أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حزب الله إلى الأمام لتحرير الجليل وإحتلال "إسرائيل".المعادلة الجديدة -

الأربعاء 29 آب , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,578 زائر

حزب الله إلى الأمام لتحرير الجليل وإحتلال "إسرائيل".المعادلة الجديدة -

 

 " حتى لو كانت الأنباء عن قيام حزب الله بمناورة عسكرية ترتكز على خطة لاحتلال الجليل، أمراً مبالغاً فيه، فهي تؤشّر إلى اتجاه تفكيري واضح. فالتنظيم يشعر اليوم بأنّه أقوى ممّا في السابق لكي تخطر بباله عموماً، فكرة من هذا النوع. لن يكون هناك المزيد من إطلاق الصواريخ عن بعد وإنّما تحرّك إلى الأمام بقصد احتلال أراضٍ في إسرائيل. من استخفّ ماضياً بحزب الله فهم بأنّه أخطأ.

 

 لذا، علينا أن نوضح للحكومة اللبنانية بأنّ أي عمل عدوانيّ من جانب حزب الله ضدّ إسرائيل، لن يواجه مستقبلا بردّ ضعيف من قبيل النيران المضادّة. يجب أن نوضح لهذه الحكومة التي يجلس فيها حزب الله، أنّ الردّ سيكون على نحو يشكّل خطرا على استمرار وجود لبنان كدولة. وأنا أقصد بذلك ضرورة أن نوضح ما سيحصل بكلمات مبسّطة.

 

 يجب أن تكون الرسالة مفهومة ومصحوبة بإشارات بيّنة بأنّهم هنا في إسرائيل لن يتوقّفوا هذه المرّة لأي سبب "إنساني" أو آخر مرتبط بالخوف من لجان التحقيق الدولية المستقبلية من النوع الذي يؤمّن عملاً لقضاة متقاعدين من دول مختلفة. إذا في خلاصة هذا الموضوع- نصر الله يقول دائما الحقيقة حين يهدّد إسرائيل. وقد أثبت ذلك مرّات عديدة. ينبغي القول له إنّ إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل سيواجه بردّ "جهنّميّ".

 

 ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنّ طائرات سلاح الجوّ لن تفتّش فقط عن منصّات الصواريخ المخبّأة معظمها جيّدا في عمق الأرض، بل هي ستشلّ لبنان كاملاً وستكلّف اللبنانيين في مناطق الإطلاق، خسائر من نوع يفقدهم الرغبة بمواصلة الإطلاق. لكن سيكون سيّئاً جدّا إذا ما استمرار سماع تهديد من  هذا النوع، وفي يوم الأمر ستواصل طائرات سلاح الجوّ عمليات القصف "الجراحية". لقد مرّ زمن ذلك في الشرق الأوسط.

 

المنظّمة التي فقدت كلّ قيمة

 أمين عام الأمم المتحدة قرّر السفر إلى مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران الذي افتتح هذا الأسبوع. قرارٌ أحمقٌ آخر من قبل أمين عام منظّمة لا تملك أي قيمة. بدل القول إن لا دعم بأي شكل من الأشكال لدولة مثل إيران تصرّح بنيّتها إبادة إسرائيل، يعطي أمين عام الأمم المتحدة دفعاً لدولة تتجاوز كلّ معايير السلوك الدولية.

 

 بنفس النسبة يستطيع أمين عام الأمم المتحدة المشاركة بمؤتمر الحزب النازي في ألمانيا، الشهر المقبل. فهذا الحزب لديه نفس أيدولوجية أحمدي نجاد، الذي سيعانقه في وقت لاحق هذا الأسبوع. إذا كان أحد ما يشك بأنّ الأمم المتحدة هي نكتة غثّة- فقد جاء أمينها العام وأزال هذا الشكّ، وهو سيستقبل في إيران باحترام كبير.

