والنتيجة، فشل اسرائيل في تحقيق أيّ من الأهداف التي شنّت الحرب من أجلها. لكن الانتصار الذي حققته المقاومة وشعبها لم يأت من دون خسائر أليمة. كانت المجازر المتنقلة، من مروحين إلى صور والدوير وعيترون وصريفا والضاحية وبعلبك وغيرها، تحصد الأرواح بالعشرات، وتدمّر البيوت بطريقة منهجية ومدروسة لا تهدف إلا إلى تشريد الاهالي.
خفّف الانتصار الذي انتهت إليه الحرب من آلامها، إلا أنه لم يزلها تماماً. اليوم، وبعد ست سنوات، يعترف الضحايا بأنهم غير قادرين على النسيان. حتى من عادوا إلى بيوتهم بعد إعادة إعمارها، يشعرون بعدم القدرة على التأقلم مع الواقع الجديد. لقد خسروا الأهل والجيران والاصدقاء، وكلّ المحيط الذي يجدون أنفسهم فيه اليوم يذكرهم بيوم مشؤوم، عبثاً يحاولون محوه من روزنامة حياتهم.
على الرغم من ذلك، تبقى نقطة الضوء الوحيدة بالنسبة إليهم، أبطال المقاومة الذين رابطوا عند خطوط المواجهة الأمامية، وخاضوا مواجهات بطولية منعت الاسرائيليين من التقدّم جنوباً.
«الأخبار» التي تستطلع في هذا الملف ما آلت إليه حياة عدد من الناجين من عدوان تموز، مدركة أنها تغيب عن العشرات غيرهم، تحتفي أيضاً بأحد أبطال المقاومة، صياد الميركافا، الشهيد علي صالح.
الأخبار