أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«المبرات»: أمانة التواصل مع الجميع

الثلاثاء 24 تموز , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,794 زائر

«المبرات»: أمانة التواصل مع الجميع

مرّت سنوات، ولم يشعر صبحي باليُتم، بعدما احتضنه الأب الروحي لـ«المبرات» الراحل المرجع السيد محمد حسين فضل الله، ليتلقى أفضل الرعاية، ويتابع دراسته الثانوية ومن ثم الجامعية، إلى حين تخرجه من «الجامعة الأميركية للثقافة والعلوم». وها هو «ابن المبرّات» يعمل اليوم مسؤولاً للرعاية الأسرية في الجمعية، ليترجم من خلال تجربته الشخصية فكرة تمكين الأسرة التي حرم منها.

إلى وظيفته، أطلق صبحي مشروع «معرض العطاء» الذي يُقام سنوياً بهدف جمع التبرعات للأيتام.. هي المبادرة التي قام بها من تلقاء نفسه انطلاقاً من شعوره بالحاجة إلى تلقي المساعدات والرعاية.

انطلقت «جمعية المبرّات الخيرية» في العام 1978, كمشروع إسلامي إنساني وتربوي، يسعى إلى التنمية الإنسانية ويشارك في صنع المستقبل. وتتنوع أشكال الرعاية فيها بين «رعاية أسرية» وحضانة الأطفال الرضّع. وقد سعت الجمعية من خلال «مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل»، إلى تنمية القدرات الشاملة لذوي الحاجات الخاصة، من تعليم وتأهيل وتربية، حرصاً منها على تمكين المعوّق من الشعور بإنسانيته والانطلاق في المجتمع إنساناً فاعلاًً ومتفاعلاً مع فئات المجتمع كافة.

وفي إطار الاهتمام بالأشخاص المعوقين بعد تخرّجهم، أطلقت الجمعية مشروع «فرصة»، وافتتحت مكتباً للتوظيف في «مؤسسة الهادي»، ووضعت قواعد للمشروع وآلية للعمل للتوجه نحو ذوي الحاجات الخاصة الذين يتخرجون من الجامعات والمهنيات ويتمتعون بمهارات، ولا يجدون وظائف أو فرص عمل. 

وأولت «المبرّات» اهتماماً بالتعليم المهني الذي يحلّ مشكلة الطلاب الأيتام وذوي الحالات الاجتماعية الصعبة، الذين لا تسمح لهم الظروف متابعة دراستهم الأكاديمية.

ولـ«المبرات» حلّتها الرمضانية، وكانت قد استهلّتها بحملات إعلامية واسعة تدعو الناس إلى التعاطف والتضامن مع الأيتام، تحت شعار «الأمانة نحملها معاً»، المقتبس من أقوال الراحل السيد فضل الله. هي الحملات ذاتها التي أطلقتها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وما زالت مستمرّة حتى الساعة، بهدف حثّ أهل الخير على المساعدة في رعاية الأيتام والمحتاجين. ويترافق مع الحملة الإعلامية لشهر رمضان هذا العام، دعوة إلى المساهمة مع «المبرّات» في تأمين مبنى لـ«مؤسسة الهادي»، ويستقبل أطفالاً متعددي الإعاقة. 

رمضانياً، تنظم الجمعية سلسلة إفطارات في مختلف المناطق اللبنانية للحصول على دعم لمشاريعها الاجتماعية والإنسانية التي تحتاج إلى تمويل.

وتنظم الجمعية في كل عام «إفطار الأحبة»، وهو يجمع أيتام مؤسسات «المبرّات» وأيتاماً من مؤسسات أخرى، بهدف المحافظة على الاتصال الدائم مع مختلف المؤسسات، وتعبيراً عن التعاون المستمر في ما بينها لما فيه مصلحة الأيتام من أبناء هذه المؤسسات.

وتنظم الجمعية موائد إفطار للمسنين في مختلف المناطق، بدعم من أهل الخير والمتبرعين، ويلبي أبناؤها دعوات الإفطار، ويبلغ عددهم أربعة آلاف يتيم، ومن ضمنهم الحالات الاجتماعية الخاصة.

وتبلغ الكلفة المالية للرعاية الحياتية والتعليمية والأنشطة والرواتب الإدارية وغيرها لهؤلاء الأيتام وذوي الحالات الاجتماعية الخاصة، نحو أحد عشر مليون دولار أميركي، وفق مصدر إعلامي من الجمعية. 

وفي عيد الفطر، تنظم «المبرّات» كما في كل عام، مهرجان «فرح الأطفال» الذي يشارك فيه أطفال من مختلف مؤسسات الرعاية اللبنانية، ويتمّ توزيع الهدايا وكسوة العيد عليهم.


Script executed in 0.17163920402527