أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ميقاتي: لانشاء محكمة بيئية عالمية ترغم اسرائيل على دفع تعويضات للبنان

الجمعة 22 حزيران , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,931 زائر

ميقاتي: لانشاء محكمة بيئية عالمية ترغم اسرائيل على دفع تعويضات للبنان

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال إلقائه كلمة لبنان في "مؤتمر الامم المتحدة للتنمية المستدامة" المنعقد في مدينة ريو دو جانيرو في البرازيل، "إلتزام لبنان بالتنمية المستدامة التي يجب ان تكون في اولويات اهتمام الدول والشعوب"، وشدد على "أن لبنان نموذج لتبيان العلاقة بين تحقيق التنمية المستدامة والأمن والسلام والاستقرار لا سيما في المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة".

ورأى ميقاتي "أنه لا يمكن تحقيق اي تنمية مستدامة من دون سلام دائم وعادل لجميع الشعوب"، مجددا "تأكيد لبنان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وعودتهم الى ديارهم، الى دولة مستقلة، ورفض توطينهم في الدول التي لجأوا اليها ومنها لبنان". ورأى "أنه عبثا تبني كل دولة او مجموعة استراتيجية خاصة بها اذا  لم تتضافر الجهود بين كل  الدول من اجل تحقيق برنامج موحد للتنمية المستدامة".

أضاف ميقاتي: إن "التحديات التي واجهتها الاسرة الدولية وما زالت تواجهها، في تحقيق التنمية المستدامة تحتّم ضرورة تجديد الارادة السياسية وايجاد مقاربات شاملة ومتكاملة تؤكد الالتزامات المعلنة سابقا، وتدفع في اتجاه تحقيق اهداف مستقبلية مشتركة. والامر نفسه في العالم العربي الذي يشهد فيه عدد من الدول تغييراً تسعى من خلاله الشعوب الى تحقيق مطالبها حيث تقع التنمية المستدامة في صميم هذه المطالب، لاسيما تحقيق النمو، وتحسين برامج التعليم، وتأمين فرص عمل، وتمكين المرأة من لعب دورها في المجتمع ، واستعمال التكنولوجيا الذكية، ومواجهة التصحّر والنقص في الموارد الطبيعية، والمحافظة على سلامة البيئة".

وتابع ميقاتي : "أما لبنان فيمكن اعتباره نموذجاً لتبيان العلاقة بين تحقيق التنمية المستدامة والأمن والسلام والاستقرار لاسيما في المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة. من هنا اهمية المبادرة من اجل وضع استراتيجيات للتنمية الحقوقية الشاملة والتي تحافظ على الإرث الطبيعي والملكية الوطنية. وقد كثّف لبنان جهوده في هذا الاتجاه مؤخراً حيث أقرّ عدداً من القوانين والانظمة التي ذكرها إعلان ريو عام 1992 وهو يضع حالياً اللمسات الأخيرة لخطة عمل من سبعة محاور للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والبيئي".

اضاف: "إلا أنه، وفي هذا السياق، لا بدّ من التأكيد على أمرين هما  أولاً اهمية تحقيق العدالة في التنمية بين الدول النامية والدول المتقدمة، إذ ان الدول النامية، ومن ضمنها لبنان، بحاجة الى الوقت والدعم التكنولوجي والمالي والأسلوب التشاركي لتحقيق التنمية المستدامة. اما الأمر الثاني فهو التشديد على ضرورة الاعداد الجيّد لمرحلة ما بعد 2015، اي تاريخ إجراء مراجعة ما تحقق من أهداف الالفية للتنمية، والمساهمة بشكل فعّال في صياغة أهداف التنمية المستدامة كخارطة طريق لمستقبل افضل".

