المبعوث الاميركي كتب ملاحظة على الهامش تقول إن آراء الجميّل بدت متأثرة بأجواء زيارته الاخيرة الى المملكة السعودية. رامسفيلد شدّد على وجوب تمسّك الحكومة اللبنانية باتفاق 17 أيار لأن «ذلك يزيدها قوة». وحذّر الجميّل من القيام بأي صفقة سياسية مع السوريين على حساب الاتفاق لأن «هذا سيكون أسوأ ما يقوم به اللبنانيون».
الجميّل ردّ أولاً على رسائل الاسرائيليين واحتجاجهم على عدم عقده لقاءات مباشرة معهم، بالقول «إنهم يطلبون منا أن نعطي الكثير ولا يهبوننا شيئاً في المقابل». وتابع: «هم يضغطون من أجل التطبيع وأنا أريد أن احافظ على أوراق اعتمادي العربية»، مردفاً أن «الملك فهد بن عبد العزيز كان صارماً جداً حول هذه النقطة خلال لقائنا الاخير».
الجميّل لام الاسرائيليين «بمرارة» على انسحابهم من الشوف ووصف خطوتهم بـ «التصرف الاجرامي الذي ألحق ضرراً كبيراً به وبلبنان». كما اعترض على «تزويد إسرائيل القوات اللبنانية والدروز بالسلاح في الوقت نفسه». الرئيس اللبناني أبدى استعداده «لإقامة استراتيجية مشتركة مع إسرائيل والولايات المتحدة شرط أن لا يكون ذلك على حساب علاقاته مع العرب وخصوصاً مع السعوديين».
وفي الختام شكر السفير الأميركي في لبنان ريجينالد بارتولوميو، قرار الحكومة اللبنانية قطع علاقاتها مع إيران الذي سيعلن بعد يومين.
في لقاء ثان، وخلال زيارة رسمية الى واشنطن في 2 كانون الاول 1983 مع وفد لبناني رسمي، ناقش الجميّل مع وزير الخارجية الاميركية جورج شولتز النقاط التي يجب إعلانها للصحافة حول نتائج الزيارة. الجميّل شدد على ضرورة الحديث على «أننا بحثنا في موضوع الانسحابات من لبنان وأننا اتخذنا التدابير اللازمة لتحقيق أهدافنا». لكن شولتز ردّ بالقول إن «جوابنا سيكون كالآتي: اتفاق 17 أيار قد نوقش والرئيس والولايات المتحدة أكدوا دعمهم له». وهنا قاطع الرئيس الجميّل بالقول «إن الرأي العام اللبناني يتطلّع الى سماع أن هناك تدابير عملية اتخذت لتطبيق الاتفاق ومن المحرج لي أن يؤتى على ذكر الاتفاق فقط». وعندما لم يوافق شولتز على مطلب الجميّل، قال الأخير «علينا أن ننسى الاتفاق بحدّ ذاته ونركّز على تطبيقه». وهنا نبّه شولتز الجميّل: «يجب أن تنتبه الى كيفية انتقاء كلماتك. فالحديث عن نسيان الاتفاق يعني أن يخسر لبنان الولايات المتحدة وإسرائيل»، فسارع الجميّل الى التوضيح: «لم أقصد ذلك أبداً».