أدى نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ" عبد الأمير قبلان صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في مقر المجلس وألقى خطبة العيد، حيث أكد أن "بلادنا الإسلامية تعيش أزمات وتعيش الفتن والمصاعب والمصائب فعلينا أن نوفر لهذه الأمة الراحة والاستقرار، فنعمل لنكون زينا لقومنا"، وقال إن "لبنان بحاجة إلى تكاتف ومحبة ومودة وصدق في التعامل وعلينا أن نبتعد عن كل بغي وفتنة وشواذ"، مشيراً إلى أنه علينا أن نحفظ لبنان بالتآخي والتعاون وصدق النوايا واخلاصها ونبتعد عن الحساسيات والفتن والبغضاء والمنكر والبغي والفساد".
وأضاف الشيخ قبلان أنه "علينا ان ننبذ البغضاء والحسد لنكون في الخط الإلهي والطاعة الحقيقية والعقل الحكيم وعلينا إن نبتعد عن كل ما يشيننا ويضرنا فنتعامل بصدق وطهارة وطيبة ومودة، هذا العيد هو عيد نعيش فيه مع بعضنا البعض بحق وصدق ومحبة ومودة ،وعلينا ان نتعاون على كل خير ونقول لأهلنا في كل مكان اتقوا الله في الدماء والأرض والأملاك والديار، فما يجري على الأرض لا يمت الى الدين بصلة ولا ورع ولا ذمة ولا وجدان، وعلينا إن نكون باستمرار مع الحق والصدق وأهل الحق فنبتعد عن البغضاء والبغي والفساد".
السيد علي فضل الله: لنحفظ القضايا الكبرى بالابتعاد عن الصراعات الداخلية
بدوره قال السيد علي فضل الله نجل الراحل الكبير اية الله السيد محمد حسين فضل الله، الذي القى خطبتي عيد الفطر من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، إن "الخلاف الحاصل اليوم هو سياسي بامتياز وعصبي بامتياز والدين لا مكان فيه للفتنجيين ولا للمتعصبين ولا للتكفيريين"، مضيفاً "لا تخوفونا بالفتنة لا تجعلوها فزاعة و مناخا يخشى من كثرة إثارتها ان تقترب من التنفيذ".
ودعا السيد فضل الله الى "مزيد من الوعي وعدم الرضوخ لمنطق التخويف، ووضع كل مشكلة في إطارها الحقيقي وخلفياتها الخفية منها والمعلنة. ومزيد من نشر الاجواء الايجابية التي تقرب ولا تبعد وخاصة في ساحات التواصل الاجتماعي تلك الساحات المستجدة التي لا تعرف حدودا او ضوابط، والتي من السهل جدا اختراقها والدخول على خط الفتنة من خلالها".
واضاف ان "المشهد الدامي والقلق والمؤلم على مد البصر، في سوريا والعراق وفي اليمن والبحرين وباكستان وفي كل الواقع الاسلامي، يستدعي من كل الواعين ومن كل الجهات، وخاصة علماء الدين، ان يقفوا صفا واحدا لتسود لغة التهدئة وليس لغة التأجيج ولغة التبريد وليس لغة صب الزيت على النار"، وتابع "ليكن الحوار المفتوح والمنفتح هو الاسلوب السائد بيننا، وليس للحالات الطارئة فقط، فمن المعيب ان نجعل للحوار بين الاخوة توقيتا وظرفا مناسبا وشروطا وشروطا مضادة الى حد التعطيل".
المفتي قباني: تَوريطُ الشارعِ اللبنانيِّ اليومَ بالتَّقاتُلِ في الشارِع حرامٌ ومَمنوع
من جهته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي القى خطبة عيد الفطر السعيد في مسجد الأمين في بيروت، بحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب، وعدد من الوزراء والنواب، قال إنَّ "الترَدِّي الذي نَتَخبَّطُ فيه كلَّ يومٍ في وطننا لبنان، ليسَ مسؤوليةَ رئيسٍ حاليٍّ أَو رئيسٍ سابِق، وليسَ مسؤوليةَ حكومةٍ حاليةٍ أو حكومةٍ مَضَت، إنَّ هذا الترَدِّي هوَ مسؤوليةُ كلِّ واحدٍ منكم، هوَ مَسئوليةُ كلِّ لبنانيٍ ارتَضَى ويرتَضي الظُلمَ في وَطَنِه، هوَ مسؤوليةُ كلِّ مواطنٍ لم يُطالِب بِحقوقِهِ ولم يَقُم بواجباتِه، هوَ مسؤوليةُ كلِّ مُواطِنٍ كارِهٍ لِغَيرِ طائفَتِهِ".
وأكد أن "تَوريطُ الشارع اللبنانيِّ اليومَ بالتَّقاتُلِ في الشارِع، على خلفيةِ صراعاتِ المنطقةِ مِن حَولِنا حرامٌ ومَمنوع، ومَسؤوليَّةُ السَّاسَةِ ومن جميعِ الفُرَقاء هيَ كَمَسؤوليةِ الجَيشِ تماماً، في مَنعِ أَيِّ مُحاوَلَةٍ للدَّفعِ بالخِلافِ السِياسيِّ إلى الشارِع، لأَنَّ كلَّ محاوَلةٍ من هذا النَوعِ تحتَ أَيِّ عنوان، ومِن أيِّ جهَةٍ أَتَت هيَ مَشروعُ فتنةٍ ومَقتَلَةٍ في البلاد".
الشيخ النابلسي: على اللبنانيين أن يغادروا أحقادهم ودولهم الطائفية وأمنهم الذاتي
بدوره اعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة العيد التي القاها في مجمع السيدة الزهراء(ع) في صيدا، أن "هذه الفترة التي تمر بها أمتنا من أخطر الفترات في التاريخ, والتي أريد فيها أن تتقاتل الطوائف والمذاهب والقوميات والدول وتدخل المنطقة كلها في فوضى عارمة خدمة للمشروع الأميركي الذي خرج من أفغانستان والعراق ذليلاً مهاناً, وخدمة للمشروع الاسرائيلي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة مع تقدم جبهة المقاومة".
وقال إن "على كل المسلمين والمسيحيين وكل الشرفاء في هذه الأمة أن يحبطوا مشروع الفتنة الأميركي والاسرائيلي وأن يعملوا كفريق واحد لبناء مشروع الاستقرار والحرية والعدالة"، مضيفاً أن "في لبنان على الجميع أن يغادروا أحقادهم وعصبياتهم ودولهم الطوائفية وأمنهم الذاتي. وأن يقف الجميع أمام مسؤولياته الوطنية والدينية. فهذا الهرج والمرج وهذا الفلتان واللامسؤولية والنأي بالنفس هو الذي أوصلنا إلى الخطوط الحمراء وإلى المزالق في كل شيء".
المفتي الشعار: سليمان يثبت في كل مرة أنه حكم
وقال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بعد صلاة العيد في الجامع المنصوري الكبير في الشمال إن "ما يحدث في لبنان ليس أمرا عاديا ولا عارضا وآمل ألا يكون نذير خوف وشؤم وإن ما تم إكتشافه من الأجهزة الأمنية وقوى الأمن الداخلي ربما يكون الأخطر في لبنان ، وتعبير فخامة رئيس الجمهورية عنه بأنه مخيف ومرعب يستوقف العقلاء والأحرار".
وأضاف "أتوجه إلى فخامة رئيس البلاد بتحية شكر وإكبار لأنه يثبت في كل مرة أنه حكم وأن همه الأول هو لبنان وأمنه وإستقراره".