أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الشعب يريد زياد الرحباني..

الإثنين 27 آب , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,764 زائر

الشعب يريد زياد الرحباني..

صورة زياد في مهرجان الانتصار 

صورة زياد مستقبلاً وفداً من حملة «الشعب يريد زياد الرحباني» 

صورة زياد في «الميادين».

تمنحُ الصورة أبعاداً إضافية للفكرة، قد تكون موقفاً ًموازياً أو كلاماً رديفاً. بهذا المعنى يصبح من الممكن، فهم إطلالة زياد الرحباني في الضاحية خلال مهرجان الانتصار في أيار الماضي، وفي قناة «الميادين» أمس الأول، وخلال استقباله وفداً من الحملة الشبابية التي طالبت بعودته إلى الساحة العامّة، مستخدمة الكليشيه المشهور: الشعب يريد زياد الرحباني. (حملة على فايسبوك انطلقت في نيسان 2012). 

يثير حضور زياد دوماً خلطة من المشاعر، وخصوصاً في وسط شريحة واسعة من الشباب العربي المتأثر بنتاجه الفنّي. كثيرون يستقصونَ أخبار هذا الشيوعي المقاوم العنيد، الذي قال الكثير في حقب مفصلية سابقة، فيما يصوم اليوم عن الكلام السياسي المباشر. لسنا هنا بصدد تقييم أفكار هذا الشخص المتفرّد على أكثر من صعيد، بل إننا نحاول مناقشة اختياره للأماكن التي يطلّ من خلالها في أنشطته العلنيّة العامّة النادرة (الضاحية وقناة «الميادين»). 

اقتبست الحملة الشبابيّة التي تتألف من معجبين بزياد، شعار «الشعب يريد» الذي يحمل دلالات سياسية واجتماعيّة بالتزامن مع الحراك الجماهيري في الشارع العربي. وعبارة «الشعب يريد زياد الرحباني» إن دلّت على شيء، فهي تدلّ على إحساس مطلقيها بحاجة جديّة للاستماع إلى رأي زياد بالحالة السياسية الراهنة، وسط هذا المشاع الطائفي المتهالك. وهي أوضاع لم تكن، برأي زياد، مختلفة في يوم من الأيام. لكن يبدو أنّ الجيل الشاب يحنّ إلى حضور زياديّ يشبه إلى حد كبير حضوره المسرحيّ والناقد في زمن الحرب اللبنانيّة، حين كانت «جبهة المقاومة الوطنية» في أوج عطائها.

لهذا يبدو تفاعل الجمهور الزيادي مع حضوره في الفضاء العام، وعبارات الترحيب والإعجاب والحب التي تنهال على مواقع التواصل الاجتماعي في كلّ مرّة يطلّ فيها علناً، أشبه بتعويض عن فراغ ثوري ما. فراغ يتوسّل بشكل وثيق صورة زياد وأعماله وأسلوبيته الناقدة، ونظرته اللا مألوفة والعميقة إلى الذات والمجتمع. ففي الخيال الجماعي لمحبّي زياد، شكّلت الثقافة التي يدور في فلكها الرحباني الابن مدخلاً مبكراً، إلى عوالم مغايرة مستقلة نسبياً، في زمن الشروخ المذهبية والطائفية. وهذا ما يدفع العديد من المثقفين وأصحاب الرأي إلى مطالبة زياد بالظهور العام، وباتخاذ مواقف آنيّة وحادة من قضايا في صلب الحراك العربي، وبالتحديد من الأزمة السورية (مؤخراً الأستاذ فواز طرابلسي وغمزه من قناة ستالينية زياد عبر «صوت الشعب» مع لوركا سبيتي). وهو ما لم يقدم عليه زياد حتى اليوم (الكلام المباشر) باستثناء الإشارتين الغزيرتين اللتين أرسلهما بحضوره الجميل والمفاجئ: مرة في مهرجان حزب الله في الذكرى السنوية لانتصار تمّوز 2006 في قلب الضاحية الجنوبية، وأخرى خلال زيارته فضائية «الميادين» في بئر حسن أمس الأول. ما يجمع هذين المكانين من أرضية مشتركة، هو الموقف المناصر علناً لخطاب المقاومة. وهذا ما يشي بالكثير عن راهن زياد السياسي، وخياراته. ولكن من يدري، هذا رأي قد يحتمل الخطأ.

Script executed in 0.19763708114624