وطالب المعتصمون الذين قطعوا الطريق بالاتجاهين، بالإضافة إلى الطريق البحرية لأكثر من ساعتين، بإطلاق سراح الضباط والعسكريين الموقوفين كشرط اساسي لإعادة فتح الطريق، مؤكدين ان «ضباط الجيش قاموا بواجبهم الوطني على أكمل وجه». وقام المعتصمون بتوزيع الأعلام اللبنانية وشعارات الجيش على السيارات العابرة، مؤكدين حرصهم على عدم النيل من هيبة المؤسسة العسكرية وعناصرها، وكف يد السياسة عن القضاء في القضية. وعلى الرغم من نجاح القوى الأمنية من أمن داخلي وجيش في إعادة فتح الطريق من بيروت باتجاه طرابلس قرابة العاشرة والنصف من ليل امس، وإصرار الجيش على فتح المسرب الثاني من الشمال باتجاه العاصمة لاحقاً، إلا أن كرة تجمع المواطنين كبرت شيئاً فشيئا، إلى درجة قال فيها الداعون للاعتصام إن قرار فتح الطريق لم يعد بأيديهم، بعدما بادر مواطنون كثر إلى الانضمام للاحتجاج، نصرة للجيش واعتراضاً على إعادة توقيف الضــباط بعدمــا تم الإفراج عنهم، وذلك استجابة لقطع الطرق والضغوطات الأخرى. وعبر بعض المعتصمين عن انزعاجهم من إطلاق القوى الأمنية النار في الهواء خلال فتح الطريق، مشــيرين إلى «التميــيز بين منطقة وأخرى»، في إشارة إلى ما يحصل من قطع طرق في مناطــق أخرى من لبنان.وتعليقاً على قطع الطريق، اتهم النائب خالد الضاهر في حديث للـ«ال بي سي» «قائد الفوج المجوقل في الجيش اللبناني بالتحريض على التظاهرة مؤكداً ان من قتل الشــيخ عبد الواحد ليس من الجــيش ولا يجوز الدفاع عن القتــلة». كما اتهم الضاهر التيار الوطــني الحر وحزب الله بالوقوف وراء ما يحصل.واستنكر وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في حديث لتلفزيون «ال بي سي» ما يحدث، معتبراً أن الدفاع عن الجيش يتم أمام القضاء وبالطرق السلمية، وليس بقطع الطرق. و اعتبر النائب أنطوان زهرا في حديث لـ«إل.بي.سي» ايضاً ان «الاعتصام أمام ثكــنة صربا يورط الجيش ولا يســـاعده، وأن ما يجري خطير جدا ونحن حريصون على الجيش ونريده قويا»ً.في الإطار ذاته، دعا مكتب الإعلام والعلاقات العامة في «التيار الوطني الحر» في بيان أمس («الوطنية للإعلام») إلى «التجمع اليوم دعما للجيش ودفاعا عنه ورفضا للحملات التي تشن ضد أفراده ضباطاً وجنوداً». أضاف البيان: «الجيش ليس يتيما، فالشعب أمه وأبوه وسيقوم بالواجب».وختم: «الواجب يناديكم اليوم اعتباراً من الساعة السادسة مساء للتجمع أمام المتحف الوطني والمشاركة في مســيرة سلمية نحو المحكمة العسكرية، احتجاجا على استمرار توقيــف الضباط والجنود وعلى تسييــس القضاء».وعند منتصف الليل قام «أصدقاء الجيش» بقطع الأوتوستراد الرئيسي في البترون بالإطارات المطاطية المشتعلة وبالاتجاهين، احتجاجا على إعادة توقيف الضباط الثلاثة في حادثة الكويخات، وأقدموا على تحطيم سيارة أحد المارة، مما أدى الى توقف حركة السير بالاتجاهين. كما أقدم بعض الشبان على قطع طريق نهر ابراهيم للسبب نفسه، قبل أن تعيد القوى الأمنية فتح جميع الطرق في وقت لاحق.