اعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انه "على تشاور يومي مع حلفائه في 14 آذار في شأن الحوار"، مشيراً الى اننا "في القوات اللبنانية إرتحنا وريحنا"، كاشفاً عن أنه "قبل أيام من الجولة الجديدة سيتم إتخاذ الموقف الأنسب، ربما يشارك جزء من الذين حضروا المرة الاولى وربما لا يحضر احد وسنرى كيف ستجري الامور"، لافتاً الى اننا "نملك مقاربات مشتركة في ما خص جدوى الحوار، لكن البعض منا يُفضل الحفاظ على الشكل".
ولفت جعجع في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية ينشر غداً الى ان "قول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في العام 2006 فيه إفتئات"، مذكراً ان "ما طرحه نصرالله آنذاك يقوم على ان الواقع الحالي هو الافضل، في حين اننا ذهبنا الى الحوار لاننا نعتبر ان هذا الواقع خراب للبنان"، مشيراً الى ان "البند الذي طرح يومها على الطاولة لم يكن الاستراتيجية الدفاعية انما سلاح المقاومة، وكان موقفنا انه مع بداية قيام الدولة ينبغي وضع التنظيم العسكري والامني لحزب الله تحت سلطة الدولة".
ورداً على سؤال السيد نصرالله عن اي دولة يريدون ان نسلم لها سلاحنا، الدولة التي لا يمكنها فك اعتصام او ايجاد حل لمشكلة المياومين، اعتبر جعجع ان "هذه الدولة هي دولتهم الآن، فالحكومة الحالية ليست حتى حكومة وحدة وطنية بل حكومتهم بالتحديد، وتالياً هم شلوا الدولة ويشلونها. فمن ارسى ثقافة قطع الطرق وحرق الدواليب غيرهم؟ حتى تلف المخدرات في هذه الايام يقابل باطلاق القذائف على الجيش والقوى الامنية من دون ان يتم توقيف احد على قاعدة مسايرة المقاومة"، مستغرباً هذا الكلام "ممن يمنعون قيام الدولة وفعلوا كل ما في وسعهم لاضعافها عبر وجودهم ككيان مسلح خارجها وقمعهم لاداراتها"، لافتاً الى انهم "يشلون الدولة هذه المرة من جهتين، من جهة ممارساتهم على الارض ومن جهة وجودهم في الحكومة"، وواعداً بانه "عندما نستلم نحن السلطة سنريهم اي دولة ستكون".
ورأى ان "الدعوة لمناقشة استراتيجية تحرير في موازاة استراتيجية الدفاع خطأ في الشكل اولاً لان استراتيجية الدفاع تعني ضمناً الدفاع والتحرير، لكنهم يريدون تمييع الموضوع الاساسي المطروح على طاولة الحوار والمرتبط بوجود تنظيم مسلح خارج الدولة ينبغي وضعه تحت سلطتها"، وشارحاً انه "اذا كان المقصود باستراتيجية التحرير استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، فالمسألة بسيطة وطرحنا الامر مئة مرة لترفع الحكومتان اللبنانية والسورية خريطة تسمى محضراً مشتركاً الى الامم المتحدة تعلنان فيه ان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اراض لبنانية، لتخضع تالياً لاحكام القرار 425 ويصار الى الزام اسرائيل بالانسحاب منها".
واعتبر جعجع ان "الامين العام لـ"حزب الله" في كلامه عن الاستراتيجية الدفاعية هو كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء، وما زال متمسكاً بنظرية مقاومة قوية وجيش قوي وننسق بينهما، وهذا خراب للبلد وتالياً مضيعة للوقت الذهاب الى اي حوار مع "حزب الله"، موضحاً ان "الحوار ليس مع رئيس الجمهورية الذي لا نختلف معه".
وحول الامور الثلاثة البديهية التي طرحتها 14 آذار لمعاودة مشاركتها في طاولة الحوار، تساءل جعجع "هل كان من الجائز بعد محاولتي اغتيال واحدة استهدفته وثانية استهدفت النائب بطرس حرب عدم اعطاء داتا الاتصالات للاجهزة الامنية، ووفق اي منطق تكون هذه الداتا مع شركات تجارية ويطلع عليها اصغر موظف، وان يكون نقلها الى اجهزة امنية شرعية مساً بالخصوصيات ما هذا العهر والفجور، ليعودوا وتحت الضغط ويسلموا الداتا، و ثانياً هناك 40 او 50 شخصية من 14 آذار مهددة ويجب تأمين حماية لهؤلاء وفق ترتيبات امنية معينة، ثالثاً مسألة جدية "حزب الله" في الحوار"، مضيفا " نحن نتحدث عن امر محدد يرتبط بطريقة حل التنظيم المسلح للحزب وادخال سلاحه الى الدولة، وليس عن نظريات خنفشارية عن الاستراتيجية الالهية، وتبين ان حزب الله غير جدي".
