لم تحمل الساعات الماضية، أي مؤشر الى احتمال حصول حلحلة سريعة في الملفات العالقة، التي ترخي بظلالها القاتمة على الوضع الداخلي، بدءا من قضية المياومين التي تتأرجح بين التصعيد والتهدئة، وصولا الى اعتصام الشيخ أحمد الأسير في صيدا، و«التوتر المياوم» في طرابلس، مروراً بمقاطعة المعلمين لتصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية، الى حين إقرار سلسلة الرتب والرواتب.
مجموعة الرميلة
في هذه الأثناء، وبينما تستمر المؤسسة العسكرية عرضة للحملات من قبل بعض نواب عكار، أعلنت قيادة الجيش عن توقيف مديرية المخابرات ثلاثة أشخاص في الرميلة، ضُبطت بحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة، بعضها إسرائيلي الصنع. وعلمت «السفير» أن الجيش ألقى القبض على شخصين إضافيين في هذا الملف، الأول فلسطيني جرى توقيفه في صيدا، والآخر لبناني جرى اعتقاله في البقاع، ليصبح عدد أفراد الشبكة المتهمة بتخزين الأسلحة خمسة.
وبانتظار استكمال التحقيقات مع الموقوفين بدءا من اليوم، قالت مصادر أمنية مطلعة لـ«السفير» إن التحقيق الأولي الذي جرى أمس الاول انطلق من ثلاث فرضيات:
ـ الاولى، ان تكون المجموعة متورطة بتهريب السلاح الى المعارضة السورية، ولكن تبين بعد استجواب الموقوفين أن لا علاقة لهم بالمعارضة السورية.
ـ الثانية، ان يكون الهدف من تخزين هذه الكميات الكبيرة من السلاح هو الاتجار بها، إلا ان التحقيق الأولي لم يعزز هذا الاحتمال.
ـ الفرضية الثالثة، أن تكون المجموعة الموقوفة متورطة بالتعامل مع إسرائيل، ويبدو حسب المؤشرات الظاهرة حتى الآن أن كفة هذه الفرضية هي الراجحة، بانتظار تأكيدها او إهمالها، مع اتضاح الصورة بشكل أفضل بدءا من اليوم، حيث ستُستأنف التحقيقات التي توقفت أمس، بسبب عطلة نهاية الأسبوع.
وكانت قيادة الجيش قد أفادت أن «مديرية المخابرات تمكنت، بعد سلــسلة تحـــريات، مـــن توقيــف كـل من المواطـنين: «ح. ب.» و«ع. د.» و«م. ص.» في محــلة الرميلة في قضاء الشوف، بعد ورود معلومات عن قيامهم بتحركات مشبوهة».
وأكد البيان أنه «تم ضبط 1211 صاعق تفجير، وكميات أخرى من الصواعق الكهربائية، وأجهزة إشعال ألغام إسرائيلية الصنع، وألغام ضد الأشخاص روسية وأميركية الصنع، وقذائف هاون إسرائيلية الصنع، ورمانات يدوية عدد 21، وأنواع مختلفة من الفتيل الصاعق، وكمية من المتفجرات موزعة على 47 قطعة، تتراوح زنة الواحدة منها بين 200 غرام و250 غراما، و400 غرام و500 غرام، بالإضافة إلى أسلاك للتفخيخ وأسلحة فردية».
وعُلم أن (ح. ب.)، وهو أعزب، يعمل ناطورا في مدرسة الفرير في الرميلة، ولديه شقيق ضابط وآخر برتبة مؤهل في قوى الأمن الداخلي. وأكد بعض عارفيه أنه «إنسان بسيط ومزاجي، ولا يكاد يتكلم وليس لديه اي تواصل مع الأهالي».
أما في كترمايا، فتسيطر حالة من الذهول على أهالي البلدة، خصوصا أن (م. ص.) الذي يعمل حدادا إفرنجيا ويتاجر بالخيول، «هو من الملتزمين دينيا ويطلق لحيته».
