المغترب اللبناني يشارك أهله في الوطن هاجس عودة رعب الحرب الاهلية التي كانت السبب الاكبر لشرائح عديدة من اللبنانيين من بداية السبعينات التي تشتتهم في مشارق الارض ومغاربها بسبب حروب الاخرين على ارضهم..
ففي خضم أزمة المخطوفين اللبنانيين في سورية ظهر ما بطن من إستعداداتها وما خفي يبقى الاعظم..
وحتى ندرك اليوم ان هشاشة الوضع الامني في لبنان في تصاعد مخيف..علينا ان ندرك ان بداية اي حرب اهلية تبدأ من الشارع،ومن الحاجز،من الخطف ،ومن مظاهر الملثمين وسؤال الناس عن خصوصياتهم ومذاهبهم وأديانهم..
وهذا ما بدأنا نشاهده على مساحة كبيرة من الارض اللبنانيية، اليوم وهذة نتيجة طبيعية لدولة نأت بنفسها حتى عن كل ما يبرز هيبتها أمام المواطن الحائر من أمره أمام هذة الدولة...وهذا ايضاً ما شاهده قبلنا الجيل السابق الذي عايش مثل هذة الحالات..وهذا ما يشاهده اليوم من بقي حياً ممن كانوا وقوداً أو شهوداً او عايشوا المآسي التي لم يعيشها الجيل الحالي الذي يعتقد ان السلاح الذي يحمله في وجه أخوه في الوطن ما هو إلا لعبة يحملها وحين يمل منها يرميها على الارض دون ان يعلم انه كان شريكاً اساسياً في دمار بيته وبيت أحبائه وأقاربه على رؤوسهم..
وان الجميع إن خرج منها فإنه سيخرج خاسراً بامتياز.فهل بإمكان الدولة القيام بمبادرة جادة غير إستعراضية تعيد الجميع الى صوابهم حتى لا تجبر المواطن على محاولة اخذ حقه بيده.؟ لانه في حال عممت هذة الحالة فسيكون من الصعب بعدها ضبط نتائجها على الارض إلا بقوة السلاح الذي لا تملكه هذة الدولة بالشكل الذي يكسبها مصداقية للمبادرة..مع إدراكها ان الخوض بما ليس باستطاعتها القيام به سيعتبر مغامرة لا تحسد عليها..فهل من يستدرك ما يحصل في لبنان كي يبادر الى سحب فتيل ازمته وحتى لا نحتاج مرة أخرى الى"شريف أخوي"جديد يهدينا الى الطريق السالكة من غير السالكة .؟ كما حصل ابان حرب السبعينيات لتجنب حواجز الذبح على الهوية...؟!! أيام نتذكرها للعبرة.. لكن نتمنى عدم عودتها..فهل من مجيب,؟