واشار ميقاتي الى انه "أمام هذا المشهد، يطرح لبنان التوصيات التالية لمواجهة التحديات القديمة والناشئة: اولها "ضرورة إعادة النظر في النموذج الاقتصادي العالمي، فنحن نرحّب بالنداءات العالمية حول الاقتصاد الأخضر ونحن ندرك تمام الإدراك أنه باستطاعة هذا الاقتصاد أن يدعم الاقتصادات الوطنية، ولكننا ندرك في الوقت نفسه أن الاقتصاد الأخضر وحده لا يمكنه أن يعالج آفات النموذج الاقتصادي الحالي". كما يؤكد لبنان "أهميّة إصلاح الإطار المؤسساتي العالمي للتنمية المستدامة إن كان من خلال تدعيم برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتعزيز صلاحياته ،أو تحويله إلى هيئة خاصة بالبيئة، وتحويل لجنة التنمية المستدامة إلى مجلس مستقل تماشياً مع إعادة النظر بصلاحيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي".

ولفت ميقاتي الى ان "لبنان يطرح إمكانية إنشاء محكمة بيئية عالمية، خاصة بعد تداعيات حرب تموز 2006 البيئية وابرزها  كارثة التلوّث النفطي التي، وحتّى تاريخه، لم يحصل لبنان على أي تعويض من العدوّ الاسرائيلي من جرّائها، بالرغم من القرارات الستّ التي صدرت عن الجمعيّة العامة للامم المتحدة في هذا الصدد". واشار الى ان "الواقع المؤلم ان هذا الرفض الاسرائيلي للاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، لا يقتصر فقط على الشأن البيئي، بل يتجاوزه الى استمرار اسرائيل في احتلال اجزاء غالية من بلدي لبنان، لاسيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، وفي تماديها برفض تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن في العام 2006، وتزايد انتهاكها للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا. ولبنان الذي التزم تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، يحتفظ بحقه في استعادة اراضيه التي لا تزال محتلة، وفي وقف كل الممارسات الاسرائيلية العدوانية ، وذلك بكل الوسائل المتاحة لاسيما تلك التي تضمنها شرعة حقوق الانسان والمواثيق والمعاهدات الدولية".

والتقى الرئيس ميقاتي حشدا من أبناء الجالية اللبنانية في ريو دو جنيرو وساو باولو في حفل إستقبال أقامه قنصل لبنان العام في ساو باولو علي ضاهر في مقر اقامته. شارك في الحفل عقيلة ميقاتي السيدة مي، الوفد اللبناني الى مؤتمر الامم المتحدة ويضم الوزراء عدنان منصور، نقولا نحاس، جبران باسيل وناظم الخوري وممثل لبنان الدائم  لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام. كما حضر ممثلو الطوائف والاحزاب اللبنانية، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في البرازيل جيمي الدويهي، إضافة الى شخصيات برازيلية.

ودعا ميقاتي في كلمته جميع اهلي في البرازيل الى ان "يتقدموا من السفارة اللبنانية والقنصليات من أجل المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، لأن صوتهم مهم جدا.سمعت في خلال هذه الزيارة الكثير من الأسئلة المقلقة عن الوضع في لبنان، ولنكن واضحين، إن وضع المنطقة صعب جدا، ونحن نمر بفترة صعبة، لكن اللبناني يبقى متميزا  دائما  في الأوقات الصعبة ومتماسكا مع أخيه اللبناني، وهذا التماسك ليس قائما فقط بين اللبنانيين في لبنان بل أيضا بين اللبنانيين المقيمين والمنتشرين". قال رئيس الحكومة  الراحل صائب سلام ذات يوم إن لبنان لا يقوم الا بجناحيه، وكان يقصد جناحيه المسلم والمسيحي، وأنا اضيف اليوم ان لبنان لا يقوم الا بجناحيه المقيم والمغترب. فكيف نخاف على لبنان، وأمثالكم حريصون عليه بكل ما للكلمة من معنى"؟.

أضاف: "اطمئنكم أن لبنان بخير ونحن في إنتظاركم في أي وقت في لبنان، وحضوركم الى لبنان أساسي وضروري لكي نبرهن للعالم أن لا أحد يخيف لبنان وهو سيبقى مرفوع الرأس بوجود أمثالكم المؤمنين به وبدوره في محيطه والعالم".


Script executed in 0.19330811500549