المياومون: مد وجزر
على صعيد آخر، طرأ عنصر مفاجئ على ملف المياومين أمس - عشية الاعتصام المركزي المقرّر اليوم في «مؤسسة كهرباء لبنان» - تمثل في اجتماع استثنائي عقد في مقر «الاتحاد العمّالي العام»، ضمّ رئيس الاتحاد غسان غصن، ووفدا من «لجنة المتابعة للعمّال المياومين وجباة الإكراء».
وعلمت «السفير» أن دخول الاتحاد مجدداً على خط الوساطة لمعالجة أزمة المياومين، جاء بعد وصول الوساطات السياسية إلى حائط مسدود، خصوصا حول مسألة عدد الذين يحق لهم التثبيت في ملاك المؤسسة، إذ أفادت مصادر متقاطعة ومعنية بملف المياومين أن «الجهود المبذولة في هذا الإطار، لم تتمكن من حل عقدة العدد، وبلورة حلّ وسطي بعد الموافقة المبدئية على تخطي العدد الذي حدد في مشروع القانون بـ700، لتصبح الإشكالية بين تثبيت ألف و90 عاملا، أو كل من يستحق التثبيت والبالغ عددهم وفق لجنة المتابعة حوالي 1800 مياوم وجاب».
وعلم أن المجتمعين توصلوا الى الاتفاق على تشكيل لجنة برئاسة الاتحاد للتفاوض مع الجهات المعنية، حول ثلاث نقاط هي: «قانون تثبيت العمّال والسعي لإقراره كما هو، والحفاظ على ديمومة العمل، ودفع المستحقات من رواتب وتعويضات في حال أراد بعض العمّال عدم المشاركة في المباراة المحصورة المنصوص عنها في قانون التثبيت».
وقال رئيس «الاتحاد العمّالي العام» غسان غصن لـ«السفير» إن «الاتحاد يجدد تأييده لمطالب المياومين عبر مشاركته اليوم في تحركهم في مقر المؤسسة»، مشيرا إلى أن «المساعي التي يبذلها الاتحاد تهدف الى بلورة آلية حل متكاملة».
الحكومة: غزارة جلسات
إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلستين متتاليتين اليوم وغداً في القصر الجمهوري، ستكونان مخصصتين للبحث في مشروع قانون الانتخاب، على أن تشارك الدولة بكامل مسؤوليها الأربعاء في احتفال عيد الجيش الذي يقام لتخريج دفعة من الضباط في المدرسة الحربية، حيث يلقي رئيس الجمهورية كلمة للمناسبة.
ويترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عاد أمس من لندن، اجتماعا بعد الاحتفال للجنة الوزارية المكلفة دراسة سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام، وأكدت أوساطه لـ«السفير» أنه لن يتخذ اي قرار تحت ضغط إضراب هيئة التننسيق النقابية، ولن يفاوض تحت الضغط.
كما يعقد مجلس الوزراء، قبل ظهر الخميس المقبل، جلسة عادية في السرايا الحكومية برئاسة ميقاتي للبحث في جدول أعمال من 54 بندا اداريا عاديا، أضيف إليه مساء أمس ملحق ببند وحيد يتعلق بإعطاء وزارة التربية سلفة خزينة بقيمة 200 مليار ليرة، لتغطية نفقات القانون القاضي بإعطاء الهيئة التعليمية للتعليم الرسمي الأساسي أربع درجات استثنائية.
وأشارت أوساط ميقاتي، من جهة ثانية، إلى أنه اجرى اتصالات بفعاليات صيدا من أجل تأجيل الإضراب الذي كان مقرراً اليوم، احتجاجا على قطع الشيخ أحمد الأسير وأنصاره طريق عام صيدا - الجنوب، واعدا بالعمل على حل هذه المشكلة.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية لـ«السفير» أن الوضع الأمني في صيدا ممسوك، برغم بعض مظاهر التوتر التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، وجددت التأكيد أن هناك قراراً حازماً وحاسماً بمنع أي اعتصام أو تظاهر على الخط البحري لمجموعات الأسير، مشيرة الى انه يُحظّر على الأسير القيام بتحركات من هذا النوع، وأنه يُسمح له بأن يسير على الطريق البحرية، إذا أراد التنزه فقط.