وروى المخطوفون مشاهداتهم لمنطقة أعزاز حيث هم موجودون، فتحدثوا عن دمار هائل طال المنازل والبيوت وقضى على الأرواح وعلى الممتلكات، واصفين «شباب الثورة» بالشباب الجامعي المتعلّم، البعيد عما يعرف بالمجمــوعات الإرهابية أو الشبيحة أو غــيرها من التسميات التي برزت في الثورات العربية. وختموا بأن للشعبين اللبناني والسوري عدوا واحدا هو النظام السوري.
وكان فريق الـ«LBC» قد وصل إلى منطقة أعزاز عبر باب الهوا والتقى أولاً الخاطف «أبو ابراهيم» الذي طالب الشعب اللبناني بالعودة بالذاكرة ثلاثين سنة إلى الوراء ويستذكر اعمال الجيش السوري في لبنان «ليدرك ماذا يعاني الشعب السوري اليوم»، مطالباً الدولة اللبنانية بدعم الثورة السورية.
وكانت قضيّة المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في سوريا قد دخلت مرحلة جديدة. بعد أن توجّه، أمس، فريقان تلفزيونيان من «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» وقناة «الجديد» إلى الحدود التركيّة السورية، واصطحبا معهما ثلاثة من أسر المخطوفين: علي عمر ابن المخطوف حسين عمر مع «الجديد»، وأدهم زغيب ابن المخطوف علي زغيب وحسين إبراهيم شقيق عوض إبراهيم مع «أل. بي. سي.».
وكان المخطوف عباس شعيب قد وجّه عبر الشاشة، مساء أمس الأول، دعوة إلى الإعلام والفنانين اللبنانيين وأهالي المخطوفين إلى السفر إلى تركيا للقاء المخطوفين.
وأكد حسين إبراهيم لـ«السفير»، قبل توجهه إلى تركيا، أن لا خوف من أن يضمهم أحد قادة الخاطفين المدعو أبو إبراهيم (عمار الدادخلي) إلى المخطوفين. واعتبر حسن إبراهيم ابن المخطوف حسين إبراهيم أن الأسر كافّة مستعدّة للتوجّه إلى حيث المخطوفون حتى يطلق سراحهم. وقال إن «وجوده في الأسر في تركيا، أو أي مكان آخر، أفضل من الصمت والجلوس في البيت في لبنان». وذكّر بعبارة قالها أحد الأسرى أمس الأول عبر الشاشة، وهي أنّه لن يعود إلى لبنان إذا كانت أسرته تنتظر في البيت ولا تتحرك في كل الطرق تطالب بحريّته. ولفت إلى أن هذه العبارة هي ما دفع أسر المخطوفين إلى طريق المطار للاعتصام. وجزم بأن الأسر كلّها كانت في طريق المطار، بعدما كانت شبه منقسمة إلى «فريقين». واحد يؤمن بأن الدولة والقوى السياسيّة لم تفعل شيئاً ويجيب التحرّك الشعبي للضغط بهدف تحريك القضية. والفريق الثاني التزم الدعوة إلى عدم التظاهر والاعتصام وينتظر الجهوداً الديبلوماسيّة والسياسيّة.
وقبل ظهر أمس، اعتصم عدد من أهالي المخطوفين أمام السفارة التركيّة في الرابية. وفيما شهد محيط سفارة قطر في بيروت إجراءات أمنيّة مشددة تحسّباً لاعتصام مماثل هناك، أكد عدد من الأهالي لـ«السفير» أنّهم سيتوجّهون في أي وقت إلى السفارة القطريّة لدعوة بلادها إلى التحرّك في سبيل إطلاق سراح المخطوفين. وأكد عدد من الأهالي أن قطع طريق المطار أمر وارد في أي لحظة، إذا لم تصل الرسالة إلى المسؤولين اللبنانيين والدولتين التركية والقطرية.
وفي لهجة تصعيدية أعلن الشيخ عباس زغيب المكلف من «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» متابعة القضية، من أمام السفارة التركية أنه «إذا لم يحل ملف المخطوفين اللبنانيين فسيكون الأتراك ضيوفاً في لبنان».
أضاف: «الرسالة التي يريد أهالي المخطوفين توجيهها إلى السفارة التركية، هي أن تركيا دولة يمكن أن تضغط على ما يسمى المعارضة السورية لإنهاء هذه القضية الإنسانية. وليس خافياً على أحد دور تركيا في هذا المجال».
تابع: «أريد أن أقول للدولة التركية إن الشعب اللبناني مضياف أيضاً وان السفارة التركية والكتيبة التركية في لبنان، جئنا إليهم اليوم في تحرك سلمي، فإذا لم ينته الملف فسيكونون ضيوفاً، نحن شعب مضياف».
عباس حمود (عن التلفزيون)
وقال: «لا نخطف بل نستضيف. فإذا لم يحل الملف فسندخل في مرحلة تصعيدية. وتركيا تتحمل المسؤولية. في السابق كنا نأمل من تركيا ونطلب منها المساعدة لأنها قضية إنسانية، وقال الأتراك إن المسألة ليست بأيدينا. الآن، الاتصال جاء من تركيا، الرقم تركي والرسالة التي بثّت أمس من المخطوفين أكدت أنهم موجودون تحت السيطرة التركية وتركيا تتحمل المسؤولية ولا مجال للتهرب». وانتقد دور السلطات اللبنانية في الملف.
(«السفير»)