أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صحيفة الرياض السعودية تشنّ هجوما عنيفا على لبنان وتلوّح بطرد اللبنانيين

السبت 18 آب , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,593 زائر

صحيفة الرياض السعودية تشنّ هجوما عنيفا على لبنان وتلوّح بطرد اللبنانيين

 

 

شنّت صحيفة "الرياض" السعودية، في افتتاحية عددها الصادر اليوم بقلم نائب رئيس تحريرها يوسف الكويليت، هجوما عنيفا على المجتمع اللبناني على خلفية الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، معتبرة الاعلان عن خطف مواطنين خليجيين أتوا إلى لبنان للسياحة "عملا إرهابيا"، معطية لدول الخليج الحق بـ"إنذار بطرد اللبنانيين"، ملمحة بأنّ لبنان سيكون الخاسر لا الخليج. وشمل هجوم الصحيفة السعودية الجيش الوطني اللبناني الذي وصفته بأنه "مجرد ظل قابل للتمزيق طالما تركيبته طائفية ليس لها الولاء للوطن"، على حدّ تعبيرها.

الصحيفة السعودية اعتبرت أنّ "لبنان بؤرة صراع في المنطقة العربية منذ أزمنة طويلة، والسبب أن معظم اللبنانيين حولوه دكاناً يباع فيه الحلال والحرام، حتى أن البعض نادى بوضعه تحت الوصاية الدولية في تشكيل شرطة فقط، ونزع جميع مظاهر التسلح ليتحول إلى بلد تجاري وسياحي ينعم بالأمن وتتبدد صور الطائفية ومليشياتها". ورأت أنّ "اللبناني شخصية ناجحة في العمل التجاري والسياحي، فهم متواجدون في مراكز حساسة في البنوك والفنادق وتجارة التجزئة والشركات العالمية، لكنهم في بلدهم لا ينظرون لعلاقاتهم وفق بناء وطن يظلل الجميع، بل مركز تجاري تعقد فيه الصفقات".

واعتبرت "الرياض" أنّ ما أسمته "نموذج الوزير السابق ميشال سماحة" موجود في صلب السلطة والأحزاب والمليشيات، متسائلة "كيف يقدم وزير سابق على جلب متفجرات من سوريا لاغتيال شخصيات إسلامية ومسيحية من أجل تفجير حرب أهلية"، وتوقفت عند "ما يقوم به "حزب الله" وأنصاره من خطف وإرسال إرهابيين"، مشددة على أن "إعلان خطف مواطنين خليجيين جاءوا للسياحة يعد عملاً إرهابياً ولدول الخليج العربي الحق بإعلان إنذار بطرد اللبنانيين، لأن النماذج الموجودة على أرضه، قد تكرر أفعالها داخل الدول الخليجية، وعلى أرضه".

ورأت ان "لبنان لم يكن بلداً مستقلاً، بل كان جزءاً من سوريا اقتطع منها بالعهد الفرنسي، وكان سيلحق به الساحل السوري الذي يقطنه العلويون، لكنها اكتفت بذلك الحيز الجغرافي، وبصرف النظر بقاؤه ضمن نطاقه القديم أو الحديث فمشكلة لبنان أن حامل أعلى الشهادات ليست لديه المناعة من أن يتحول قائد مليشيا تقاتل من أجل الطائفة، لأن المأزق تربوي وثقافي".

وتابعت الصحيفة السعودية قائلة أنّ "دول الخليج العربي، هي من قاد المصالحة وخاصة السعودية، وهي من دفعت تكاليف إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية وتعزيز اقتصاده بودائع ومنح، وتأوي هذه الدول مئات الآلاف من العاملين بمختلف القطاعات، ومع ذلك فالدولة لم تتحرك لأنها محكومة بطرفين يهددانها، "حزب الله" في الداخل، وسوريا كبلد مجاور، وما يثير التساؤل أن الأكثرية السنية، هي الأضعف في المكون اللبناني، بل درجت على الحياد أو قبول حماية طوائف أخرى أقل منها عدداً وإمكانات اقتصادية، ولو تقوّت لربما رجحت معادلات الطوائف الأخرى بالقوة والتأثير".

واعتبرت انه "قطعاً من يحاول إرهاب مواطني دول الخليج مسير لا مخير، سواء جاءت الفتوى من قم، أو الأوامر من دمشق و"حزب الله"، لكن النتائج قد تكون مأساوية فسيذهب البريء بجريرة الإرهابي، لأن كرامة وأمن أي بلد، هما معيار قوته والسياسة بفعل مجموعة أشخاص يتجاوزون دولتهم، أو أي عناصر أخرى، قد تفسد ما بنته السنين، ولبنان الراهن لا يحكم بالدولة، بل بالعناصر التي تقوت بوجودها، وحتى الجيش مجرد ظل قابل للتمزيق طالما تركيبته طائفية، ليس لها الولاء لوطن يظلل الجميع". اضافت "ثم، وهو المنطق الصحيح، ماذا يضيف لبنان لدول الخليج بعدائه وصداقته، هل يهدد أمنهم، أو يزعزع اقتصادهم، أو يؤثر على سياساتهم، بل حاجة لبنان لهذه الدول مضاعفة ما تريد منه، وبالتالي إذا كان أثر الأيام الماضية سيقود إلى خوف مضاعف من المتعاملين مع اللبنايين بكل النشاط الاقتصادي، فمن سيخسر من بدأ بإرهاب مواطني الخليج؟".


Script executed in 0.18812608718872