وتوجه نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى الذين يراهنون على انعكاس المتغيرات في سوريا على لبنان قائلا: الأزمة السورية طويلة، وهي تجاوزت المطالب الإصلاحية إلى صراع إقليمي دولي معقد، ومن كان يراهن على متغيرات تنعكس على لبنان فهو واهم وسينتظر طويلاً.
ودعا "الحكومة اللبنانية الى أن تعمل بجد من أجل أن تعالج القضايا المختلفة، وأن لا تقع فريسة الابتزازات التي تمارسها القوى المعارضة بل المطلوب أن نبذل جهداً حقيقياً، ونحن نبذل هذا الجهد ليل نهار من أجل إصلاح ذات البين بين قوى الأكثرية، لأننا إذا كنا متماسكين متعاونين في القضايا المختلفة بإمكاننا أن ننجز الكثير، أما إذا كنا مختلفين فليس بإمكاننا أن ننجز شيئاً، وهذا الأمر يجب معالجته في الغرف المغلقة لا عبر وسائل الإعلام".
وشدد النائب نواف الموسوي في قانا، على "أننا لن نسمح لأحد في لبنان بأن يأخذنا الى الحرب الأهلية، وان الدافع والمحرك والصبر والتحمل والحرص على بقاء الحكومة يهدف لمنع سقوط لبنان في هذه الحرب، في حين ثمة مدارس للإبتزاز السياسي في وطننا ترى أن استخدام الفتنة أمرٌ مشروعٌ لاستعادة السلطة أو الوصول إليها".
عون: ربط نزاع
في هذه الاثناء، استغرب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "كيف يسمح القضاء اللبناني باستباحة خصوصيات المواطنين من خلال السماح بإعطاء الداتا الكاملة للاتصالات".
وقال اثر اجتماع "التكتل"، أمس، "ليس لأحد الحق أن يعطي كلّ الدّاتا لأنّ ذلك يتعارض مع مقدّمة الدّستور اللّبناني الّذي يحفظ حقوق الأفراد وحقوق المواطنين، ويتعارض مع المادة 8 من الدّستور الّتي تحمي الحريات الفردية، ويتعارض مع المادة 14 التي تعطي حرمة للمنزل، إذ لا يحق للقوى الأمنية دخول منزل إلا بإذن القضاء وبناء على أمر موجب، وبحضور المختار".
اضاف: بصرف النّظر عن آراء الفنّيين وغير الفنيّين، ألا يسمح هذا الأمر أيضاً بالـ"clonage"، حيث يستطيعون إرسال "الرسائل النصية" من أرقامكم وتُسًجّل عليكم من دون علمكم؟! هذا موضوعٌ خطير، ونحن لنا الحق أن نربط نزاعا مع الدّولة اللبنانيّة، وسنبحث مع المحامين إذا كنّا نستطيع أن نربط نزاعا وخصومة مع القضاة أنفسهم، لأنّه لا يمكن أن نقبل أن يقوم أحدٌ بالتنصّت علينا.
وسأل: هل أنّ المعلومات السرّية محفوظة لدى الأجهزة الأمنية؟! لنا مع هذه الأجهزة في موضوع المعلومات دعاوى طويلة الأمد، والقضاء لا يجرؤ على النّظر فيها.
واعرب عن "عدم ثقتنا بالمسؤولين عن جهاز المعلومات. هم يدّعون أنّهم يريدون مكافحة الجريمة وأنا أتحدّاهم إن كانوا قد اكتشفوا جريمة واحدة منذ العام 2005 ولغاية اليوم.. لم يكتشفوا أيّ جريمة من الجرائم الكبرى التي وقعت رغم أن الداتا كانت بحوزتهم".
وحذّر عون "من كارثة بيئية بين حراجل وميروبا تتمثل بالكسارات والمرامل والمقالع"، ونصح وزيري الداخلية والبيئة بزيارة الجبل هناك للتمتّع بما تبقّى منه قبل أن يختفي نهائياً.
مواقف
اعتبر النائب نديم الجميّل خلال لقاء في بكفيا ان عون "يناور لأنه يشعر بالقلق على سقوط نظام (الرئيس بشار) الاسد الذي ارتبط به وتحالف معه". وقال: العماد عون يحاول الانفتاح على "الكتائب" و"القوات" بعد ان فشلت رهاناته وتحسّباً لما يجري وليحجز له مكاناً في حال تغيّر النظام في سوريا".
