جدد رئيس حزب "القوات" تأكيده على عدم المشاركة في طاولة الحوار يوم الاثنين للأسباب نفسها التي جعلته يقاطع الجلسة الأولى، ليس لأننا ضد الحوار، بل لأننا نريد حوارا جديا، والحوار القائم اليوم ليس عنده مقومات لا النجاح ولا الجدي".
ورفض جعجع مقولة انه "وحلفاءه وقعوا حلفاءك وقعوا في الفخ، بل نحن وحلفاؤنا أوقعنا الآخرين في الفخ"، و كان هناك فخ منصوب لنا وفكرنا في المخارج لتجنّب الوقوع فيه".
وتابع: "لو ان كل "قوى 14 آذار" لم تذهب الى الحوار، لكانوا حمّلونا مسؤولية كل شيء من انقطاع الكهرباء، وحرق الدواليب، و حلفاؤنا فضّلوا اعتماد أسلوب الملاءمة السياسية، ونحن في "القوات" فضلّنا التصرّف بطريقة اخرى، ولو لم تكن سياسيا ملائمة تجاه دعوة صادرة من رئيس الجمهورية. وبالتالي اكتملت الادوار، الحوار كمّل، نحن عبّرنا عن موقفنا".
وقال جعجع: "الرئيس ميشال سليمان دعا الى الحوار بكل نية طيبة، لأنه يريد أن يقوم بأي شيء لمعالجة الوضع السائد من ضمن الصلاحيات التي يملكها، هو دعا المعارضة والموالاة لكي يحاولا التفاهم. من نصب الفخ بالفعل هو الفريق الآخر، من خلال عدم وجود نية جدية للحوار. سوريا و"حزب الله" هما فريقان أساسيان على طاولة الحوار، وهما ليسا جديين في الوصول الى شيء. وقد أصرّا على الحوار حاليا انطلاقا من "الهريان" الموجود. وهذا كان سببا أساسيا لعدم تلبيتنا الدعوة، لان مشاكلنا الحالية تحتاج الى قرارات حكومية، وليس التباحث حول جنس الملائكة. الموازنة، والتعيينات، وأحداث طرابلس، الحدود، الاقتصاد، الكهرباء... كل هذه الامور لا علاقة لها بالحوار. أما الموضوع الذي له علاقة بالحوار تبعا لدعوة رئيس الجمهورية، فهو سلاح "حزب الله"، ولا أحد يضحك علينا ويقول لنا انه سيحلها. بأيام الخير ما انحلت.
وتابع: " أرغب بأن أكون شريكا بأي بصيص أمل اذا كان كان جديا، وليس مجرد سراب. واذا كان الحوار يؤثر فعلا على تحسين الاقتصاد فأنا مستعد لان أذهب سيرا على الأقدام الى بعبدا. صحيح ان الصورة قد تؤثر من الناحية النفسية، لكن ليس بأوضاع كالتي نشهدها حاليا حيث هناك أحداث لا إمكانية للسيطرة عليها".
وأشار الى ان " رئيس الجمهورية جدّي، لافتا الى ان المتحاورين لن يخرجوا بشيء من الحوار، هو مضيعة للوقت وتضييع للتركيز عن المكان الذي يجب ان نركّز أنظارنا اليه. الآن يجب على الحكومة ان تجتمع وتتخذ سلسلة قرارات، هذا هو المطلوب فقط في الوقت الحاضر".
واعتبر جعجع ان "البديل عن الحوار هو العمل الحكومي الجاد والفوري، ونقبل بالحكومة الحالية أن تبدأ بالعمل الجدي وسنكون أول من يصفق لها"، لافتا الى ان "الحوار ليس هو البديل من المؤسسات الدستورية، ونحن نقبل بالحكومة حتى لو أننا لسنا موجودين فيها اذا اتخذت أي قرار بالاتجاه الصحيح. وأحد من القرارات المطلوبة بإلحاح مشكلة طرابلس مثلا".
وتساءل: "هل يجوز أن تبقى مسألة باب التبانة وجبل محسن تشلّ مدينة بأكملها وكل الشمال؟ كل فعاليات طرابلس والشخصيات والاحزاب والمرجعيات الدينية تطالب بوضع حلّ للأزمة. لماذا لا تجتمع الحكومة وتأخذ قرارا تكلّف من خلاله الجيش بجمع السلاح من جبل محسن والمناطق الموازية، وتحدّد بقع العمليات للجيش. ولا تقولوا لي رفع غطاء، "نحن مش عم نطبخ فاصولياء".
ولفت جعجع الى ان "الجيش خاض معركة نهر البارد، لكن المسألة انتهت لان "فتح الإسلام" خرجوا من المخيم وليس لان الجيش تمكّن من الحسم"، وهذا ليس صحيحا. بعد شهرين من القتال الضاري لم يتمكنوا من الاستمرار، وضاقت الحلقة عليهم، واضطروا للانسحاب من المخيم. اذا كان المقصود، أمام مشكلة كالتي في طربلس، أن على الدولة ألا تتصرف إلا بالتراضي فأنا لا أوافق على ذلك. لا يمكن حلّ مشاكلنا بهذه الطريقة".
وأعلن جعجع من جهة ثانية انه "مع مشاورات حوارية موضعية بعيدا عن الإعلام تضم "القوات"، و"حزب الله" وعون، و"أمل" و"المستقبل"، و"الاشتراكي" طاولة تضم 4 أو 5 رئيسيين، للتفتيش جديا عن حلول، وليس طاولة يجلس عليها 20 شخصا بجدول أعمال موضوع من سبعة أعوام، لم نستطع أن نقرّر فيه فاصلة. وبموضوع بأيام الخير لم نتمكن ان نقرّر فيه. ليس هذا الموضوع المطروح الآن.
وعن طرح موضوع "سلاح حزب الله" فقط على طاولة الحوار قال جعجع: " اليوم هناك مواضيع أكثر إلحاحا هذا من جهة، من جهة اخرى، لا أحد يقنعني بأن قضية سلاح الحزب ستحلّ الآن. الحزب غير جاهز لان يحكي بموضوع سلاحه".
واشار جعجع الى ان " لو رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون علم أني لن أشارك بالحوار لما كان شارك بالحوار، لكنه لم ينتبه بعد إلى أنني غائب، ولو نحن كنا في الحوار، وغاب "تيار المستقبل"، لكانت شاركت "الكتائب" طبعا.
وقال: "موقف "الكتائب" انطلق من اعتبار ان "القوات" لن تشارك، و"الكتائب" تعتبر أن "المستقبل" هو الفريق الاساسي انطلاقا مما يجري في الشمال وبيروت والبقاع.
وردا على سؤال، اشار الى ان "القوات" ليست في واجهة لأحد، وأي شيء نقوم به في الوقت الحاضر، كان في الاساس من صلب مشروعنا السياسي من عشرين سنة وأكثر، وهذا الكلام يصحّ لو كنا نحمل مشروعا سياسيا ثم انتقلنا الى مشروع آخر لنغطي على طرف آخر".
وأضاف: " نحن لسنا مع السنّة ولا ضد السنّة. لا مع الشيعة ولا ضد الشيعة. نحمل نظرة معينة تجاه لبنان. من مع هذه النظرة نلتقي معه، أيا كانت طائفته، ومن ليس مع هذه النظرة نختلف معه، أيا كانت طائفته".