وفي السياق نفسه، انضم باراك إلى المترقبين لسقوط النظام السوري، في اعقاب التفجير الذي استهدف مبنى الامن القومي في دمشق أول من امس، واصفاً ما جرى بأنه تعبير عن «انهيار حقيقي، سيُسرِّع من سقوط نظام الاسد». وأكد باراك لنظيره الأميركي، ليون بانيتا، أن اسرائيل تتابع عن قرب ما يجري من تطورات، كما «تتابع بحذر محاولات حزب الله نقل منظومات اسلحة متقدمة او مواد كيميائية من سوريا الى لبنان».
الى ذلك كشف باراك عن خلفية الاجراءات التي اعلنتها اسرائيل في الجولان، بالقول ان الضربة التي تلقاها النظام السوري «ستشكل نقطة تحول تُسرِّع من سقوط نظام الاسد»، مضيفا انه يجري تقدير وضع مع رئيس الاركان بني غانتس، حول هذا الامر، كما انه يتواصل في الاطار نفسه مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
واعرب باراك عن اعتقاده بأن «اسرائيل ليست في حالة خطر فعلي من مسار اسقاط الاسد، وهو هام جدا». وحذر خلال جولة في هضبة الجولان من امكانية نقل اسلحة كيميائية ومتطورة الى حزب الله، معلناً أن «على اسرائيل أن تستعد لامكانية اجتياز موجات من اللاجئين السوريين السياج في الجولان»، بناءً على فرضية اقتراب انهيار النظام. ولفت باراك الى «إمكانية استمرار القتال في داخل سوريا حتى بعد سقوط الاسد»، وضمن هذا الاطار «يمكن ان يتحول الجولان منطقة عسكرية مغلقة يمكن ان تعمل فيه منظمات ارهابية»، وفي ضوء ذلك «ينبغي ان نكون في هذه المنطقة مستعدين».
اما غانتس، فاعتبر اغتيال القادة السوريين الثلاثة، في مبنى الأمن القومي، «ضربة قاسية جدا للمحور الراديكالي، ولكل من الايرانيين وحزب الله أيضاً»، مشيرا الى ان «العالم يتحدث ويدعو الى وقف ما يجري في سوريا لكنه لا يفعل شيئا».
من جهة اخرى، رأت صحيفة «اسرائيل اليوم» ان عملية تفجير دمشق، واستهداف الباص الاسرائيلي في بلغاريا، «كفيلان بأن يلزما اسرائيل بأن تتخذ قريبا، وربما في غضون ايام، قراراً صعباً». وتساءلت الصحيفة عما اذا كانت اسرائيل ستتخذ قرارا بمهاجمة لبنان، وأكدت أن هذا الخيار هو محور بحث القيادة الامنية الاسرائيلية، فضلاً عن وجود مخاوف على مصير الاسلحة الكيميائية جراء انهيار سريع للحكم في دمشق ونقل وسائل قتالية متطورة الى لبنان.
وبموازاة ذلك، لفتت الصحيفة الى ان اسرائيل ليست في وارد التدخل المباشر في سوريا إلا في حال حصول احد سيناريوهين: توجيه النيران ضدنا، وهو احتمال منخفض جدا، بحسب التقدير الاسرائيلي، او نقل سلاح استراتيجي الى حزب الله في لبنان.
اما صحيفة معاريف، فقد اعتبرت الوضع في سوريا «أكثر تعقيدا واكثر خطرا» وكشفت عن طرح ثلاثة سيناريوهات، في المداولات الأمنية، بحضور رئيس الاركان الاسرائيلي، للايام المقبلة: «الاول، استمرار الوضع القائم وتصعيده، مع ما يعنيه ذلك من استمرار النزف الدموي، وفي ضوء ذلك ستواصل اسرائيل الامتناع عن القيام بأي خطوات عملانية، وتقف جانباً». اما السيناريو الثاني، «فتفكك نظام الاسد وسيطرة المعارضة على معاقل قوة النظام، بما في ذلك مخزونات السلاح الاستراتيجي واسلحة الدمار الشامل، ففي هذه الحالة سيبقى موقف اسرائيل، ايضا كما في الحالة الاولى، الامتناع عن القيام بأي خطوات عملانية ايضا».
اما في السيناريو الثالث فتوجد ثلاثة مستويات: الاول، «تسلل السلاح الاستراتيجي البيولوجي والكيميائي من سوريا الى حزب الله في لبنان او الى منظمات الجهاد العالمي، والثاني سيطرة عناصر الجهاد العالمي على المخزونات، والثالث توجيه قسم من هذا السلاح نحو اسرائيل، رغم انه ذو امكانية متدنية جداً. وفي هذه الحالات الثلاث، «على اسرائيل اتخاذ قرار لن يكون سهلا عليها».
ولفتت «معاريف» الى ان اسرائيل امسكت نفسها في المرات السابقة، عندما تم نقل اسلحة من سوريا الى حزب الله، و«لكنها هذه المرة جدّية»، مشيرة الى أن هجوماً من هذا النوع «قد يشعل المنطقة بسرعة مذهلة، في الوقت الذي تنتظر فيه ايران هذه اللحظة، وحزب الله يقف على الجدار، والحالة متفجرة، وقابلة للاشتعال». وأكدت أن «الولايات المتحدة نشطة جدا على هذا الصعيد، إذ عزز الاميركيون تواجدهم في المنطقة، وتلقت الوحدات الخاصة المحيطة بسوريا، التعليمات المناسبة، وبالتالي من الممكن توقع حصول تعاون اميركي اسرائيلي وربما مع جهات اخرى ايضاً». أضافت الصحيفة: «عندما نتذكر بأن كل هذا يحصل في الايام التي يستجدي فيها العالم كي لا تهاجم (اسرائيل) ايران، في الاشهر المقبلة، فإن الوضع يتعقد أضعافاً»، محذرة من أن «حر الايام الاخيرة قد يظهر كبرد اوروبي مقارنة مع ما ينتظرنا لاحقا».