دعا أمير "كتائب عبد الله عزام في بلاد الشام" ماجد بن محمد الماجد "الثوار والمجاهدين في سوريا للابتعاد عن كل الأعمال المنفرة للناس عن الجهاد".
الماجد وفي كلمة صوتية حملت عنوان "ربيع الشام" تلقت "النشرة" نسخة منه، إعتبر أن "على الثوار السوريين استكمال الثورة ومراعاة ظروف الناس ودعوتهم ومراعاة ما مروا به من تضليل من النظام طيلة العقود الماضية".
كما دعاهم للابتعاد عن "أي عمل قد يستغله النظام لزرع الفرقة في صفوف الثوار ليخفف عن نفسه، والإعراض عما ينفر الناس ويمنعهم من الاستمرار في التظاهر ودعم الثورة".
ودعا الماجد إلى "اجتناب تفجير السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة داخل المدن ولو كانت الأهداف مهمة، لأن حفظ شعبية الثورة أهم وأدوم للعمل".
وشدد على أن "تفويت المكسب الجزئي العاجل متعين إذا أثر على مقاصد العمل وأسس قوته وأسباب امتداده".
ودعا أمير "كتائب عبد الله عزام" إلى أن تكون "العمليات الجهادية في سوريا امتداداً للعمل الثوري وداعماً له دفاعاً عن الحرمات والنفوس والأعراض".
ودعا الماجد لأن تكون الأمة "صفاً مرصوصاً في مواجهة النظام المجرم لمنع الفتنة والإرجاف بين المجاهدين والثوار وحذرهم من الاختلاف".
كما حذر الماجد الثوار من "تحميل الناس مالا يطيقون وتحديثهم بما لا يعرفون ففي ذلك صد عن سبيل الله وإن قصد غير ذلك".
كما دعا الماجد لدعم "المنشقين عن الجيش النظامي والتعاون معهم على دحر الطاغية وشبيحته ومرتزقته".
ودعا الماجد "لترك قتال من لم يدخل المعركة إلى جانب النظام والاكتفاء بقتال جنوده المقاتلين وشبيحته ومخابراته"، كما دعا الماجد إلى "عدم الاصطدام بالطوائف الأخرى من غير المسلمين ممن لم يقاتل المسلمين أو وقف على الحياد او أبدى مواقف فيها تأييد للثوار مثل الدروز والنصارى".
ودعا الماجد "المجاهدين في سوريا للالتحام بين الناس وعدم الشذوذ عنهم لأن الثورة ثورة شعب وليست ثورة نخب وجماعات".
وشدد على أن "ثورتكم هذه هي أنموذجٌ أوَّليٌّ لبطولات أبناء هذه الأمَّة، وسيكونُ عُقْبًا لها أمورٌ عظامٌ لها أثرٌ على العالم الإسلاميِّ بأسره لا على بلاد العرب خاصةً، فأنتم قلبُه النابض"، لافتاً إلى أن "بتحرُّركم من هذا الطاغوت المجرم؛ تتحرَّرُ أمَّتُكم المسلمة مِن ذُلِّها وقهرِها بإذن الله تعالى، وتُعينون إخوانَكم الثائرين في بلادٍ أخرى، الذين خُدِعوا بتغيير وجوه النظام دونَ أصوله فوُئِدَت ثَوَراتُهم، تُعينون بتحرُّركم الحقيقيِّ الكاملِ إخوانَكم هؤلاء على أن يُكمِلوا ما بَدَؤُوه ويجتثُّوا جذورَ الأنظمةِ المنبِتةَ للفساد في بلادهم".
وأضاف: "اصبروا على المدافعة مهما اشتدَّتْ وكشفت عن ساقها، وإيَّاكم وما فعلوا فتندَمُوا كما نَدِموا، فلن يكونَ تغييرٌ حقيقيٌّ إلا بما أنتم الآنَ فيه، والتغييرُ الحقيقيُّ ليس باستبدال عميلٍ جديدٍ بشخص بشَّار، ولا بإحداثِ انتخاباتٍ صوريَّةٍ تُشعِرُكم بحرِّيَّةٍ لا حقيقةَ لها واختيارٍ لا نفاذَ له، بل يكونُ التغييرُ باجتثاث النظام المجرمِ الفاسدِ مِن أصولِه ومفاصله، وهذا يَعُمُّ أشخاصَ مجرمي النظام وصفاتِه كذلك، ككونِه نِظامًا يُعَبِّدُ الناسَ لنفسه، ويُعَبِّدُ الدولةَ للدُّوَل الكبرى، وما الأوَّل إلا وسيلةُ الثاني، وإنَّ طواغيتَ الأرض -مهما خدعُوكم- واللهِ لا يَرضَون أن يحكمَكم نظامٌ عادلٌ حقًّا، لِعِلمِهم أنَّ مَن نال الحريَّة في دولته، طلب الحرية لدولته، وأن من تحرَّر -حقًّا- من نظام الأسد ومبارك بنظامٍ أمينٍ عادلٍ يَحفَظ حقوقَه وحرِّيَّتَه؛ تحرَّرَت دولتُه مِن هيمنة فرنسا وأمريكا بعَلاقاتٍ دوليةٍ نِدِّيَّةٍ عادلةٍ تحفظ سيادتَها وحرِّيَّتَها، فهي في الحقيقة حريةٌ واحدةٌ لا يَنفكُّ جانبٌ منها عَن الآخر، فاسلكوا مِن الآنَ المسالكَ التي تحرُس ثورتَكم، واجتنبوا ما تتكرَّرُ به مأساةُ ثوَراتِ القرن الماضي، والمؤمنُ لا يُلدَغ من جحرٍ واحدٍ مرتين، فافهموا هذا".
ولفت إلى أنَّ "مِن ورائكم أمةً مستضعفةً مشتتةً مغيَّبةً عن دينها وعن نَيل مصالح دنياها، مضيَّعةَ الطاقاتِ منهوبةَ الثرَوات، تَحيا بحياتِكم، ويبدأ نصرُها إن حصل النصرُ لكم؛ فقتيلُكم ليس قتيلَ أهلِه وشعبه، بل هو قتيلُ أمَّتِه كلِّها، يروي بدمائه شجرةَ حياتها، فيقوى جِذعُها وتمتدَّ أغصانُها فتَرسِمَ ظِلالَ الشريعة التي يستظلُّ بها ضَعَفَةُ أبنائها، وتخضرّ أوراقُ عِزِّها وكرامتِها فيَحيا بها ملايينُ المسلمين بإذن الله، فما أشرفَها مِن قِتلةٍ، وما أعظَمَه من هدفٍ سامٍ تُقدِمُون في المعارك مِن أجْلِه، وإنَّ اللهَ تعالى قد وعدكم بالنَّصر أو الشهادة، وإنَّه -وعزَّتِه وجلالِه- ما كَذَبَكم! فاصبروا واحتسِبوا وأقدِموا، واعلموا أنَّ مِن خلفِكم آلافًا يَلحقون بكم، ولكنَّه {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} ، وخيرُ النَّاس أبدرُهم إلى العمل، وفيمن لحِق بهم خيرٌ".