أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سوريا: رئيس الحكومة يهجر النظام مع اكتمال عسكرة الصراع

الثلاثاء 07 آب , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,145 زائر

سوريا: رئيس الحكومة يهجر النظام مع اكتمال عسكرة الصراع

 

في المقابل، أعلن «الجيش الحر» أن 3 رهائن ايرانيين من أصل 48 قتلوا خلال قصف جوي للقوات الحكومية في دمشق، وهدد بقتل الرهائن المتبقين إذا لم يوقف الجيش هجومه، في حين تعتزم ايران استضافة اجتماع لدول من المنطقة وخارجها حول سوريا الخميس المقبل.

وأعلن المتحدث باسم حجاب محمد عطري من عمان انشقاق «الوزير الأول، عن النظام السوري» الذي اتهمه بارتكاب «جرائم ابادة» في حق الشعب السوري، و«انضمامه الى الثورة». وقال عطري ان حجاب الذي لجأ الى الاردن سيغادر الى قطر «خلال ايام»، مضيفا انه «سيخرج الى الاعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه».

وذكر عضو المجلس الوطني السوري المعارض خالد زين العابدين ان وزيري الأوقاف والمالية وثلاثة ضباط في الجيش كانوا يرافقون حجاب لدى عبوره الحدود الى الاردن، لكن الوزيرين نفيا ذلك بعد اجتماع للحكومة التي ترأسها مؤقتا نائب حجاب السابق محمد غلاونجي.

وقالت مصادر رسمية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، إن حجاب أبلغ قبل افطار في منزل أخيه مساء الامس بقرار إقالته، ومن الاسباب أن «الرجل يعلن عن سياسات لا تستطيع الدولة تنفيذها» وفقا لذات المصدر. ولا يراود المصادر الشك في أن الرجل خطط منذ فترة طويلة لعملية الهروب، وأنه نقل أمواله خلسة وكل محيطه العائلي، في عملية استمرت طويلا ربما قبل إعلانه رئيسا للحكومة في شهر حزيران الماضي، وهي رواية أكدها ناشطون باسمه.

وفيما نفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية دخول حجاب الأراضي الأردنية، قال مصدر مسؤول أردني إنه دخل الاردن ولكنه سيغادرها سريعا إلى قطر أو تركيا. في المقابل، قالت مصادر إعلامية إن حجاب هرب من سوريا عبر لبنان، حيث سيتوجه لاحقا إلى قطر أو السعودية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحافي «هذا دليل على أن قبضة (الرئيس السوري بشار) الأسد على السلطة تتفكك. القوة الدافعة مع المعارضة ومع الشعب السوري».

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «فرنسا مقتنعة بان نظام بشار الاسد الى زوال. ان تكرار الانشقاقات لمسؤولين سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين رفيعي المستوى يكشف هشاشة المجموعة الحاكمة». واضاف الوزير الفرنسي «علينا ان نواصل ممارسة ضغط شديد لكي يخلي هذا النظام المجرم مكانه ليفسح المجال امام قيام سوريا ديموقراطية متعددة».

واكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا ان انشقاق حجاب هو مؤشر على «تآكل النظام من الداخل». وقال سيدا «نرحب بانشقاق السيد رئيس الوزراء وبكل الانشقاقات سواء العسكرية او المدنية. هذه اشارة على ان النظام يتآكل من الداخل ونؤكد انها بداية النهاية». واضاف «نقول للجميع انها ساعة الحسم، لا بد من تحديد المواقف، هذا النظام لم يعد له الا القتل لغة يخاطب بها الشعب. هنا نتوجه بصورة خاصة للاخوة في الطائفة العلوية الكريمة والمسيحيين لنقول لهم ان سوريا المستقبل ستكون للجميع».

من جانب آخر، هدد المسلحون الذين اختطفوا الإيرانيين الـ48 بقتلهم إذا لم توقف القوات السورية النظامية هجومها عليهم في دمشق، مشيرين إلى مقتل  3 من الرهائن. وقال المتحدث باسم مجموعة «لواء البراء» معتصم الأحمد لوكالة «رويترز» إن «3 رهائن قتلوا عندما انهار عليهم منزل في الهجوم الجوي». وأضاف «سنقتل البقية إذا لم يوقف الجيش هجومه. لديهم ســاعة واحدة». واعلن مقتل عدد من المسلحين ايضا موضحا «خسائرنا اكــبر من خــسائرهم».