وعن عودة مسلسل الاغتيالات وما يشاع عن محاولة لاستهداف النائب انطوان زهرا وآخرين، شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" على انه "لم يتبلغ معطيات عملانية جدية"، مضيفاً "لكن الاجواء هي نفسها والتحليلات السياسية تذهب في هذا الاتجاه وكذلك تحليلات الاجهزة الامنية الشرعية، من دون ان يكون لدى احد ادلة على محاولات الاغتيال التي حصلت او ستحصل"، كاشفاً عن ان "السبب يعود الى ان الاجهزة الامنية ممنوعة من العمل في الامكنة التي تتحضر فيها هذه العمليات، لم تقع جريمة في لبنان منذ العام 2005 الا واكتشفت باستثناء الجرائم التي لها علاقة بقيادات 14 آذار، والاستنتاج ان السبب يعود الى ان هذه العمليات تتحضر في امكنة ولدى جهات ممنوع على الاجهزة الامنية ان تعمل عليها".
وعن رأيه في رفع "14 آذار" شعار اسقاط الحكومة في ظل رسائل دولية بعدم جواز المس بالاستقرار او هزّ "الستاتيكو" الحالي الذي تشكل الحكومة مرتكزه، اعتبر جعجع انه "صحيح ان هذا رأي المجموعة الدولية، لكن بكل صراحة ووضوح لنا رأينا المختلف تماماً"، متسائلاً "اي استقرار تحافظ عليه هذه الحكومة، اي استقرار في ظل محاولتي اغتيال في ثلاثة اشهر، وما حصل في عكار وما يجري على الحدود مع سوريا، اضافة الى قطع الطرق وغيرها من مظاهر الفوضى"، مضيفا "هل يقال لنا اما بقاء هذه الحكومة واما خراب لبنان"، لافتاً الى ان "هذا الكلام مقصود به انه اذا ذهبت الحكومة يغضب حزب الله ويمكن ان يقوم بأي شيء في البلد. هذا ما يقصدونه، وهذا لا نسير به ولا نأخذه في الاعتبار، ما نراعيه امر بسيط، ولا يرتبط بخصومة سياسية، فخصومتنا مع "حزب الله" وحلفائه اكيدة وواضحة، بل ينطلق من ان هذه الحكومة التي مضى عليها عام ونيف، لا توجد موبقة الا وقامت بها وليس هناك ثغرة الا ووقعت فيها"، موضحاً "حتى الشيء الذي ينظر اليه الغرب على انه ايجابي، هو سلبي، واقصد طريقة تمويل المحكمة الدولية الذي يجب ان لا يكون بالمواربة او عن طريق العمل الخيري. فالمهم هو موقف الحكومة من المحكمة وتسهيل عملها، وتالياً ثمة واقع يفرض نفسه كل يوم ويذهب في اتجاه تغيير الحكومة".
وعما اذا كان لدى 14 آذار وسائل لاسقاط الحكومةاشار الى ان "قوى 14 آذار في موقع المعارضة السياسية فقط"، مضيفا " لن نحرق دواليب ولن نقطع طرقاً، سنواصل معارضتنا السياسية ومناقشة الحكومة في محاولة لتصحيح مسارها ولو في الحد الادنى" ، لافتا الى اننا "سنخوض مئة انتخابات ايضاً، مع انه يجب ان لا يحصل ذلك، ومطلبنا السياسي واضح بضرورة قيام حكومة تقنية تهتم بالامور المعيشية وبحياة المواطن، لكن لن نخرب البلاد لتحقيق ذلك، واذا ما حصل ما نطالب به يكون امراً مهماً واذا لم يحصل سيكون حسابنا والناس مع الحكومة في صناديق الاقتراع، فحتى لو بقيت الحكومة سنخوض الانتخابات".
واكد ان "قادة 14 آذار يتخذون كل الاحتياطات اللازمة من دون ان يؤثر الامر على فاعلية حركتنا، واكبر دليل اننا خضنا انتخابات الكورة الفرعية وفزنا بها، خضناها متكيفين مع التهديدات الامنية. فعوض ان نقيم المهرجانات في المناطق اقمناها هنا في معراب، وتالياً يمكن الحديث عن اعادة انتشار لعملنا لا اكثر ولا اقل. وهذا لم يؤثر ولن يؤثر على انتاجيتنا".
وعن تعليقه على ترحيل لبنان 14 سورياً الى بلادهم، حرص جعجع على القول: "مقاربتي لهذا الموضوع انسانية في الدرجة الاولى، لنفترض ان ما جاء في بيان جهاز الامن العام عن هؤلاء السوريين صحيح وان كل ما قاله المسؤولون السياسيون دفاعاً عن الامن العام صحيح، فانا اعتبر ما جرى ليس مجرد خطأ بل خطيئة لانه في بلد يعاني وضعية كالتي تعيشها سورية لا يعقل اعادة هؤلاء، ارتكبوا ام لم يرتكبوا، وهذا من الناحية الانسانية من دون اغفال المعاهدات والاتفاقات الدولية في ما خص الدول التي تشهد اضطرابات وثورات".
