وبرزت مذكّرة واحدة لافتة كتبت بعد أيام من هجمات 11 أيلول 2001، وفيها يعلن رامسفيلد لجورج والكر بوش استراتيجية "الحرب على الإرهاب" وأهمّ أهدافها. رامسفيلد حدد لبوش خمس خطوات رئيسية في تلك الحرب، بينها "انسحاب سوريا من لبنان". الأمر الذي تمّ بعد 4 سنوات إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
وفي مذكرة اخرى نقل رامسفيلد عن رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحق شامير انه "يجب علينا أن نحرّر بيروت" خلال لقاء بينهما في 16 تشرين الثاني 1983. شامير قصد بـ "تحرير بيروت" التخلص ممن سمّاهم "الارهابيين". كيف؟ رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي أنه في السياسة "علينا أن ندعم الجميّل"، وعلى الأرض "يجب أن نتخلّص من الأهداف الإرهابية الموجودة في بيروت وضواحيها تماماً كما استهدفنا مخيم تدريب الحرس الثوري الايراني في البقاع وصفّينا 30 عنصراً منهم". اضاف شامير "علينا تنظيف بيروت وحماية جماعتنا هناك لأنهم معرّضون في كل وقت".
وحذر رئيس الحكومة الاسرائيلي من "نيّة الرئيس السوري حافظ الأسد شنّ "حربه الشاملة" على إسرائيل بعد السيطرة على منظمة "التحرير الفلسطينية". وخلص إلى أن "على سوريا أن تدرك أن الأراضي اللبنانية لا يمكن أن تستخدم من قبل "منظمة التحرير" أو إيران لتنفيذ عمليات إرهابية".
رامسفيلد نقل لشامير أيضاً عتب الرئيس اللبناني امين الجميّل بسبب مساهمة الاسرائيليين في إنشاء "ميني ــــ دولة" درزية في الشوف. رئيس الوزراء الاسرائيلي ردّ بأن على الجانب اللبناني أن "يتعاون معنا بشكل أكبر"، مردفاً أن "الوزير إيلي سالم كان قد شدد على أهمية التعاون الاستخباري بين إسرائيل ولبنان لكن لا شيء من ذلك تحقق حتى الآن". وأضاف: "على الجميّل أن يتقبّل أن الدروز يريدون حصتهم من الكعكة السياسية ولديهم القوة العسكرية الكافية لدعم مطلبهم". شامير ورامسفيلد اتفقا على توصيف المسؤولين اللبنانيين بـ "الليّنين جداً" إذ "اعتادوا الاتكال على الخارج لحلّ كافة مشاكلهم".
وفي 17 تشرين الثاني 1983 اجتمع رامسفيلد بوزير الدفاع الاسرائيلي موشي أرينز للبحث في أزمتي لبنان وسوريا. استراتيجياً اتفق الطرفان على "ضرورة إبقاء الدعم القوي لأمين الجميّل بغية تحقيق الأهداف الاميركية ــــ الإسرائيلية المشتركة في لبنان". أرينز رأى أنه "اذا سحبت واشنطن المارينز من لبنان ينتهي الجميّل". وزير الدفاع الاسرائيلي نبّه من حرب طويلة مع الأسد في لبنان، وتابع: "اذا ساءت الأحوال، تأخذون أمين الجميّل على متن إحدى سفنكم الحربية ونحن نبقى في جنوب لبنان".
وفي سؤال عن ميليشيا "القوات اللبنانية"، أكّد وزير الدفاع الاسرائيلي أنها "ليست في طريقها الى الانهيار. لكن معنوياتهم ضعيفة، فهم يرون أن الجميّل لا يدعم المسيحيين بشكل كاف ولا يقف مع الاسرائيليين بقدر ما يجب، وهو ليس قويا كفاية للوقوف بوجه المسلمين بشكل عام وسوريا بشكل خاص". وعن أداء الجميّل، أضاف أرينز أنه "يلعب في الاتجاهين. فهو يريد أن يهاجمنا في العلن ويطلب منّا المساعدة في السرّ. وهو يقول للسوريين إنه يريد التخلص منّا ثم ينشد دعمنا ويطلب منا ضرب السوريين".