بعض الرسائل النصيّة كانت تعجّ بالنتائج المباشرة لـ«سارق أموال الأيتام». الحديث هنا عن سعد، لكنّ فيه احتجاجاً قوياً على مَن أعطاه المفتاح لـ«سرقة المال السايب». الكلام قاسٍ ومفاجئ، وذلك مع ارتفاع معدلات البطالة ونسب الفقر في المملكة، وتوسّع الكلام على الفساد والسرقات في القطاعات كافة، وانهماك أفراد الأسرة الحاكمة بتجميع ما أمكن تجميعه وكأنهم يشعرون بالموسى على الرقاب، وسط عاصفة التغيّرات الحاصلة «بإرادة الله»، أو تلك القادمة بإرادة عبيده.
هكذا، انفجر غضب «المواطنين» السعوديين المنددين بـ«العيدية» التي أعطاها للحريري الملك السعودي عبد الله. ووصل الحد الى تمني بعض المغردين مثل بندر الحربي أنه اذا كان «الموضوع صحيحاً، أبدل اسمي من الحربي لـ«الحريري». بندر الحريري شيء جميل جداً». آخر تخيّل نفسه مكان الحريري، فقال: «اربعة مليارات جاتك هديه كذا. ياخي تحس انك مخرفن الشعب السعودي كله». لا تتوقف الأمور عند هذا الحد، إذ حاول بعضهم فهم سر هذه «المكرمات» السعودية للحريري، فغرد خالد القويعي «بديت أشك ان الحريري ماسك صور علينا. ما بدهاش كلام شكلهم يفزعون منه». بعض المغردين شككوا بصدقية الخبر: «للأسف الخبر منقول عن قناة المنار الشيعية، وأنتم تتناقلون الخبر وتتهجمون على حكومتكم. بئس الوطنية»، يغرد ماجد. في المقابل، قال آخر إن «بيار الضاهر صاحب الحصة الأكبر في قناة LBC؛ أخذ ينشر أخباراً تسيء إلى السعودية والحريري انتقاماً لخلافه مع الوليد بن طلال».
الرد على هذه المقولة أتى سريعاً من فارس أبي الخيل الذي غرد: «البعض يقول إن الخبر عارٍ من الصحة، ونحن نود تصديقهم، ولكننا لا نصدق دون مصادر بنفس مستوى مصدر الخبر الأساسي فليظهروا مصادرهم». بعض المغردين حاولوا الدفاع عن الملك وعن الحكومة السعودية، فيرد عليهم خالد الشغدلي قائلاً إنّ «على الوطنية ان لا تُعمي عيوننا عن الخطأ». بين هذا وذاك، قارن بعض المغردين بين سعد الحريري وإسرائيل، فيقول فارس ابي الخيل إن «مجموع ما صرفته الولايات المتحدة من مساعدات لإسرائيل بما فيها العسكرية بكل اهميتها لهم، بلغ 2.8 مليار في عام 2010». ثم يضيف: «ما صرف على تنمية تجهيزات البنية الأساسية حسب بيانات الميزانية العامة للدول(ة) عام 2011بلغ 8.9 مليارات (ريال سعودي) والحريري اليوم يأخذ 15 مليار (ريال سعودي)».
وما أجج النقمة على الحريري، سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الذي يعانيه «المواطنون» السعوديون في بلدانهم. يقول أحدهم إن «اطفال المواطنين يموتون لعدم توافر سرير لهم في مستشفى متخصص، ومواطنين آخرين يعانون الفقر والبطالة، وتصرف أربعة مليارات للحريري لإنقاذ شركته». ويسأل خالد الحربي: «ايها المواطن وانت تشاهد مليارات نفطك تنهي التزامات الغريب (الحريري)، ألم يحن الوقت لتستيقظ من غيبوبة دامت عشرات السنين». آخرون طرحوا سؤالاً عمّا يمكن فعله بأربعة مليارات دولار، فقال «بائع»: «أعلّم سعد الحريري القراءة، مسكين شوف هالمقطع وتعرف انه يستحق»، عارضاً مقطعاً مصوراً للحريري وهو يتلو البيان الوزاري عام 2009.
اما ما سيفعله عبد الرحمن فهد بالمليارات الاربعة فينحصر بأن «ادورلي على لبناني اتصدق بها عليه». لكن الجواب الأقسى عن هذا السؤال جاء من قس بن ساعدة الذي قال: «سأشتري عدداً كبيراً من الأغبياء؛ فأنا أرى أن 4 مليارات تبذير لقاء غبي واحد كسعد الحريري». آخرون كانوا عمليين أكثر وقاموا بحسابات لما يمكن القيام بهذه الكمية من الاموال، فيغرد إياد بأنه «بحسبة بسيطة تبني 17 الف شقة، كل شقة تؤوي عائلة من 6 اشخاص. يعني 4 مليارات تساوي سكن لأكثر من 100 الف مواطن».
كل هذه التغريدات ضد الحريري لم تكن كافية لإطفاء النار التي تعتمل في قلوب السعوديين. فقد اصابت سهام الانتقاد الملك نفسه. وقال محمد الدوسري: «ومتعب مو داري عن شي مسكين، لان اللي تحته يوصلون له كلام غلط ويحسب ان افقر مواطن معه لكزس، والله احنا المحتاجين». هكذا، وبما أن انتقاد الـ«ذات الملكية» لا يشفي الغليل، فقد انتقد أنس الهاجري ولي العهد الامير سلمان فقال: «الحين فهمت وش يقصد الامير سلمان يوم قال: ابشروا بالخير، ابشروا بالخير. كان يكلم الحريري جوال».