقتها ازمة الكهرباء، وتواصل انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق اربعة وعشرين ساعة متواصلة، ما ادى الى وقف تزويد القرى بالمياه وخلق مشكلات عديدة. وفيما عزت مصادر في كهرباء صور، فترة الانقطاع العالية، الى اعطال في عدد من «المخارج» التي لم يصر الى اصلاحها بالسرعة المطلوبة، تخوفت مصادر اخرى من تراجع اضافي في التغذية، يصل الى اربع وخمس ساعات في كل اربعة وعشرين ساعة في الايام المقبلة. ومتابعة للازمة عقد في اتحاد بلديات صور لقاء موسع حضره النائب علي خريس ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، حذّر من اللجوء الى خطوات تصعيدية سيعلن عنها لاحقا في حال عدم الاستجابة للمطالب المتعلقة باعطاء التيار الكهربائي بشكل منظم.
كما قطع اهالي بلدة كفرشوبا، لبعض الوقت، الطريق الدولية التي تربط ما بين البقاع والجنوب عند تقاطع سوق الخان، احتجاجا على التقنين القاسي للتيار الكهربائي، وانقطاع مياه الشفة المتواصل عن البلدة منذ اكثر من 3 اسابيع، مما ادى الى ازمة خانقة في عز الصيف. المحتجون الذين رفضوا حرق الإطارات المطاطية حفاظا على البيئة كما اشاروا، رفعوا الأعلام اللبنانية وانابيب وعبوات مياه فارغة، اضافة الى قناديل الكاز، كتعبير عن المعاناة التي يعيشونها، وحمل الأهالي كل المسؤولية للجهات المعنية في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي ووزارة الطاقة.
وابدى رئيس البلدية الدكتور قاسم القادري اسفه باسم المعتصمين، لتجاهل الحكومة اللبنانية بشكل عام ووزارة الطاقة ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي بشكل خاص، لحاجيات القرى الحدودية التي ما زالت على خط النار مع العدو الصهيوني.
وأقدم عشرات الشبان خلال الليل الفائت من بلدة غزة في البقاع الغربي، على قطع الطريق الرئيسية التي تربط جب جنين بغزة والمرج وصولا ً الى بر الياس، عند مفترق بلدة لوسي، مستخدمين الإطارات المطاطية المشتعلة وأكوام من الحصى والأتربة، إحتجاجا ً على التقنين القاسي الذي تفرضه مؤسسة كهرباء لبنان على المنطقة، والذي يصل الى حدود العشرين ساعة في الأربع والعشرين ساعة، فضلا ً عن الانقطاعات المتكررة التي يشهدها التيار أثناء ساعات التغذية، التي وصلت الى حدود العشر مرات في الدقيقة الواحدة.
واستهل البقاعيون تحركهم الرافض للتقنين بقطع الطرق الرئيسية شتورا ـ دمشق عند مفرق بلدة بر الياس. ومساء اقفلت الطريق الدولية عند نقطة المصنع احتجاجاً على التقنين.
وفي السياق ذاته أقدم شبان من بلدة كامد اللوز على قطع شبكة الطرق بالإطارات المشتعلة، عند مثلث كامد ـ غزة ـ جب جنين ـ كفريا. ووصف نائب رئيس اتحاد بلديات السهل إبراهيم بدران عملية التقنين وعشوائية التغذية الى جانب مسلسل الانقطاعات بالمهزلة، مؤكدا ً ان الطاقة الكهربائية باتت تشكل معيارا مهما في ترسيخ الاستقرار الحياتي والأمن المعيشي للمواطنين، متسائلا عن جدية الطروحات التي ينشرها المسؤولون المعنيون من حين الى آخر.
من جهة ثانية شبّ فجر امس، حريق كبير في منزل المحامي حسين عساف في مدينة الهرمل جراء اشتعال شمعة اثناء التقنين القاسي في التيار الكهربائي، وقد اتى على كافة محتويات المنزل، وعمل الأهالي والدفاع المدني على محاصرة الحريق منعا لامتداده إلى المنازل المجاورة مما جنب المنطقة كارثة كبيرة. وقد أصيب المحامي عساف بحروق في يديه وعينيه نقل على اثرها ألى المستشفى للمعالجة.
وتجمهر العشرات من أهالي بريقع في قضاء النبطية على طريق بريقع ـ النبطية، وقطعوها بالسيارات ومستوعبات النفايات لبعض الوقت احتجاجاً على التقنين.
وناشد يوسف فحص باسم المعتصمين المسؤولين المعنيين الرأفة بالمواطنين، مشيراً إلى أن التقنين الكهربائي في البلدة وصل إلى 20 ساعة من أصل 24 يومياً.