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران ستعقد اجتماعا وزاريا الخميس المقبل للدول التي لها «موقف واقعي» بشأن سوريا، مؤكدا أن 10 دول ستشارك في الاجتماع. ولم يكشف المسؤول الإيراني عن أسماء الدول التي ستشارك في الاجتماع. وذكرت وكالة «مهر» أنه سيتم عقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية بهدف التشاور وتبادل وجهات النظر بشأن سبل خروج سوريا من الوضع الراهن.

وأكد رئيس أركان القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء حسن فيروز آبادي أن «السعودية وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية الدماء التي سفكت في سوريا». وأضاف «ليس من الصواب أن تساعد الدول المجاورة لسوريا على تحقيق الأهداف العدوانية لأميركا الشيطان الأكبر». وتابع «إذا وافقت هذه الدول على هذه القاعدة، فيجب أن تــدرك انه بعــد ســوريا سيأتي الــدور على تركيا وباقــي الدول».

وأشار فيروز آبادي إلى أن «أميركا تدفع كل يوم على أراضيها ثمن حربها العدوانية»، مضيفا «حذار من أن تقع تركيا والسعودية وقطر ضحية لنشر إرهاب القاعدة، وعلى هذا الأساس نوجه تحذيرا إلى أصدقائنا». 

ويشارك الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أيضا في القمة الإسلامية الاستثنائية، التي دعت إليها السعودية، في مكة في 14 و15 آب الحالي، ومن المتوقع أن تركز على التطورات في سوريا والمنطقة.

من جهته، قال رئيس بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا انه يشعر بقلق جدي بشأن العنف المتصاعد في البلاد وخاصة الوضع في مدينة حلب المحاصرة. وقال الجنرال بابكر غاي الرئيس المؤقت لبعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا في بيان «اشعر بقلق بالغ بشأن العنف المستمر في سوريا وخاصة التدهور الكبير في حلب واثره على السكان المدنيين». واضاف «احث كل الاطراف على حماية المدنــيين واحــترام التزاماتــهم بمــوجب القانـــون الانساني الدولي.» وقال ان «المدنيين يجب الا يعــرضوا للقصف واستخــدام الاسلحــة الثقـيلة».

وفي حلب، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان إن اشتباكات عنيفة دارت في حيي الشعار ومساكن هنانو بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة. كما تعرض حي الصاخور لقصف عنيف من القوات النظامية». وقال ان اشتباكات سجلت ايضا في حيي صلاح الدين والحيدرية. واشار الى سقوط قتلى وجرحى وسماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات في حي صلاح الدين. كما تم القصف على حيي السكري والهلك استخدمت فيه المروحيات. 

وقام نحو 15 قناصا و100 من عناصر القوات النظامية بالتسلل الى مبان في شارعين رئيسيين من حي صلاح الدين، فيما سيطر «الجيش الحر» على موقع عسكري وصفه بـ«الاستراتيجي» شمالي شرقي المدينة.

وانفجرت عبوة ناسفة أمس، في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في دمشق ما أدى إلى وقوع 3 إصابات، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وأفاد التلفزيون أن «هجوماً بالمتفجرات» استهدف مكاتب الإدارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية. ولم يوقف التلفزيون السوري برامجه وواصل البث.

إلى ذلك، قرر لبنان عدم المشاركة في مؤتمر دعت إليه طهران الخميس المقبل لدعم الشعب السوري ووضع حد للعنف، وذلك على قاعدة «النأي بالنفس» المعتمدة.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين بأنها «مفيدة وبناءة وقيمة للغاية». وقال في لقاء مساء أمس مع الإعلاميين في حديقة السفارة الإيرانية في اليرزة «إن طريق الحل للأزمة السورية هو طريق واحد لا غير، هو طريق سوري، ولو مورست هذه الضغوط الهائلة التي تمارس على سوريا على أية دولة إقليمية أخرى لما استطاعت الصمود أسبوعاً واحداًَ». وسأل: «كيف لدول لم تعرف الديموقراطية في عهدها أن تبدي حرصاً على الديموقراطية في سوريا، لذلك الطريق للحل هو الحوار ومن ثم الانتخابات».


Script executed in 0.18694710731506