استعمل وسام الحسن بالصدفة ميلاد كفوري الذي قال له انه قادر على جلب قنابل الى الشمال، فقال له الحسن، جيد جدا، والصفقة يمكن ان تتم بيننا ونلغي ديونك ونعطيك اموالا، لكن الاهم من ذلك اريد خطف ميشال سماحه.
درس الحسن وعميله ميلاد كفوري كيف يمكن الايقاع بميشال سماحه وجلبه الى التحقيق.
اخيرا حصل السيناريو ووقع ميشال سماحه ضحية اللعبة الامنية التي رسمها وسام الحسن وعميله ميلاد كفوري.
عند اول دخول ميشال سماحه الى غرفة التوقيف المظلمة في فرع المعلومات، اقترب منه ضابطان على ضوء خافت وقالا له: «انت اقرب الناس الى الرئيس بشار الاسد وتعرف من قتل الرئيس رفيق الحريري، ما زلت الآن على الباب اعطني الاسماء وتخرج بدقيقة من الباب، واما موضوع القنابل فيجب ان تنساه»، اقسم ميشال سماحه انه لا يعرف اسماء قتلة الرئيس رفيق الحريري واثناء ضعف ميشال سماحه قال «انا اعرف ان الرئيس بشار الاسد يكره الرئيس رفيق الحريري، لكني لم ادخل مرة معه في تفاصيل امنية عسكرية عن قتل الشهيد رفيق الحريري». قال له احد الضباط ان الفرصة تضيع عليك، وقد أوقعك العميل ميلاد كفوري وفرع المعلومات وسيارتك تحمل قنابل، نقول لك استفد من الفرصة، اعطنا الاسماء بشكل منطقي وعلمي ومقنع وسوف تخرج بخمس دقائق وتعود الى منزلك.
مرة جديدة، اقسم ميشال سماحه انه لا يعرف، وصعد الضابط الى مكتب وسام الحسن وقال: لم نستطع الحصول على الاسماء وهو يقول انه لا يعرفها، فضرب الحسن يده على الطاولة وقال «يجب ان تأتوا بالاسماء، الشيخ سعد الحريري ينتظرني على الخط وهو مستيقظ منذ الساعة السادسة صباحا، لا بل انه لم ينم لانه ينتظر هذا السر الكبير، اضافة الى ان هذه الاسماء ستكشف قضايا المحكمة الدولية وتضع النظام السوري وحزب الله في القفص، فقرر الضباط العودة الى ميشال سماحه وطلبوا من العميل ميلاد كفوري ان يقنعه بإعطاء الاسماء، وقال كفوري لميشال سماحه انا مسافر وسأنسى كل شيء ولا اتكلم عن الموضوع وانت صديقي منذ ثماني سنوات تقريبا، ساعدني يا ميشال بأن نعطي اسماء قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسنخرج معا من هنا كل واحد بسيارته ويذهب الى بيته، هنا تدخل احد الضباط وقال: لا يوجد محاضر تحقيق ولا يوجد شيء، لا يوجد اي مستند، يمكنك ان تكون حرا طليقا، فأعاد الكرّة ميشال سماحه واقسم انه لا يعرف.
توتر الجو في مكتب العميد وسام الحسن وقال لهم: قدموا له آخر عرض من الشيخ سعد الحريري شخصيا، بأنه اذا قلت الاسماء ستسافر من فرع المعلومات بطائرة خاصة مع ميلاد كفوري الى الخارج وينتهي الموضوع نهائيا والطائرة الخاصة جاهزة في المطار وبعدها كل عائلتك تصبح في الخارج وتنسى كل ما حصل لك وسيكون لك لجوء سياسي مع حماية لك من الاتحاد الاوروبي.
فكّر ميشال سماحه للحظات وقال: «انا اعرف ان اللواء هشام بختيار واللواء علي المملوك والعماد آصف شوكت واللواء عبد الفتاح قدسية هم العقل الامني لدى الرئيس بشار الاسد، واذا كنتم تريدون الاسماء فهذه هي الاسماء التي حول الرئيس الاسد» فقالوا له: «نحن لا نفتش عن ذلك، بل نعرف هذا الامر، لديك دقيقة هل تقول الاسماء ام ستقبع في السجن وتقضي حياتك فيه، وانظر الى القنابل وصور الدولارات وصوتك وكل صور تسجيلات الفيديو عنك». وعندما لم يستطع العميد وسام الحسن الحصول على الاسماء قال للشيخ سعد الحريري: اعطني بعض الوقت سأحصل على كل الاسماء، فصرخ الحريري في وجه الحسن على الهاتف قائلا «ماذا لو خطف حزب الله 50 عنصرا من «المستقبل»، ماذا أفعل وماذا اقول انا للدول الاوروبية عن هذه العملية، لقد ارتكبت يا وسام خطأ كبيرا لن نعرف كيف نخرج منه، ارجوك لا تكلمني لمدة ساعات ومهما حصل وحتى لو حصلت على اسماء لا اريد ان تكلمني». وهناك من يقول ان ميشال سماحه بكى، ولكن لا احد يعرف التفاصيل وعندما لم يقدم ميشال سماحه الاسماء تم ادخاله الى الزنزانة وبدأ التحقيق القاسي معه وبكل الانواع. ثم صعد العميل ميلاد كفوري الى مكتب وسام الحسن ودخل ضاحكا وقال للحسن
«مبروك»، فرد الحسن «مبروك لك انت، فقد انجزت عملا كبيرا وستبقى تعمل مع فرع المعلومات مدى الحياة ويصل اليك كل ما تريد من حاجات». هنا تم استدعاء كاتب عدل سري ومحام خاص بفرع المعلومات، وتم التوقيع على إلغاء ديون ميلاد كفوري وتحريره منها، وتم تسليمه عدة شيكات على عدة مصارف اوروبية ولبنانية، طلب كفوري كأسا من النبيذ فأجابه الحسن: ليس عندي الان في المكتب واذا كنت تصر استطيع ان اشتري لك فورا، فقال كفوري «اودعك يا صديقي وسام انت المع ضابط تعرفت عليه وكل بقية الضباط لا يساوون شيئا» ثم نقل ميلاد كفوري الى مكتب في فرع المعلومات وتم تجهيزه كغرفة نوم لعدة ايام لأن ميلاد كفوري سافر بعد ثلاثة ايام من انتهاء العملية، مع العلم ان وسام الحسن اعطى تعليمات بتسريب كلام ان ميلاد كفوري سافر منذ اربع ساعات فيما ميلاد كفوري كان يسكن فرع المعلومات ولا يخرج منه.