واذ اشار جعجع الى انه "لا يحمل المسؤولية عما جرى الى جهاز الامن العام فالامن العام ادارة رسمية كالجيش وقوى الامن، انا اضع المسؤولية على المسؤولين السياسيين الذين دافعوا عن القرار وقالوا انهم اتخذوه، فما جرى خطيئة ووصمة عار على الاكثرية في الحكومة"، منوهاً بـ "تدارك رئيس الجمهورية للامر وطلبه فتح تحقيق رسمي في الموضوع"، كاشفاً عن ان "نواب 14 آذار سيقدمون سؤالاً للحكومة بهذا الخصوص ويحولوه استجواباً".
ووصف جعجع ما يجري الآن في سوريا بأنه "الربع الساعة الاخير لسقوط النظام"، متوقعاً ان "يمتد هذا الربع الساعة الاخير لاربعة او خمسة او ستة اشهر"، مقللاً من "واقعية المخاوف من ذهاب سوريا الى التقسيم فاذا خسر الاسد معركة دمشق لا يعتقدن احد انه سيكون في وسعه ان يرتد الى خط دفاع ثانٍ فعندما يخسر معركة دمشق سيخسر كل شيء، مبدياً ميلاً شبه حاسم الى استحالة انقاذ نظام الرئيس السوري بشار الاسد من السقوط، متوقفاً عند “اهمية ما كشف عن توقيع الرئيس الاميركي باراك اوباما تفويضاً لـ C.I.A بتقديم المساعدة للمعارضة السورية قبل اشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية".
وعن خيارات "حزب الله" في ضوء السقوط المرتقب لنظام الاسد، شدد جعجع على ان "كل ما يقوم به "حزب الله" في هذه المرحلة هو شراء للوقت في انتظار اتضاح مآل الازمة في سوريا ليعاود في ضوء المعطيات الجديدة اكمال ما كان يقوم به اصلاً"، مشيراً الى ان "المشكلة هي ان ما يتحكم بسلوك "حزب الله" السياسي خلفيته الايديولوجية الواضحة المعالم، وهو ما يجعلني مقتنعاً بانه لن يساوم على سلاحه ولا على تركيبته العسكرية ولا على اي شيء، اضافة الى انه لا يتوهمن احد بان قرار حزب الله ملك لقيادته، فقراره يرتبط بآلية الجزء الاهم منها في طهران والجزء الاقل اهمية هنا".
وعن السبل في التعاطي مع سلاح "حزب الله" في ضوء وظيفته الاقليمية، هل يكون في ضربة لايران او اتفاق اميركي - ايراني، اعتبر جعجع انه "من غير الوارد حصول اتفاق اميركي - ايراني، وتالياً لا ادري كيف سيكون الحل في ضوء المعطيات القائمة، ما اعرفه انه في ظل هكذا معطيات غالباً ما تنتهي الامور الى كوارث"، معرباً عن اعتقاده بان "حزب الله" لن يسلم سلاحه في اطار عملية سياسية"، ومستبعداً ما "يشاع عن امكان اللجوء الى الامساك بالوضع في لبنان في حال سقوط النظام في سورية لانه “لا يملك هذه القدرة وهناك لاعبون آخرون موجودون وحتى اللاعبين القريبين منه اي حلفائه يأخذهم بالدرب، ولا يمكنه ان يكون ضد الجميع".
وعما اذا كان "التململ" حيال بعض الملفات، الذي ابداهرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في علاقته بـ "حزب الله" على صلة باستشعاره متغيرات يحاول استباقها بالبحث عن جسر عبور للانتقال الى مكان آخر، رأى جعجع ان "الامر ليس غريباً عن الجنرال عون، فهو دائماً مع مبادئه كيفما تميل يميل، وكيفما كانت القصة في استطاعته “تظبيطها”. قد يرى التطورات في سوريا غير مؤاتية وان وضع "حزب الله" غير مؤاتٍ، فيحاول السير في اتجاه آخر وهذا ممكن كما فعل في السابق"، لكن جعجع استدرك قائلا ً"لكن المسألة عرض وطلب فما دام حزب الله يؤمن ما يؤمنه للعماد عون، وما دام لا يوجد احد آخر ولن ينوجد يقبل ان يقدم له 10 في المئة مما يؤمنه له الحزب، فكيف سيتركه؟ مع ان الامر وارد عند عون بالمبدأ في اي وقت".
وتعليقاً على حل مشكلة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، لفت جعجع الى ان " الحل الذي اعتمد اخيراً كنا اقترحناه في البداية، ولو اخذوا به لكنا وفرنا على البلاد ازمة استمرت لشهرين وهي ازمة سببها سوء ادارة الوزير المعني واستعجال رئيس مجلس النواب نبيه بري".