أضاف "هناك مواضيع محددّة التقينا حولها مع" التيار الوطني"، كموضوع بيع الاراضي وقانون الانتخابات والحفاظ على التوازنات في التعيينات الادارية، لكن ذلك لن يبدّل تحالفاتنا". وقال ان "مجموعات من التيار تخضع لتدريبات عسكرية وميدانية على يد مدربين من "حزب الله" وغير "حزب الله" تحسبا لأي طارئ في المناطق المسيحية".
واعتبر الأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية" إبراهيم المصري خلال حفل الإفطار السنوي للجماعة، أنّ "حرّية الشعب السوري وحقّه في تقرير مصيره أهم من مصالح الدول الإقليمية في إسقاط النظام أو في دعمه وتأييده". واضاف: أفلا يتّقي الله من لا زالوا يدعمون النظام بتحدّي إرادة الشعب السوري، واستمرار القتل والتدمير سبعة عشر شهراً كاملة؟".
وأكد على عنوانين كبيرين يشكّلان نقطة تباين بين اللبنانيين: الأوّل هو الحكومة القائمة، التي أثبتت أنّها مجموعة حكومات ودعا إلى الإتيان بحكومة محايدة، أو حكومة تكنوقراط لتطرح قانوناً عصرياً للانتخابات، بعيداً عن التوظيف الطائفي والزعامة الفرديّة.
وتابع ان "العنوان الأهمّ هو الاستراتيجيّة الدفاعيّة ولا بدّ من دور للمقاومة في الدفاع عن الوطن والمواطنين ضمن صيغة وطنية تُخرج المقاومة من إطار التجاذب السياسي، بحيث تصبح حقاً متاحاً لكلّ اللبنانيين، لا سيما أبناء الجنوب".
الى ذلك، ندد حزب "الاتحاد" في بيان مشترك اثر لقاء بين رئيس الحزب عبد الرحيم مراد ووفد من "تجمع اللجان والروابط الشعبية" برئاسة معن بشور، بالتطاول على المؤسسة العسكرية "لان الجيش يبقى هو صمام الامان للوحدة الوطنية والمواجه للمخاطر التي يتعرض لها الوطن".
ودعا المجتمعون الحكومة الى ضرورة مقاربة الملفات الحياتية بوعي ومسؤولية، مثمنين عرض مشروع قانون الانتخاب على طاولة اجتماع مجلس الوزراء.
وتوجه الامين القطري لـ"حزب البعث" فايز شكر اثر استقباله الامين العام لـ"حركة الامة" الشيخ عبد الناصر جبري، الى المراهنين على سقوط سوريا بالقول: لا تحلموا وسوريا ستهزم وتسحق المرتزقة ورجال العصابات في الداخل والخارج.
واسف جبري لكون بعض العرب الذين وقفوا ضد لبنان في حرب تموز العام 2006، يقفون الموقف نفسه اليوم في سوريا كما تفعل السعودية وقطر وتركيا.
ودعا رئيس "المجلس العام الماروني" وديع الخازن، الحكومة الى اعلان حالة طوارئ وزارية لمعالجة الشان المطلبي بعيدًا عن التجاذب السياسي الحاصل اليوم.
واستغرب رئيس اللجنة المركزية لحزب "الرمغفار" هاروت بركانيان، "التصريحات التي أدلى بها الوزير جبران باسيل بعد إتمام صفقته الشهيرة مع الأتراك، حيث قال "إن هذه الصفقة هي فرصة لانطلاقة جديدة في العلاقات اللبنانية – التركية". وكأن فشله في وزارة الطاقة لا يكفي، بل يريد أيضا ان تشمل المطالب الارمنية تجاه الدولة التركية ضمن هذه الصفقة، إضافة الى وضع هذه المطالب الارمنية في سلة الرشاوى التي لم يعلن عنها، في وقت يتناسى من هم حلفاؤه على الصعيد الارمني". ودعا باسيل الى الاستقالة "بسبب أدائه المزري".
وشدد السيد علي فضل الله خلال افطار في النبطية ("السفير") على "تعزيز مناخات الوحدة على المستوى الوطني والإسلامي وبين كل مكونات المجتمع، وإسقاط مفردات الإثارة المذهبية والطائفية كافة والكلمات غير المسؤولة والمواقف المفرقة".