 

 أحمدي نجاد ورفاقه يضحكون في سرّهم إزاء تغافل المنظّمة التي ليس فقط لا تملك أسناناً، بل هي أيضا لا تملك لثّة.

 

نقاش غير مرتكز

 الجميع سيعترف بخطئه وسيندم. كلّ المتشاجرين لصالح أو ضدّ عملية ضدّ إيران يتحدّثون مع جهلهم لكلّ الحقائق.  وكلّ السابقين على اختلافهم يتحدّثون على أساس معرفة جزئية فحسب. أنا متأكّد أنّه إذا ما حصل أو لم يحصل شيء ما، فذلك لن يكون مشابهاً لنظريات عدّة مسؤولين وغيرهم ممّن يغذّون الوسائل الإعلامية في البلاد والعالم، وعدد من أصحاب المواقع البريدية الذين يقسمون الأيمان المعظّمة بأنّهم حصلوا على الملف الأكثر سرية وفيه كلّ تفاصيل الهجوم الذي يبدو وكأنّه يخطط لإيران.

 

 لم نشهد أبداً إنشغال هذا الكمّ الكبير من الأشخاص الذي يُفترض بأنّهم جدّيون، بهذا المستوى المتدنّي من الجدال غير المرتكز على حقائق، ومن يرد رؤية نفسه في التلفاز فليأخذ مكتب إعلانات يوزّع لصالحه بثّا خاصا. بالمناسبة من الأفضل أن يتعاطى هذا مع رجال آلية خاصة بتنظيف الأحواض وليس في الموضوع الإيراني. فهو على الأقل سبدو أكثر جدّية.

 

تأجيل تعيين فينار مناسب

 من فكّر بتعيين العقيد ايرز فينار ضابط تثقيف رئيسي في الجيش الإسرائيلي، كان عليه أن يفهم أنّ هذا الأمر لن يمرّ. فالشخص لا يملك بعد صورة كاملة عمّا حصل بين مكتبي باراك وأشكينازي لكنّ من الواضح أن أمورا سيّئة حصلت هناك. ولا أحد من المتورّطين في القضية يمكنه استلام منصب رفيع إلى أن يتبيّن كلّ شيء (إذا ما وصلوا إلى هذا الوضع).

 ولا شكّ بأنّ تعيين العقيد فينار في منصب المثقّف الرئيسي في الجيش، في حين أن دوره في القضية لم يتّضح بالمطلق بعد، هو خطأ مطلق وحسنا فعل رئيس هيئة الأركان حين منع تعيينه. في المستقبل، إذا ما تبيّن كلّ شيء، قد يكون ممكنا البحث مجدّدا بأي تعيين.

 

علامة جودة إسرائيلية

 فكرة استئجار الطائرة، أو المروحية، من طراز "في - 22" التي يريدها سلاح الجوّ بقوّة، خلاّقة جدّا. فسلاح الجوّ لا يملك حاليا المال اللازم لشراء طائرة من هذا النوع لأنّه "يرهن" كل موازنته الشرائية للسنوات المقبلة على صفقة شراء عشرين طائرة حربية مراوغة من طراز "أف- 35". لكن السلاح بحاجة إلى تلك الطائرات التي تقلع وتهبط بشكل عامودي( بمعزل عن التأريض المؤقت لمروحيات اليسعور بسبب بعطل دوّار إحداها).

 لذا تبدو فكرة الاستئجار ممتازة. وسيكون من دواعي سرور بوينغ وبيل عقد صفقة من هذا النوع مع سلاج الجو بما لها من قيمة ترويجية باستثمار مئات ملايين الدولارات في العالم. وإذا ما اشترى سلاح الجو الإسرائيلي شيئاً ما، فهو سيعتبر بحق، علامة جودة.

 

وضع غير بسيط

 عدد من منتجات الطائرات من دون طيّار الإسرائيلية في وضع "غير بسيط"،  إذا ما تحدّثنا بصيغة ناعمة. التنافس في العالم يتزايد بين أسبوع وآخر، وتقف معايير سياسية خلف الكثير من الصفقات الشرائيّة. في هذا الوضع تواصل شركات الانتاج الإسرائيلية في محاربة بعضها البعض بكل الوسائل الممكنة، ما ستكون نهايته وخيمة على بعض منها. أحدهم،  في هذه الحالة وزارة الدفاع،  كان عليها منذ زمن بعيد القيام بعمل ما وببساطة، إلزام الشركات المنتجة على التعاون الإنتاجيّ. فهذا هو سبيل نجاة عدد منها.

 

 لكنّ هذا لم يحصل، باستثناء حالة واحدة في فترة العهد الزاهر من العلاقات مع تركيا وهذا يفاقم وضع شركات الانتاج والتصنيع.

 

الجبهة الداخلية في يسرائيبلوف 

 وزير حماية الجبهة الداخلية المنتهية ولايته "متان فيلنائي"، يعيش على ما يبدو أحداث فيلم سينمائي. قال إنّ الجبهة الداخلية جاهزة. لكن المشكلة ليست في أنّها غير جاهزة وإنّما في أنّها لن تكون جاهزة أيضاً. كلّ شيء هنا على ما يبدو. يسرائيبلوف. وزارة حماية الجبهة الداخلية هي مكان يسمح بإعطاء منصب وزير لشخص ما ملزمون تجاهه. الوزارة أيضا مكان للمزيد من التعيينات، وكلّها يمكن الاستغناء عنها كما الوزارة بأكملها.

 

 هذه الوزارة لا تملك الصلاحيات، لا موازنات حقيقية وهكذا ليس هناك ملاجئ لغالبية السكّان، لا أقنعة واقية من الأسلحة الكيماوية لدى جزء وافر من سكّان إسرائيل وضعف ذلك من الإخفاقات. إذا كان ذلك برأي فيلنائي جاهزية- فعليه أن يفحص قدرة الحكم لديه وسريعاً. إذاً فيلنائي في الطريق إلى الصين.

 

 آفي ديختر يجلس في وزارة لا طائل منها مع طاقم لا طائل منه. إذا كان الهدف منح مناصب، فيمكن إقامة وزارة لمعالجة شواطئ البحر، لمعالجة أوضاع ملاعب الرياضة وربّما أيضاً وزارة تكون مسؤولة عن حالة الطقس. وسيكون للأخيرة تأثير كما تأثير وزارة حماية الجبهة الداخلية. 

 

دورة أخرى فشلت 

الجولة التي لا يعرف أحد عددها من المحادثات بين وكالة الطاقة الذرية الدولية وبين إيران، قد فشلت. وأنا على يقين بأنّ طهران لديها لوحة مسجّل عليها أسماء موظّفين محلّيين كمرشّحين للمشاركة في الجولة القادمة. وهم مؤكّداً يقولون لأنفسهم"كم هي مغفّلة هذه المجموعة، إذا على الأقل نسافر خارج البلاد ونحلّ ضيوفاً عليهم".

 

 وهذا ما يحصل كلّ عدّة أشهر، جولة عقيمة أخرى من ما يشبه المحادثات. وكالة الذرة الدولية هي انعكاس للأمم المتحدة. منظّمة أخرى عديمة الفائدة، تعطي فقط لبضعة موظّفين إيرانيين الفرصة لتغيير الجوّ بين الحين والآخر في عاصمة أوروبية أخرى وتمضية الوقت في فنادق خمسة نجوم.

 

 ثمّ لماذا تتعاطى طهران بجدّية مع "العالم الخارجي"، في حين أن أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" سيشارك في مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران، وكلّ عدّة أشهر تعقد جولة إضافية من المحادثة  مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وطالما يتغافل العالم، يستغلّ الإيرانيّون ذلك حتى النهاية".


 

Script executed in 0.18298602104187